التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"مصادرة كتب الجماعة":

 

"مصادرة كتب الجماعة":




      وقد تحاشت الحكومة الحالية هذا الخطر؛ بشن الهجوم على الأحمدية من طرف واحد، مع عدم السماح لها بالدفاع عن نفسها، والـــرد علــى اعتراضات الحكومة، بل لم تترك لها الفرصة للدفاع؛ حيث حاولت قبل شن هجماتها على الأحمدية مصادرة الكتب والمنشورات الأحمديـــة الــــتي يوجد فيها الرد على هذه المطاعن.

      إن التعارض الصارخ في أسلوب هذه الحكومة، وإن كان يومئ إلى حمقها فيما يبدو، ولكنه في الحقيقة يدل أكثر على ما في نيتها من خبث ومكر. فمن ناحية هم يقولون بأنهم يصادرون كتب سيدنا المسيح الموعود عليه السلام لأنها تجرح مشاعر المسلمين، ومن ناحية أخرى يقتبسون منها جملا مبتورة تسبب في زعمهم، تجريح مشاعرهم، وينشرونها.

      يا لها من غباوة! تقولون: نصادر كتب مؤسس الجماعة لأنها تجـــرح مشاعر المواطنين وخاصة المسلمين منهم، ثم تعودون وتحلون مشكلة تجريح المشاعر بإصدار القانون الذي يمنع من نشر ما لا يجرح مشاعركم من كتبه عليه السلام. وأما ما يجرح المشاعر بزعمكم ، فإنكم تنفقون أموالا طائلة على نشره وتوزيعه في كل أنحاء العالم!

      إنهما لأمران متعارضان فيما يبدو، ولكنهما في الحقيقة نتيجة لمؤامرة شريرة ماكرة للهجوم على الجماعة، إذ إن الاعتراضات التي أثاروها حول مقتبسات مبتورة من كتب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، جوابها موجود في الكتب نفسها. وكل رجل شريف عندما يطالع كتبه عليه السلام، ويرى السياق والسباق؛ لا يجد أي مبرر للاعتراض. وهذا بالضبط ما حدث باستمرار في جلسات البرلمان كان حضرة الخليفة الثالث لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود، رحمه الله تعالى؛ قد شرَّفني بالانضمام إلى وفــــد الجماعة إلى البرلمان، فكنت أنا وزملائي ندهش لما جرى هناك. فكلمـــا كانوا يعترضون على أمر ذكره سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام في كتبه، كان حضرة الخليفة الثالث - رحمه الله - يقرأ نفس المقتبس المبتور مع سياقه وسباقه، فكان الاعتراض يزول تلقائيا، حيث كان الحضور يطمئنون مدركين أن هذا الهجوم ليس إلا نتيجة للتحريف الشنيع والحذف المغرض، ولا صحة فيه أصلا.

      نعم، في بعض الأحيان كان حضرته - رحمه الله - يقوم ببعض التوضيح للعبارة، كلما دعت الحاجة إلى ذلك، غير أن كتب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام تشتمل بنفسها على الردود الشافية لهذه الاعتراضات. وأي شك أنه لو أخذت جملة مبتورة وقدمت بدون السياق والسباق بقصد التحريف، لأدّت إلى تجريح المشاعر. ولكن حضرته عليه السلام لم يقصد ما يُنسب إليه، بل إنهم يحرفون الكلم عن مواضعه عمدًا؛ بقصـــــد إثارة مشاعر القوم ضده، بينما يخفون عنهم ما كتبناه من الرد. هذه الاستراتيجية التي تتبعها هذه الحكومة. فقبل وقوع هذا الحادث بدؤوا بمصادرة الكتب، بل قاموا بإغلاق مطابع الجماعة والدوريات والجرائد.

