التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "كان الميرزا مدمنا على تعاطي الأفيون، وكان ينصح الناس بتعاطيه".


شبهة: "كان الميرزا مدمنا على تعاطي الأفيون، وكان نصح جماعته بتعاطيه".


الرد:

      هذا من الكذب الفاحش، وقد ردّ على ذلك حضرة الخليفة الرابع للمسيح الموعود عليه السلام؛ فقال: "انظروا إلى هذا البهتان العظيم المزعزع والمضحك في الوقت ذاته. إذ من الجائز أن يكون المسيح الموعود عليه السلام الذي كان على علم بأمور الطب أيضا. قد أوصى أحد المرضى أن يتناول الأفيون كدواء لمرضه، أما أن يُقال بأن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية كان ينصح أفراد جماعته بتعاطي الأفيون، فهذا هو منتهى الكذب والافتراء" (خطبة الجمعة للخليفة الرابع في 18 شوال 1408هـ الموافق 3-6-1988).


      جاء في كتاب سيرة المهدي رواية من الروايات التي يثيرها معارضو الأحمدية دائما - وهي معربة عن الأردية - كما يلي: "قال ميرزا بشير أحمد رضي الله تعالى عنه، وهو ابن المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام: حدثني الدكتور مير محمد اسماعيل، بأن الأدوية التي كان يضعها المسيح الموعود عليه السلام في صندوقه دائما؛ هي كما يلي: 

- من الأدوية الإنجليزية التي كانت عنده: كونين – ايستن سيروب - فولاد – أركت – واينم ابيكاك - كوكا - مركبات كولا - سبرت أمونيا - بيد مسك - سترنس وايـن أوف كاديور أويل – کلورودين کاکل - بل سلفيورك - ايسد أيروميتك - سكائس ايملشنز.

- ومن الأدوية اليونانية التي كانت عنده: مسك - عنبر – كافور – هينك (الحلتيت) (جاء في لسان العرب؛ ج 2، ص 25 تحت كلمة "حلت" : قال : وهو نبات يسلنطحُ (أي: ينمو طولا وعرضا)، ثم يخرج من وسطه قصبة، تسمو في رأسها كعبرة. قال: والحلتيت أيضا صمغ يخرج في أصول ورق تلك القصبة. قال: وأهل تلك البلاد يطبخون بقلة الحلتيت، ويأكلونها، وليست مما يبقى على الشتاء.) - جدوار. 

- وكذلك كان يصنع بنفسه دواء اسمه "ترياق إلهي".

- وكان يقول أن الحلتيت هو مسك للفقراء.

- "وكان يقول أنه توجد فوائد طيبة عجيبة وغريبة في الأفيون، فلأجل ذلك: يسميه الأطباء "ترياق"".

- وكان يستعمل بعض الأدوية لنفسه، والبعض للناس الآخرين الذين كانوا يأتون إليه للعلاج وأخذ الدواء".


      والجدير بالذكر؛ أن هناك روايات أخرى مماثلة لها، وقد ذكرت فيها وصفات طبية مختلفة لأمراض شتى، وبناء على هذه الوصفات الطبية؛ يتهم معارضو الأحمدية المسيح الموعود بهذه الاتهامات السخيفة التي لا تدل إلا على غباوتهم وأحقادهم. ويعلم هؤلاء المعارضون تماما أنه منذ 150 عاما لم يكن يتواجد أي مستشفى في قاديان ولا حولها في منطقة يبلغ قطرها خمسين كيلومترا. وكانت تلك المنطقة متخلفة تخلفا شديدا، وأغلب سكانها كانوا يأتون إلى ميرزا غلام مرتضى - والد المسيح الموعود عليه السلام - للعلاج والاستشفاء. حيث إنه كان طبيبا حاذقا، وكان يعالج الناس مجانا، وبعد وفاته جاءوا إلى المسيح الموعود عليه السلام. ومن سمات أسرة المسيح الموعود عليه السلام أن أفرادها يحبون الطبابة خدمة لبني البشر.

      وإنه من المعلوم أنه قبل 150 عاما؛ لم تكن المنومات الحديثة معروفة، ولم يكن غير الأفيون أو بعض الأعشاب المماثلة في تلك المنطقة، وكان الأطباء والحكماء يستعملون أجزاء من الأفيون في الدواء لعلاج المريض وتنويمه، كما تُستعمل في العصر الحاضر المواد المنومة كالمورفين والفالمفين وإيكامغين في الأدوية والمستشفيات لعلاج المرضى. 

      إن المشائخ والمتدينون المعارضون للمسيح الموعود عليه السلام وجماعته تلك الأدوية، ولا يخطر على بالهم بتاتا أنهم يتعاطون المخدرات.

      وخلاصة القول؛ أن الأطباء كانوا يصنعون الأدوية من النباتات والأعشاب والجذور والحبوب، وكانوا يخلطون تلك المركبات مع أدوية أخرى، وكانوا أحيانا يضيفون جزءا من الأفيون إلى هذه الأدوية، لمداواة المرضى ومعالجتهم حسب أنواع أمراضهم. ولا يغيب عن البال، أنه في تلك الفترة؛ لم يكن من قانون يُحرم تداول هذه العقارات أو يمنع استخدامها، وحتى في عصرنا هذا؛ يُسمح فقط لشركات تصنيع الأدوية التعامل في بعض المواد المخدرة المحظور استعمالها على الجمهور، وذلك لأن إضافة تلك المواد المخدرة إلى بعض الأدوية يعتبر أمرا هاما وتقتضيه الضرورة.



 إباحة المحرمات عند الضرورة:


      لا يكاد يجهل أحد القاعدة الفقهية التي تنص على أن الضرورات تبيح المحظورات، وهي مبنية على قوله تعالى: "إِنما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (البقرة: 174).

- وقد ورد في روح المعاني تفسيرا للآية المذكورة يقول: "... واستدل بعموم الآية على جواز أكل المضطر ميتة الخنزير والآدمي خلافا لمن منع ذلك ... فلا إثم عليه - أي في تناوله - . بل ربما يأثم بترك التناول" (تفسير روح المعاني للألوسي؛ ج2، ص (42).

وكتب سيد قطب تفسيرا لهذه الآية فقال: "... وهو مبدأ عام؛ ينصب هنا على هذه المحرمات. ولكنه بإطلاقه يصح أن يتناول سواها في سائر المقامات، فأيما ضرورة ملحنة يخشى منها على الحياة..." (في ظلال القرآن؛ ج 1،ص (222).

       باختصار: يسمح القرآن المجيد بأكل الميتة ولحم الخنزير في الحالات الاضطرارية، ولا سيما إذا اضطر الإنسان لإنقاذ حياته، وذلك عملا بالقاعدة الشرعية التي تقول: "إن الضرورات تبيح المحظورات".


      إن المسيح الموعود عليه السلام لم يستعمل الأدوية المذكورة إلا بغرض علاج الناس وتطبيبهم، ولم يستعملها إلا في أحوال الضرورة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك