شبهة: "قوله تعالى: "وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ"؛ دليل قاطع على تكلمه رضيعا".
الرد:
لقد كلم المسيح الناصري عليه السلام الناس في "المهد" وفي "الكهولة"؛ فالكهولة - كما جاء في المعاجم- هي السن بين الثلاثين والخمسين من العمر تقريبًا، ولا يسمى ابن الثمانين "كهلا"، ولا ابن الألفين. أما "المهد"؛ فهي مرحلة العمر المبكرة، وهي مرحلة الصبا التي حددتها الآيات الكريمة: "فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ أَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" (سورة مريم).
إِنَّ آية: "وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ". تتحدث عن مرحلتين للمسيح الناصري عليه السلام: - المرحلة الأولى التي كانت في فلسطين، وقد كان فيها قبيلتان من بني إسرائيل الإثني عشر.
- واامرحلة الثانية التي كانت في بلاد الشرق، حيث إنتشرت عشر قبائل من بني إسرائيل بعد أن سباها الملك البابلي "نبوخذ نصر" من فلسطين سنة 587 قبل الميلاد. فاتجهت شرقا حتى وصلت بلاد الأفغان وكشمير والتبت، فذهب عليه السلام ليبلغها رسالة ربه. وقد هاجر المسيح الناصري عليه السلام إلى بلاد الشرق ليبلغ رسالة ربه إلى قبائل بني إسرائيل، حيث آمن به كثير منهم، ما أدى إلى دخولهم في الإسلام بسرعة وسهولة عند بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد تكلم المسيح الناصري عليه السلام في مرحلته الأولى كلاما بليغا لا يتكلمه الصبيان في مثل عمره. ودعا إلى ربه، ثم تكلم وهو "كهل" في بلاد الشرق. وليس في الآية أي خارق لسنن الله تعالى التي لن تجد لها تبديلا ولن تجد لها تحويلا. لكنها تدل على صدق سيدنا المسيح ابن مريم عليه السلام الذي كان نقيا تقيا صادقا منذ صباه، وهذا يؤكد صدقه وطهارته وأمه عليهما السلام.
تعليقات
إرسال تعليق