      هذا جبن يدل على الضعف والعجز، وبهذا الأسلوب؛ يكونـــون قـــد اعترفوا بهزيمتهم فعلا. ذلك لأن الخصم القوي في حقل الأدلة والبراهين لا يلجأ إلى استخدام السلاح ومنع الطرف الآخر من إيضاح موقفه بســـــن القوانين. هذا خلاف للعقل ومناف لمصالحه هو أيضا، فكل الجهود الـتي تُبذل لشن الهجوم على الجماعة الإسلامية الأحمدية من ناحية، ولمنعها من الدفاع عن موقفها من ناحية أخرى؛ إنها ولا شك تشكل دليلا واضحا على جبنهم الشديد واعترافهم الصريح بالهزيمة في مجال الأدلة والبراهين.

      فمن جهة؛ يقولون للعالم إن عدد أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يتجاوز ۷۰ أو ۸۰ ألف نسمة فقط، ومن ناحية أخرى يشيعون في الناس أن الأحمدية خطر رهيب يهدد العالم الإسلامي بحيث لا يوجد له نظير من

قبل.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة: "بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!".

شبهة: " بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!". الرد:       أما أنه لم يسمع بالإمام المهدي عليه السلام إلا القليل، فهذا ليس صحيحا، بل سمعت به الدنيا كلها عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية والصحف والمجلات والكتب التي نصدرها. ثم إن هنالك أناسا في أدغال القارات لم يسمعوا بالإسلام ولا بغيره، فليست العبرة بالذين لا يريدون أن يسمعوا أو لا يمكنهم السماع.        إن جماعتنا لموجودة في البلدان، وهناك من الحكومات والمؤسسات الدينية التي انشغلت بمحاربتها، وبذلت قصارى جهدها من دون جدوى. ثم إن فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يكاد يجهله أحد. فإذا قلت بأن عيسى قد مات، أو قلت بأن الجهاد ليس عدوانا، أو قلت بأن المرتد لا يُقتل، أو قلت بأن تفسير الآية الفلانية كذا وكذا، أو قلت بأن تفسير علامات الساعة كذا وكذا. لقيل لك فورا: أنت أحمدي، أو متأثر بالأحمدية. أفلا يدل هذا على انتشار جماعة المسيح  الموعود عليه السلام؟

شبهة: "لماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟".

  شبهة: "ل ماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟". الرد :       إن سبب الكفر بالأنبياء هو "الكبر" عادة، وليس قلة العلم والمعرفة. وقد قص الله تعالى علينا قصة إبليس  الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين، ولم يقص الله علينا قصة رجل كفر بنبي بسبب  مستواه العلمي أو الثقافي أو المعرفي.  بل يكون العلم أحيانا من مسببات الكبر والغرور، فيصبح حاجزا وعثرة أمام الإيمان.  وهذا ما حصل مع علماء بني إسرائيل الذين كفروا بالمسيح الناصري عليه السلام قبل ألفي سنة، فلم يكن عندهم قلة من العلماء، بل قلة من تقوى الله تعالى وخشيته، كما تكرر معهم حين كفروا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 14  قرنا، ولذلك قال الله تعالى: " أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة الشعراء.   ثم يتكرر الآن.        لقد كان السابقون من المؤمنين من بسطاء الناس وعامتهم وضعفائهم عادةً، وقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة على لسان كفار قوم نوح عليه السلام الذين قالوا له: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَ...

شبهة: "ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من الآيات؟".

  شبهة: " ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من  الآيات؟". الرد :       إن كل لحظة  من حياة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يمكن اعتبارها آية، وذلك نظرا لظروفه الصعبة وصحته ومن ثم النجاحات التي حققها فكيف يمكن لشخص فيه مرضان في قرية نائية أن يضطلع بكل هذه المهام وينجح فيها؟ فالمتدبر لا بد أن يرى بأن هذه المسيرة عبارة عن آيات متسلسلة مستمرة. وهناك العديد من الآيات التي هي سلسلة متصلة من عدد لا ينتهي من الآيات، فمعجزة الطاعون مثلا ليست مجرد آية واحدة، بل هي آية ظلت تتجدد في كل لحظة عبر سنوات متواصلة من نجاة الأحمديين وموت كبار الخصوم، وخصوصا من المباهلين، وكيف أدّى ذلك إلى بيعة أعداد هائلة من طاهر ي الفطرة.