التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "ينكر الميرزا وجماعته الأحاديث".


شبهة: "ينكر الميرزا وجماعته الأحاديث".



الرد:

      يقول المسيح الموعود عليه السلام: "وآمنا بالفرقان أنه من الله الرحمن، ولا نقبل كل ما يعارض الفرقان ويخالف بيناته ومحكماته وقصصه، ولو كان أمرًا عقليًّا، أو كان من الآثار التي سماها أهل الحديث حديثا، أو كان من أقوال الصحابة أو التابعين؛ لأن الفرقان الكريم كتاب قد ثبت تواتره لفظًا لفظًا، وهو وحي متلو قطعي يقيني. ومن شك في قطعيته؛ فهو كافر مردود عندنا ومن الفاسقين. والقرآن مخصوص بالقطعية التامة، وله مرتبة فوق مرتبة كل كتاب وكل وحي. ما مسه أيدي الناس. وأما غيره من الكتب والآثار؛ فلا يبلغ هذا المقامَ. ومن آثَرَ غيره عليه؛ فقد آثر الشك على اليقين." (تحفة بغداد، ص 34).

      وقد استنكر المسيح الموعود عليه السلام بشدة إنكار الأحاديث النبوية، فيقول: "لقد تناهى إلى سمعي أن بعضا منكم لا يؤمن بالحديث مطلقًا، فإن كانوا كذلك؛ فإنهم مخطئون خطأ كبيرًا. ما علّمْتُ هذا الاعتقاد، بل إن مذهبي هو أن الله أعطاكم لهدايتكم ثلاثة أشياء؛ الأول هو القرآن. لذلك؛ فكونوا حذرين ولا تخطوا خطوةً واحدة خلاف تعليم الله وهدي القرآن. أقول، والحق أقول لكم: إن من يُعرض عن أصغر أمر من أوامر القرآن السبعمئة؛ فإنه بيده يسدّ على نفسه باب النجاة. إن القرآن قد فتح سبل النجاة الحقيقية والكاملة، أما ما سواه فليس إلا ظلاً له. لذلك؛ فاقرؤوا القرآن بتدبر، وأحِبّوه حبًّا جَمَّا، حبًّا ما أحببتموه أحدًا، لأن الله قد خاطبني بقوله: "الخير كله في القرآن". ووالله إن هذا لهو الحق. فوا أسفًا على الذين يقدمون عليه غيره. إن مصدر فلاحكم ونجاتكم كله في القرآن، وما من حاجة من حاجاتكم الدينية إلا توجد في القرآن. وإن القرآن لهو المصدّق أو المكذب لإيمانكم يوم القيامة. ولا يستطيع كتاب غير القرآن تحت أديم السماء أن يهديكم بلا واسطة القرآن. لقد أحسن الله بكم إحسانًا عظيما؛ إذ أعطاكم كتابًا مثل القرآن. أقول لكم صدقًا وحقًا: إن الكتاب الذي يتلى عليكم لو تُلي على النصارى لما هلكوا. وإن هذه النعمة والهداية التي أوتيتموها؛ لو أوتيها اليهود مكان التوراة، لما كفر بعض فرقهم بيوم القيامة. فاقدروا هذه النعمة التي أوتيتموها. إنها لنعمة غالية جدا، وما أعظمها من ثروة! لو لم يأت القرآن لكانت الدنيا بحذافيرها كمضغة قذرة. إن القرآن هو ذلك الكتاب الذي لا تساوي جميع الهدايات إزاءه شيئًا." (سفينة نوح، الخزائن الروحانية؛ ج 1، ص 26 - 27).

      ويقول عليه السلام: "... والذريعة الثانية للهداية هي "السُّنَّة"، أعني تلك الأسوة المقدسة التي أراها حضرته بأفعاله وأقواله. فمثلاً : صلّى الصلاة، وأرانا بأنه هكذا ينبغي أن تكون الصلاة. وهدانا بصومه أنه هكذا ينبغي أن يكون الصوم. فهذا إسمه "السنة"، ومعناها سلوك النبي صلى الله عليه وسلم الذي ظل يُري قول الله في صورة الفعل. والذريعة الثالثة للهداية هي "الحديث"، وهو أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم المجموعة بعده. والحديث دون القرآن والسنة مرتبة، لأن أكثر الأحاديث ظنية، وإذا اقترنت السنة بالحديث حولته إلى اليقين." (المرجع السابق، الحاشية).

