التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "لم يقم الميرزا بحل مشكلة تصنيف الأحاديث النبوية من حيث الصحة والضعف".


شبهة: "لم يقم الميرزا بحل مشكلة تصنيف الأحاديث النبوية من حيث الصحة والضعف".



      من أهم الإشكاليات في الفكر الإسلامي: الخلاف في الأحاديث، فالبعض يصحح الضعيف، والبعض يضعف الصحيح، والناس تنتظر من المهدي أن يحل هذه المشكلة، ويفرز الأحاديث الصحيحة عن الضعيفة، ولكنه لم يقم بمثل ذلك.





الرد:


      ما دام حضرة المسيح الموعود عليه السلام قد وضح طريقة التصحيح والتضعيف، ووضح مكانة الحديث والسنة من الأحكام، فقد اختصر المهمة، وجعلها في متناول اليد.

      لقد أكد الله تعالى على أن القرآن الكريم هو الحكم على الحديث، وأن ما تعارض معه، فإننا ننفي أن ننسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبين أن ما من شيء في الأحاديث إلا وله أصل في القرآن الكريم. وقد بين حضرته ذلك في التعليق على المناظرة التي جرت بين الشيخ البطالوي - ممثل أهل الحديث - والشيخ الجكرالوي - ممثل أه االقرآن - .

      يقول المسيح الموعود عليه السلام: "لقد تناهى إلى سمعي أن بعضا منكم لا يؤمنون بالحديث مطلقا، فإن كانوا كذلك؛ فإنهم مخطئون خطأ كبيرا ... كلا ما علمت هذا التعليم.... بل إن في مذهبي ومعتقدي أشياء ثلاثة لا غير، الله أعطاكموها لهدايتكم؛ وأول هذه الأشياء الثلاثة: "القرآن"، وقد ذكر فيه توحيد الله وجلاله وعظمته.......... وأما الذريعة الثانية من ذرائع الهدى الثلاث المشار إليها؛ فهي: "السنة"؛ أي أسوة حضرته عليه الصلاة والسلام في أعماله التي قام بها تبيانًا لأحكام القرآن المجيد. فمثلاً: لا يُعرف من القرآن المجيد بظاهر النظر عدد الركعات في الصلوات الخمس؛ كم عددها في صلاة الصبح؟ وكم عددها في أوقات أخرى؟ ولكن السنة كشفت غموض الأمر، وبينته كل التبيان، ولا يظنن أحد بأن "السنة" و"الحديث" شيء واحد، كلا؛ ما دون "الحديث" إلا بعد المائة والخمسين سنة. وأما السنة فقد كانت موجودة مع القرآن المجيد في الوقت نفسه. إن للسنة بعد الكتاب منة على المسلمين عظيمة...... وإن "الحديث" ذريعة للهداية ثالثة، لأن الأحاديث تقص علينا بالتفصيل كثيرا من الأمور الإسلامية مما يؤول إلى التاريخ والأخلاق والفقه. وعلاوة على ذلك، فإن أكبر فائدة من الحديث؛ هي كونه خادم القرآن وخادم السنة. ونحن لا نتفق مع الذين لم يُعطوا حظا من أدب القرآن وحرمته، فيعتبرون الحديث حكمًا على القرآن، كما اعتبر اليهود أحاديثهم حكمًا على التوراة. وإنما نرى الحديث خادمًا للقرآن والسنة، ولا ينكر أن عظمة السيد إنما تزداد بوجود الخدام. إن "القرآن" قول الله، وإن "السُّنة" فعل الرسول، وإن الحديث شاهد مؤيد للسنة. ولعمري إن ذلك الخطأ قول الناس بأن الحديث حَكَم، ما شأن الحديث أن يكون للقرآن حَكَمًا، وهو على ما هو عليه من المنزلة المظنونة؟ إن هو إلا شاهد مؤيد لا غير." (سفينة نوح).


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك