شبهة: "نالت أسرة الميرزا وجماعته الكثير من المنح الإنجليزية بسبب مدحهم لها".
* لا علاقة بين مدح الإنجليز والأحمدية:
الواقع أن الجماعة الإسلامية الأحمدية قد بدأت مع دعوى الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام. أما الأسرة التي يحاول حضرته تبرءتها؛ فكانت موجودة قبل قيام الأحمدية، بل إن خدماتها للحكومة الإنجليزية كانت سبقت وجــود الأحمدية بزمن طويل.
لقد كانت هذه الأسرة معادية لحضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام بسبب إدعاءاته ودعواه، حتى إن الحكومة الباكستانية نفسها اعترفت بعدواتهم لحضرته، حيث قالت في "البيان الأبيض" المزعوم؛ بأن من أدلة كذب الميرزا والعياذ بالله تعالى كون عشيرته الأقربين من أشد المعاندين له!
إن هذه الأسرة التي سماها سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام "غراس الحكومة"؛ كانت من "أهل السنة" إنتماءا؛ حسب المصطلح السائد اليوم. وإن كنا نحن المسلمين الأحمديين "أهل السنة" في الحقيقة بعون الله تعالى. وقد كان حضرته عليه السلام قد قطع صلته بهذه الأسرة بسبب عداوتها له. فإذا كانـــــت هذه الأسرة "السنية" غراس الإنجليز فلتكن، ولا علاقة للأحمدية بها.
* ماذا أعطى الإنجليز هذه الأسرة؟
والآن هلموا نرى كيف عامل الإنجليز هذه الأسرة، وننظر إلى الأيادي التي أسدوها إليها، ونرى إلى السبب الذي جعل حضرته عليه السلام يسمي أسرته: "غراس الإنجليز"، مذكرًا إياهم بخدماتها التي اعترف بها الموظفون الإنجليز في رسائلهم إلى آبائه. هذا المعروف من الحكومة الإنجليزية؛ ليس سوى أنهم نَجَّوا هذه الأسرة من حكومة السيخ الغاشمة التي شنت عليها هجمـــات متكررة، وألحقت بها أضرارًا فادحة، بل أجلتها من قريتها الأم. فبقيت في الجلاء لفترة من الزمن؛ حتى انتزع الإنجليز الحكم من أيدي السيخ، وعـــاد الأمن والاستقرار في المنطقة، فرجعت الأسرة إلى قاديان. من أجل هذه اليد البيضاء من الإنجليز لهذه الأسرة؛ سماها حضرته: "غراس الإنجليز". وسوى هذا ليست هناك أية أياد إنجليزية في عنق هذه الأسرة، بل العكس من ذلك هو صحيح.
هناك كتاب شهير بعنوان "أمراء فنجاب"، نشره الإنجليز أثناء حكمهم بالهند. في هذه الوثيقة التاريخية الشهيرة، ورد عن معاملة الإنجليز مع أسرة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام ما يلي: "عند ضُمَّ إقليم فنجاب إلى الحكومة الإنجليزية، تم مصادرة جميـع ضيعات هذه الأسرة، و لم يبق لها سوى قريتين أو ثلاث، وأُجري للميرزا غلام مرتضى وإخوته معاش التقاعد قدره سبع مئة روبية.".
Chiefs and families of the) note in the Punjab, Lahore,(Vol2, P85,
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعاش أيضا تم تقليله شيئا فشيئا حتى أُلغيَ تماما في آخر الأمر! هذا هو غراس الإنجليز، وهكذا كانت رعايتهم له!
أما التعاون والمساعدة التي قدمها الإنجليز للأسرة للعودة والاستيطان من جديد في قريتها بعد الجلاء، فكان أمرًا اضطراريًا. إذ كان الإنجليز في صدد محاربة السيخ، والاستيلاء على الحكم بكسر شوكتهم، فكان لا بــد لهم من أن يتعاونوا مع الأسر التي أُجليت من قراها، ويعودوا بهم إلى ديارها.
فلم تكن للإنجليز أية أياد في عنق هذه الأسرة، بل بالعكس إنه صادروا سبعين قرية كانت ملكًا لها، وطالما حاول آباء حضرة مؤسس الجماعة استردادها برفع القضايا في المحاكم، وعبثًا أضاعوا ما تبقى بأيديهم من أموال. ولطالما إلتمس سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام من أبيه المحترم بأن ينسحب من القضايا، وبأن لا يتوقع من الحكومة أي خير، ورغبه في عبادة الله والتقرب إليه، وإلا سوف يضيع أيضا ما في يده إذا استمر في قرع أبواب المحاكم. ولكن فكرة ضياع القرى كانت مستولية على مشاعر أبيه، فلم ينتصح له، وكانت النتيجة أنه أضاع في القضايا ما كان بيده من مال بدون أن يرد له الإنجليز ولو قرية واحدة.
* عطايا الإنجليز للمشايخ:
وعلى النقيض من ذلك؛ أقطع الإنجليز لآباء هؤلاء المشايخ الذين يرمون الأحمدية اليوم ظلما بكونها غراس الإنجليز، أراضي وضيعات مكافأةً على مدحهم لهم. فقد جادوا على المولوي محمد حسين البطالوي - وهو أعدى أعداء سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام - مائة فدان من الأرض لمداهنته لهم. في حين أنهم لم يعطوا حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام ولا شبرا من الأرض، كما لم يعطوا جماعته أي نوع من العطايا. وليس بوسع أي إنسان على وجه الأرض أن يثبت ولو قرشًا واحدًا جاد به الإنجليز علـــى جماعته عليه السلام، أو على أفراد أسرته، أو أنهم منحوهم مثلما منحوا العلامة إقبال لقب "السير"، وشرفوا المشايخ الآخرين بألقاب فخمة، وأراض واسعة، ومنح وعطايا.
أليس غريبا أن يلقب هؤلاء العلماء والمشايخ اليــــوم: "أكبر المعارضين للإنجليز، وأول المجاهدين ضدهم"، وأما سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام وأتباعه الذين كانوا ولا يزالون يقدمون تضحيات جسيمة في خدمة الإسلام معتمدين فقط على مواردهم الذاتية، دون أن يأخذوا من أية حكومة ولو قرشًا، فيُعتبرون "غراس الإنجليز"؟!
تعليقات
إرسال تعليق