      ويتابع حضرته عليه السلام فيقول: " ... أما الذريعة الثانية لهداية المسلمين فهي "السنة"؛ أي أعمال النبي صلى الله عليه وسلم التي قام بها تفسيرًا لأحكام القرآن المجيد. فمثلاً : لا يُعرف من القرآن المجيد بظاهر النظر عدد الركعات للصلوات الخمس، فكم منها في الصباح وكم منها في أوقات أخرى، ولكن السنة فصلت كل ذاك تفصيلا. ولا يظنن أحد أن السنة والحديث شيء واحد، لأن الحديث ما دون إلا بعد مائة أو مائة وخمسين سنة، أما السنة فقد كانت قرينة القرآن المجيد منذ نزوله. وإن للسنة أكبر منةٍ على المسلمين بعد القرآن. كان واجب الله ورسوله منحصرا في أمرين فقط: 

- فكان على الله أن ينزل القرآن، فيطلع الخلق على مشيئته بكلامه؛ كان هذا من مقتضى ناموس الله تعالى. 

- أما رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكان من واجبه أن يُري الناس كلام الله تعالى بصورة عمليّة، ويشرحه لهم شرحًا كاملا. فأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تلك الأقوال في حيّز الأعمال، وحل معضلاتِ الأمور ومشاكل المسائل بسنته، أي من خلال أفعاله وأعماله. ولا مساغ للقول بأن تقديم ذاك الحل كان مقصورًا على الحديث، ذلك لأن الإسلام كان قد استقر أساسه في الأرض قبل وجود الحديث. ألم يكن الناس يصلون ويؤتون الزكاة ويحجون البيت ويعرفون الحلال والحرام قبل أن تدون الأحاديث يا ترى؟ 

