التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "إعترف الميرزا بأنه وجماعته غراس الإنكليز".


شبهة: "إعترف الميرزا بأنه وجماعته غراس الإنكليز".



      أما فيما يتعلق بقولهم بأن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية بنفسه قد كتب معترفا بأنه غراس الإنجليز، فقد ارتكبوا في ذلك أيضا دجلا شديدًا وتلبيسا مذهلا، مما يدل أن قلوبهم قد خلت من خشية الله تماما. يوهمون القارئ كما لو أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام قد اعترف على نفسه وجماعته بأنهم غراس الإنجليز. نعوذ بالله من هذا الافتراء. 

       نعم، هناك بيان فيه ذكر الغراس ولكن المرء إذا قَرَأَ ما كتبه الأعداء إلى الحكام ضد حضرته، وقد قرأت بعضـــــه على أسماعكم، لعَرَفَ سبب ومناسبة هذا البيان.

      الواقع أن الحاكم الإنجليزي السير وليم ميكورث نيغ كان مسيحيا شديد التعصب، وكان يكن ضد سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام بغضا شديدًا بسبب الهجوم العنيف الذي شنه حضرته على عقائـــد المسيحيين الباطلة، فسعى المشايخ إليه بأن الميرزا غلام أحمد القادياني يعادي حكومة الإنجليز ودينهم عداء شديدًا، فعليكم بالقضاء عليه. ولمـــا بلغ ذلك حضرته صرّح للحكام الإنجليز قائلا: "لقد وصلتني أخبار متتابعة بأن بعضا من الحساد الذين يعادوني وأصدقائي لاختلاف في العقيدة أو لأي سبب آخر، يبلغــــون الحكــام الكرام ضدي أو ضد أصدقائي أمورًا لا تمت إلى الحقيقة بصلة. فأخشى أن تنطلي على المسؤولين الحكوميين افتراءاتهم ووشاياتهم اليومية، ويسيئوا بنا الظن ... فتضيع جميع تضحياتنا ... لذا أرجو من الحكومة أن تعامل هذه الأسرة التي اختبرت ولاءها وخدماتها لها لحوالي خمسين عاما متتالية، والتي اعترف الموظفون الحكوميون الكرام في مراسلاتهم لها اعترافًا أكيدًا؛ بأنها أسرة وفية ومخلصة في ولائها منذ أمد طويل. أرجو من الحكومة أن تعامل هذا الغراس الذي غرسته بيدها بكل حزم واحتياط وعناية وبعد تحقيق." (كتاب البرية، الخزائن الروحانية ج ۱۳ ص ٣٤٩ - ٣٥٠).

      لاحظوا أن حضرته عليه السلام لا يتحدث هنا عن جماعته وإنما عن أسرته التي ساعدت الإنجليز في حروبهم ضد السيخ وغيرهم، حيث أمــدتهم بكتائب من الجنود وعلى نفقاتها. فيقول حضرته: كيف يمكن أن تتناسوا هذه الخدمات، وتظنوا أن هذه الأسرة تحيك مؤامرات تهدف إلى إبادتكم؟

      هذا، وهناك خلفية أخرى فرضت على حضرته إدلاء هذا البيان، ذلك أن أعداء حضرته عليه السلام عندما سَعَوا به إلى الحكام الإنجليز؛ ثـار أفراد أسرته - الذين لم يكونوا غير مصدقين بدعواه فحسب، وإنما كانوا من المعارضين لـــه - . فقالوا لحضرته: إنك خلقت لنا مشكلتين: فمن ناحية تشوه سمعتنا على الصعيد الديني؛ بادعائك بما لا نصدقه. ومن ناحية أخرى: تجلب علينا سخط الحكومة وعداوتها. فاضطر حضرته عليه السلام للدفاع عن أسرته ملفتًا أنظار الحكومة إلى ما اعترف به موظفوها في الماضي من خدمة وولاء هذه الأسرة لها.







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة: "بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!".

شبهة: " بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!". الرد:       أما أنه لم يسمع بالإمام المهدي عليه السلام إلا القليل، فهذا ليس صحيحا، بل سمعت به الدنيا كلها عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية والصحف والمجلات والكتب التي نصدرها. ثم إن هنالك أناسا في أدغال القارات لم يسمعوا بالإسلام ولا بغيره، فليست العبرة بالذين لا يريدون أن يسمعوا أو لا يمكنهم السماع.        إن جماعتنا لموجودة في البلدان، وهناك من الحكومات والمؤسسات الدينية التي انشغلت بمحاربتها، وبذلت قصارى جهدها من دون جدوى. ثم إن فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يكاد يجهله أحد. فإذا قلت بأن عيسى قد مات، أو قلت بأن الجهاد ليس عدوانا، أو قلت بأن المرتد لا يُقتل، أو قلت بأن تفسير الآية الفلانية كذا وكذا، أو قلت بأن تفسير علامات الساعة كذا وكذا. لقيل لك فورا: أنت أحمدي، أو متأثر بالأحمدية. أفلا يدل هذا على انتشار جماعة المسيح  الموعود عليه السلام؟

شبهة: "لماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟".

  شبهة: "ل ماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟". الرد :       إن سبب الكفر بالأنبياء هو "الكبر" عادة، وليس قلة العلم والمعرفة. وقد قص الله تعالى علينا قصة إبليس  الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين، ولم يقص الله علينا قصة رجل كفر بنبي بسبب  مستواه العلمي أو الثقافي أو المعرفي.  بل يكون العلم أحيانا من مسببات الكبر والغرور، فيصبح حاجزا وعثرة أمام الإيمان.  وهذا ما حصل مع علماء بني إسرائيل الذين كفروا بالمسيح الناصري عليه السلام قبل ألفي سنة، فلم يكن عندهم قلة من العلماء، بل قلة من تقوى الله تعالى وخشيته، كما تكرر معهم حين كفروا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 14  قرنا، ولذلك قال الله تعالى: " أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة الشعراء.   ثم يتكرر الآن.        لقد كان السابقون من المؤمنين من بسطاء الناس وعامتهم وضعفائهم عادةً، وقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة على لسان كفار قوم نوح عليه السلام الذين قالوا له: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَ...

شبهة: "ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من الآيات؟".

  شبهة: " ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من  الآيات؟". الرد :       إن كل لحظة  من حياة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يمكن اعتبارها آية، وذلك نظرا لظروفه الصعبة وصحته ومن ثم النجاحات التي حققها فكيف يمكن لشخص فيه مرضان في قرية نائية أن يضطلع بكل هذه المهام وينجح فيها؟ فالمتدبر لا بد أن يرى بأن هذه المسيرة عبارة عن آيات متسلسلة مستمرة. وهناك العديد من الآيات التي هي سلسلة متصلة من عدد لا ينتهي من الآيات، فمعجزة الطاعون مثلا ليست مجرد آية واحدة، بل هي آية ظلت تتجدد في كل لحظة عبر سنوات متواصلة من نجاة الأحمديين وموت كبار الخصوم، وخصوصا من المباهلين، وكيف أدّى ذلك إلى بيعة أعداد هائلة من طاهر ي الفطرة.