"دحض تهم باطلة":
لقد أتاح الله لنا بفضله وعونه فرصة ذهبية كنا حُرمنا منها من قبل. إذ كانت الحكومة السابقة قيدت أيدينا فيما يتعلق بنشر التقارير عــن المناقشات التي جرت في المجلس الوطني. أما هؤلاء؛ فكأنهم قد فكوا الآن هذه القيود بإتاحة فرصة مواتية لنــا للــرد علــيهم، حيـث سرقوا الاعتراضات من سجلات ذلك المجلس ونشروها. كنت حضرت هــذه المناقشات، وأعلم أن كل هذه الاعتراضات هي نفس التي أثيرت في ذلك المجلس، غير أنهم ذكروا بعضها في البيان الأبيض المزعوم، أما الباقيـــة، فسلّموها إلى مجلة هي في الحقيقة بمثابة مزبلة منتنة في الحقيقة؛ لكون لغتها بذيئــة منحطة للغاية، وتسمّى "قومي ديجست". ولا ندري كم أغدقوا علـــى أصحابها من المال. لقد أصدروا منها عددًا خاصا؛ كله سباب وشتائم قذرة وتهم شنيعة باطلة ضد سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، ونسبوا فيها إليه أمورًا منحطة للغاية؛ بأسلوب سوقي لا يستطيع قراءتها أي إنسان شريف. ولو حاول قراءتها؛ لعافتها نفسه على الفور، ولرمى بهذه "التحفة النادرة للصحافة السوقية القذرة". ومع ذلك، قد أنفقوا الكثير على إخراجها في شكل مجلة جميلة رائعة، وضمّنوها حسب مخططهم كل الاعتراضات التي لم ينشروها في البيان الحكومي.
إن "الأحراريين" في كل يوم جديد ينشرون إعلانات منحطة كهذه. وهي ليست في الحقيقة إلا أكواماً من النجاسة القذرة، غير أن الشعب الباكستاني الشريف لا يلقي بها بالا على الإطلاق. أما الحكومة؛ فتهتم بها لدرجة أن وزارة الإعلام تقوم بشرائها وإرسالها إلى السفارات الباكستانية في كل أنحاء العالم، كما لو أن السفارات ليس لها شغل سوى ذلك. عليهم أن يذهبوا ويروا ماذا يُفعل بمثل هذه المنشورات التي يرسلونها إلى السفارات. هذه أيام الشتاء، وليس بمستبعد أن يكون أصحاب السفارات يستخدمونها كوقود لإشعال النار واصطلائها، وغير ذلك من الاستعمال المناسب. أقول: ذلك لأن العاملين في السفارات لهم أشغالهم وهواياتهم التي لا يرفعون عنها رؤوسهم. فأنّى لهم أن يعرضوا عن مصالحهم، ويصرفوا الأنظار عما يتمتع به أهل أوربا وأمريكا ليضيعوا أوقاتهم في قراءة هذه الأكاذيب من طرف واحد. وكل من عمل في حقل الدبلوماسية، يدرك جيدا ماذا يجرى في السفارات في الخارج، وما يُفعل بمثل هذه المنشورات. إنهم يلقون نظرة عابرة على صفحة العنوان فقط، ويرمون بها جانبا. وهذا في حد ذاته يُذكِّرهم بالجماعة، ويقولون في أنفسهم بأنها لا بد أن تكــــون ذات شأن وجديرة بالاهتمام، ثم يستعملون الأوراق كوقود لتحضير الشاي أو الاستدفاء. هذا هو مدى تأثير المنشورات المضادة لنا. ولكن الحكومة مع ذلك، تشتري وترسل إلى السفارات في الخارج منشورات كهذه، مليئة بالسباب والشتائم البذيئة للغاية، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
إننا سوف نرد عليها بعون الله تعالى وتوفيقه، ولكن لا يكون ذلك في خطب الجمعة بصفة متواصلة، إذ تجد أمور وضرورات لا بد من تناولها في هذه الخطب. ومع ذلك؛ سوف أقوم بالرد على بعضها - بعون الله تعالى - في خطب الجمعة، وعلى بعضها الآخر في خطب طويلة نسبيًا بمناسبات أخرى.
والحمد لله تعالى الذي أتاح لنا فرصة كانت قد انفلتت من أيدينا، إذ كنا نريد في سنة ١٩٧٤م؛ توصيل وجهة نظرنا إلى العالم كله، وإخبارهم بالأسباب التي أدت بالحكومة الباكستانية إلى اعتبارنا "كافرين" أو "غـــير مسلمين". كان ذلك مستحيلا لأنهم منعونا من ذلك بالقانون. نحن لا نخلف الوعد، وكنا مضطرين، ولم نتمكن من نشر الرد، وتوضيح موقفنــا من هذا القانون. أما الآن؛ فإن الحكومة الحالية بنفسها قد ألغت ذلك القانون عمليا، حيث بينت موقفها. والآن سوف نبين موقفنا بأنفسنا لا غيرنا، وسوف نوضحه كما نشاء. نوضحه لكل العالم، وبكل اللغات. إنهم لا يملكون أن يقاومونا، وهم عاجزون عن ذلك تماما. لو كان عندهم القدرة على مواجهتنا بالأدلة لأتاحوا لنا الفرصة للدفاع عن موقفنا. فلــــو كانت لديهم جرأة التصدي بالبراهين؛ ما كانوا بحاجة إلى مصادرة كتبنـــا، وإيقاف جرائدنا ومجلاتنا، وإغلاق مطابعنا. إنهم جبناء، لا يقدرون على المقاومة. ولكنهم لن يسلبونا هذه الفرصة للرد عليهم. ولسوف نبلّغ ردّنا على منشوراتهم القذرة إلى كل مكان من العالم، بما فيه باكستان أيضا.
تعليقات
إرسال تعليق