      نعم، إن الحديث ذريعة ثالثة للهداية، لأن الأحاديث تبين لنا بالتفصيل شيئًا كثيرا من الأمور الإسلامية التاريخية والأخلاقية والفقهية، وعلاوة على ذلك؛ فإن أكبر فائدة للحديث هي أنه خادم للقرآن وخادم للسنة. وإن الذين لم يُعطوا حظا من أدب القرآن؛ فإنهم يعتبرون الحديث حكمًا على القرآن كما فعل اليهود بأحاديثهم. بيد أننا نعد الحديث خادما للقرآن والسنة، ومن البين أن عظمة السيد إنما تزداد بوجود الخدم. إن القرآن قول الله، والسنة فعل رسول الله، والحديث شاهد مؤيد للسنة، وإن من الخطأ القول إن الحديث حكم على القرآن، نعوذ بالله من ذلك. إذا كان ثمة حكم للقرآن فهو القرآن نفسه، ولا يمكن أن يكون الحديث الذي هو على مرتبة ظنية حكمًا على القرآن، إنما هو كشاهد مؤيد لا غير. لقد أنجز القرآن والسنة العمل الواجب كله، وليس الحديث إلا شاهد مؤيد. وأنى للحديث أن يكون حكمًا على القرآن؟ لقد كان القرآن والسنة يهديان الخلق في زمن لم يكن لهذا الحكم المصطنع أثر. لا تقولوا إن الحديث حكم على القرآن بل قولوا إنه شاهد مؤيد للقرآن والسنة. غير أن السنة توضح مشيئة القرآن، والمراد من السنة الطريق الذي سير عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عمليا، وليست السنة اسم تلك الأقوال التي دونت في الكتب بعد المائة والخمسين عاما، بل إن اسم تلك الأقوال هو الحديث. وأما السنة فهي اسم للأسوة الحسنة التي لم تزل مطردة في أعمال صلحاء المسلمين منذ بدء الإسلام، والتي عُودَها ألوف مؤلفة من المسلمين. وإن الحديث - وإن كان أكثره على مرتبة الظن - لجدير بالتمسك به، بشرط أن لا يعارض القرآن والسنة، إنه مؤيد للقرآن والسنة، ويحتوي على ذخيرة كبيرة من المسائل الإسلامية، وعدم الأخذ بالحديث يعني بتر عضو من أعضاء الإسلام. فاقدروا الأحاديث حق قدرها، واستفيدوا منها؛ فإنها منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تكذبوها ما دام القرآن والسنة لا يكذبانها. ينبغي أن تتمسكوا بالأحاديث النبوية تمسكا بحيث لا يصدر منكم حركة أو سكون أو فعل أو ترك فعل إلا ويكون هناك حديث يؤيده. ولكن إذا كان هناك حديث يعارض قصص القرآن معارضة صريحة، فعليكم أن تحاولوا التطبيق والتوفيق، فلعل التعارض مـن خطئكم. وإن لم يزل ذلك التعارض، فانبذوا مثل هذا الحديث، فإنه ليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن كان ثمة حديث ضعيف يوافق - رغم ضعفه - القرآن، فاقبلوه؛ فإن القرآن مصدقه. وإن كان هناك حديث يشتمل على نبوءة لكنه ضعيف عند المحدثين، ثم تحققت تلك النبوءة الواردة فيه في عصركم أو قبلكم؛ فاعتبروا ذلك الحديث حقا، واعتبروا هؤلاء المحدثين والرواة الذين وصفوه بالضعف والوضع مخطئين كاذبين. هناك مئات الأحاديث التي تحتوي على نبوءات، وأكثرها عند المحدثين مجروحة أو موضوعة أو ضعيفة، فإذا تحقق حديث منها وأهملتموه قائلين: لا نسلم به لأنه ضعيف، أو إن فلاناً من رواته غيرُ متدين؛ فيكون هذا دليلا على خيانتكم، حيث رفضتم حديثا أظهر الله صدقه. فمثلا لو كان هناك ألف حديث من هذا القبي، وكانت ضعيفة عند المحدثين، ثم تحققت نبوءاتها الألفُ، فهل ترضون بإضاعة ألف برهان من براهين الإسلام بتضعيفكم هذه الأحاديث كلها؟ إنكم في هذه الحالة؛ ستُعَدُّون أعداء للإسلام؛ يقول الله عز وجل: "فَلا يُظْهرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ". فهل يمكن أن تُنسب نبوءة صادقة إلى غير رسول صادق؟ أمن الإيمان - والحال هذه - أن يقال بأن أحد المحدثين قد أخطأ في تضعيف الحديث الصحيح؟ أم أن يقال بأن الله هو الذي أخطأ إذ صدق الحديث الموضوع؟ فاعملوا بالحديث - وإن كان ضعيفا - ؛ بشرط أن لا يعارض القرآن والسنة والأحاديث الموافقة للقرآن. بيد أن العمل بالأحاديث يتطلب حذرا شديدا، لأن كثيرا من الأحاديث الموضوعة أحدثت في الإسلام فتنة. فعند كل فرقة حديث يوافق عقيدتهم؛ حتى إن الاختلاف في الأحاديث قد جعل الفريضة اليقينية والمتواترة - كالصلاة - على صور مختلفة، إذ يجهر بعضهم بـ "أمين"، وبعضهم يسر بها، وبعضهم يقرأ الفاتحة خلف الإمام، وبعضهم يرى قراءتها مفسدة للصلاة، ومنهم من يضع يديه على صدره، ومنهم من يضعهما على سرته. وهذا الاختلاف مرجعه الأحاديث. "كُل حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ". إن السنة لم ترشد إلا إلى طريق واحد، ولكن تداخل الروايات أدى إلى هذا الاختلاف، كما أن سوء الفهم في الأحاديث قد أدى بالكثيرين إلى الهلاك، فهلك منه الشيعة أيضًا. فلو أنهم اتخذوا القرآن حكَمًا لهم؛ لكانت سورة النور وحدها كفيلة لِتَهَب لهم نورا، لكن الأحاديث أهلكتهم، وكذلك هلك في زمن المسيح عليه السلام أولئك اليهود الذين كانوا يسمون أهل الحديث، وكانوا قد هجروا التوراة منذ مدة، وكان - كما لا يزال - مذهبهم؛ أن الحديث حكم على التوراة. لقد كانت لديهم أحاديث كثيرة تقول إن مسيحهم الموعود لن يأتي ما لم ينزل إيليا ثانية من السماء بجسده العنصري، فعثرت بهم تلك الأحاديث أيما عثرة، فما استطاعوا - لاعتمادهم على تلك الأحاديث - أن يقبلوا التأويل الذي قدمه لهم المسيح عليه السلام بأن المراد من إلياس هو يوحنا. أي: يحيى النبي الذي جاء على فطرة "إلياس" وبشمائله، وتسربل سرباله على سبيل البروز. فكانت عثرتُهم كلها من جراء الأحاديث. وقد أفضت بهم إلى الكفر في نهاية الأمر. هذا ومن الممكن أنهم كانوا يخطئون في فهـم تلـك الأحاديث، أو أنه قد اختلط بالأحاديث شيء من كلام الناس، وخلاصة الكلام أن المسلمين قد لا يدرون بأن أهل الحديث من بين اليهود هم الذين كانوا منكري المسيح عليه السلام. هؤلاء هم الذين أثاروا ضحة ضده، وكتبوا ضده فتوى التكفير، وعدوه من الكفرة، وقالوا إنه لا يؤمن بكتب الله، إذ قد أخبر الله سبحانه ببعثة إلياس الثانية، لكن هذا الشخص يؤوّل النبوءة بتأويلات، ويحرّف الأخبار، ويتصرف في معانيها كيفما يريد بدون أن تكون معها قرينة صارفة. ثم إنهم لم يكتفوا بتسمية المسيح كافرًا فحسب، بل اتهموه بالإلحاد، وقالوا إن كان هذا الرجل صادقا فإن الدين الموسوي باطل. لقد كان زمنهم ذاك بمثابة الفيج الأعوج لهم، إذ غرتهم الأحاديث الموضوعة.

