شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".
الرد:
لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون عني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403). ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: "... كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراهين الأحمدية"، حيث يقول: "أعصمك من كل مرض خبيث وأتمم نعمتي عليك."" (الخزائن الروحانية ج 17 - كتاب الأربعين، ص219). وقد استمر تحقق هذه البشارة الإلهية إلى آخر لحظة في حياته الشريفة، ولم يُصب بأي مرض خبيث يؤثر عليه، بحيث يمنعه من أداء مهامه.
الأنبياء السابقون اتهموا بالسحر والجنون:
ومن المدهش جدا ... أن معارضي الأحمدية قد نسوا أو لعلهم تناسوا الاتهامات التي وُجهت إلى الأنبياء عليهم السلام من قبل، حيث اتهمهم معارضوهم بالسحر والجنون، ويبدو أن معارضي المسيح الموعود عليه السلام على شاكلة معارضي الأنبياء فيما سبق، ولا فرق بينهما سوى أن معارضي المسيح الموعود عليه السلام يعيشون في عصر تقدمت فيه العلوم والفنون، ولذلك فهم يحددون نوع الجنون بالهيستريا !!
يقول تعالى في القرآن المجيد:
* "كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مجنُونَ" (الذاريات: 53).
* "وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلًا مَّسْحُورًا" (الفرقان: 9).
* "وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا وَالِهِتِنَا لِشَاعِرِ مجنُونِ" (الصافات: 37).
* "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا فَقَالُوا مجنُونَ وَازْدُجِرْ" (القمر:10).
* "قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ" (الشعراء: 28).
* "وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ" (الحجر: 7).
وهكذا تتشابه قلوب وأقوال معارضي الأنبياء في كل زمان ومكان، وقد زعم بعض المستشرقين المغرضين الذين هم على شاكلة معارضي المسيح الموعود عليه السلام أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصيب بالصرع والجنون، وهم يتلمسون الكلمات التي قد تفهم على أكثر من معنى، ويتمسكون بأعراض تبدو في خيالهم المريض أنها نوبات الصرع، فيصمون الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بأنه كان يعاني من الجنون والصرع.
تعليقات
إرسال تعليق