      باختصار؛ يجب الأخذ بعين الاعتبار عند مطالعة الأحاديث أن أمة كفرت بني صادق وسمته كافرًا ودجالا، لأنها جعلت الحديث حكمًا على التوراة. 

      هذا؛ وإن صحيح البخاري لكتاب مبارك للغاية، ومفيد للمسلمين، وهو نفس الكتاب الذي مكتوب فيه بصراحة أن المسيح عليه السلام قد تُوفي. وكذلك صحيح مسلم، وكتب الأحاديث الأخرى؛ تتضمن ذخيرة من المعارف والمسائل، ويجب العمل بها مع الحذر من أن يخالف موضوع من مواضيعها القرآن والسنة والأحاديث التي تتفق مع القرآن." (سفينة نوح، ص 61-66). 

      ويبين حضرته عليه السلام إشكالية الحديث، ومكانة القرآن ويقينيته فيقول: "وإن آيات الفرقان يقينية وأحكامها قطعية، وأما الأخبار والآثار فظنية وأحكامها شكية، ولو كانت مروية من الثقات ونحارير الرواة. ولا تنظروا إلى نضرة حليتها وخضرة دوحتها، فإن أكثرها ساقطة في الظلمات، وليست بمعصومة من مس أيدي ذوي الظلامات، وقد عسر اشتيارها من مشار النحل، وإنما أخذت من النهل. هذا حال أكثر الأحاديث كما لا يخفى على الطيب والخبيث، فبأي حديث بعد كتاب الله تؤمنون؟ وإذا حصحص الحق فأين تذهبون؟ وماذا بعد الحق إلا الضلال، فاتقوا الضلال يا معشر المسلمين. وقد قلت من قبل أن الآثار ما كفلت إلتزام اليقينيات، بل هي ذخيرة الظنيات والشكيات والوهميات والموضوعات، فمن ترك القرآن واتكأ عليها؛ فيسقط في هـوة المهلكات ويلحق بالهالكين. إنما الأحاديث كشيخ بالي الرياش، بادي الارتعاش، ولا يقوم إلا بهراوة الفرقان وعصا القرآن، فكيف يُرجى منها اكتناز الحقائق وخزن نشب الدقائق من دون هذا الإمام الفائق؟ فهذا هو الذي يؤوي الغريب، ويُطهر المعيب، ويفتتح النطق بالدلائل الصحيحة والنصوص الصريحة، وكله يقين، وفيه للقلوب تسكين. وهو أقوى تقريرا وقولا، وأوسع حفاوة وطولا. ومن تركه ومال إلى غيره كالعاشق، فتجاوز الدين والديانة، ومرق مروق السهم الراشق. ومن غادر القرآن، وأسقطه من العين، وتبع روايات لا دليل على تنزهها من المين؛ فقد ضل ضلالا مبينا، وسيصطلي لضی حسرتين، ويريه الله أنه كان على خطأ مبين. فالحاصل أن الأمن في اتباع القرآن، والتباب كل التباب في ترك الفرقان. ولا مصيبة كمصيبة الإعراض عن كتاب الله عند ذوي العينين، فاذكروا عظمة هذا الرزء وإن جل لديكم رزءُ الحسين، وكونوا طلاب الحق يا معشر الغافلين." (سر الخلافة، ص 21- 22).

      ويضيف حضرته عليه السلام قائلا: "أيها الناس؛ لا تتكئوا على أخباركم، وكم من أخبار أهلكت المتبعين. وإن الخير كله في القرآن، ومعه حديث طابقه في البيان، والذين يبتغون ما وراءه؛ فأولئك من العادين. ولولا هذا المعيار؛ لماج بعض الأمة في بعضها بالإنكار، وفسدت الملة في الديار، واشتبه أمر الدين على المسترشدين". (مواهب الرحمن، ص 49).


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك