التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "عرض الميرزا على الإنجليز أن يسجل أسماء الذين لا يصلون صلاة الجمعة؛ باعتبارهم ثوريين ضد الحكومة".

شبهة: "عرض الميرزا على الإنجليز أن يسجل أسماء الذين لا يصلون صلاة الجمعة؛ باعتبارهم ثوريين ضد الحكومة".




الرد:

      إن المسيح الموعود عليه السلام لم يكن يعرف العمل السري ولا النفاق ولا الظهور بوجهين، ولا مخاطبة الناس بطريقة ومخاطبة الحكومة بطريقة أخرى. ولم يكن يحمل عقائد أو مفاهيم تجعله مضطرا للتحايل والكذب والتقية. أما كثير من المشايخ؛ فإنهم يلقون في المساجد خطبا لا يستطيعون إلقاءها أمام غير المسلمين، ففي المساجد يتحدثون عن الانتصار على الكفار بالقوة، وأمام الكفار يتحدثون عن أهمية التعايش. بين أتباعهم يقرؤون: "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى". وأمام النصارى يقرؤون: "تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْع". وقد تحدث بعضهم عن فقه الأقليات باعتبار أن المسلم له أحكام خاصة في بلاد الغرب!!!

       كان المسيح الموعود عليه السلام لا يقول شيئا في الخفاء، بل كان يُصدر إعلانات ينشرها في الصحف، كما كان يؤلف الكتب، ويبادر في إرسالها إلى المشايخ في شتى البلدان. أما الإعلانات؛ فلقد جمعت في ثلاثة مجلدات، وسميت مجموعة الإشتهارات؛ أي مجموعة الإعلانات. ومنذ وجد العقلاء، وهم يعلمون أن الجاسوس لا يعلن على الملأ ما يقوم به من عمليات تجسس لصالح العدو، بل إنهم يزودونه بأجهزة تنصت أو ما شابه ذلك من أجل أن يتمكن من الحصول على معلومات مفيدة للعدو. والأهم من هذا؛ أن الجاسوس يُظهر غير ما يُبطن، فلا بد أن يتقرب للناس، وأن يدغدغ عواطفهم حتى يستميل قلوبهم، فيأمنونه، فيتحدثون أمامه بخططهم وإستراتيجيتهم، فينقلها للعدو. أما أن يصادم هؤلاء الناس، وأن يستفزهم بإنكار أبرز معتقداتهم؛ فهذا لا يقول به عاقل.


وثيقة العمالة!!

      فرح المشايخ الحساد من الهند بإعلان نشره المسيح الموعود عليه السلام في الصحف، فترجموه إلى لغات شتى، فنقله عنهم مشايخ عرب منزوعا من سياقه، عدا عن تحريف فيه، وسموه وثيقة تثبت عمالة مؤسس الجماعة الأحمدية، وهذه ترجمة هذا الإعلان:

"جدير بانتباه الحكومة:

مِن قِبل منظم اقتراح تعطيل يوم

الجمعة.

میرزا غلام أحمد القادياني مقاطعة غورداسبور، البنجاب.

      نصحًا للحكومة الإنجليزية، أرى من الحكمة إعداد قوائم بأسماء أولئك المسلمين الجهلة الذين يضمرون في قلوبهم أن الهند البريطانية دار حرب، وبسبب هذا المرض الباطني، أي بسبب إضمار تمرد خفيّ في قلوبهم؛ أنكروا وجوب صلاة الجمعة في هذه البلاد، ولا يريدونها عطلة (أسبوعية). لهذا نقترح تجهيز جدول تُسجل فيه أسماء الأشخاص الذين يجهلون الحـق مـن ذوي الطبيعة المتمردة. إنه من حسن حظ الحكومة؛ أن عدد أمثال أولئك الأشخاص بين المسلمين الذين يخفون في قلوبهم مثل هذه العقائد الفاسدة قليل جدا في الهند البريطانية، وحيث إن هذا الامتحان سوف يكشف بسهولة بالغة أولئك القوم الذين يحملون نوايا سرية جدًّا ضد الحكومة، فقد أردنا بهذه المناسبة المباركة من باب النصح السياسي لحكومتنا المحسنة أن يتم - قدر الإمكان - تسجيل أسماء هؤلاء الأشرار الذين يؤكدون بعقائدهم حالتهم المفسدة. إن معرفة هؤلاء الأشخاص في أيام عطلة الجمعة سيكون سهلا، وليس هناك وسيلة مماثلة لمعرفتهم. والسبب هو أن الشخص الذي تؤدي به حماقته وجهله إلى اعتبار الهند البريطانية دار حرب سوف يرفض بالتأكيد وجوب الجمعة، وبالتالي يُعرف بهذه العلامة أنه يحمل فعلا تلك العقيدة (الفاسدة). لكننا نخبر الحكومة بكل احترام؛ أن هذه القوائم ستبقى محفوظة عندنا كسر سياسي إلى أن تطلبها منا الحكومة، ونأمل من حكومتنا الحكيمة أيضا أن تحتفظ الأخرى بهذه القوائم في بعض دوائرها گسر خاص بالدولة. أما حاليًا؛ فإننا لن نرسل تلك القوائم التي تضم أولئك الأشخاص إلى الحكومة، بل نكتفي بإرفاق نموذج فارغ للتعريف بشكل القائمة، وهو لا يحتوي حاليًا على أية أسماء، والنموذج يحتوي على أسماء الأشخاص وعناوينهم وهويتهم، وهو كما يلي:

- الرقم

- الاسم والشهرة والوظيفة الإقامة

- المقاطعة

- الوصف

(مجموعة الإعلانات؛ ج2، ص 227-228).


خلفية هذا الإعلان:

      من معلوم أن حضرة ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام قد أعلن أن الله تعالى قد بعثه مسيحا موعودا وإماما مهديا. والفكرة لدى عامة المسلمين أن وظيفة المهدي والمسيح عسكرية دموية، فهما يخيران الناس بين الإسلام أو القتل مع نسخهما للجزية. ومعلوم أن حضرة ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام قد أعلن أن المسيح الدجّال هم القساوسة القادمون لتنصير المسلمين عبر أكاذيبهم ضد الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم. ومن المعلوم أيضا أن حضرة ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام قد تحدّى بالمباهلة عددا من أعداء الإسلام، وخصوصا من المسيحيين والهندوس، وبالذات من كان مرتدا منهم عن الإسلام. ومن المعلوم كذلك أن مباهلاته مع هؤلاء قد ظهرت نتائجها؛ فمات "آتهم" المسيحي، وقتل "ليكهرام" الهندوسي قتلا، ومات "دوئي" المسيحي. ومن ثم؛ كان بدهيًا أن يقوم النصارى والهندوس ومن على شاكلتهم من المسلمين بالوشايات ضد حضرته عليه السلام للحكومة الإنجليزية. فكان لا بد لحضرته من الدفاع عن نفسه، وتوضيح موقفه من هذه الحكومة؛ بأنه لا يضمر ضدها أي نوايا سيئة، فهي لا تمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم، بل أحسنت إليهم، ومنحتهم الحرية الدينية كاملة ومنعت السيخ والهندوس من ظلمهم واضطهادهم. وكان لا بد لحضرته من تبيان أنه ليس بوجهين كالمشايخ الذين يخفون في قلوبهم غير ما يظهرون. وبالتالي؛ كان يبين أن مسالمته لهذه الحكومة مسالمة حقيقية وليست بمزيفة كأصحاب بدعة المسيح السفاح والمهدي السفاك. لذا نراه يلح على هذه الحقيقة، فبعد أن ذكر أنه ألف عددا من الكتب لنفي الجهاد العدواني؛ نراه يقول: "فكيف يمكن بعد هذا كله أن أكون خائنا للحكومة، أو أن أنشر في جماعتي المكائد والمخططات الباعثة على التمرد ضدها؟" (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية، ج15، ص155). ومعلوم أيضا أن الشيخ البطالوي؛ ظلّ يشيع الوشايات بأن حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام خطر على الحكومة، وأنه متمرد عليها، وأنه سيقاتلها بالقوة حين تحين الفرصة التي يعد لها.




صلاة الجمعة وعطلتها:

      قررت الحكومة البريطانية تخصيص يوم الأحد عطلة أسبوعية في الهند، فطالبها المسيح الموعود عليه السلام بتخصيص يوم الجمعة عطلة للمسلمين. ولحثها على ذلك، ولإظهار كذب المشايخ الذين يظهرون الولاء للحكومة، ويضمرون التمرد عليها، ويحرضونها ضده عليه السلام، فإنه طرح فكرة تسجيل أسماء من لا يحضر صلاة الجمعة، باعتباره يرى الهند دار حرب. ففي هذه الفكرة؛ يُضرب عصفوران بحجر واحد؛ فينكشف المنافق، وتثق الحكومة بأقواله عليه السلام، وتكذب المحرضين ضده. وأساسًا هو يستحثّ الحكومة على تلبية طلب اعتبار الجمعة عطلة للمسلمين. كان الشيخ البطالوي من ألد أعداء المسيح الموعود عليه السلام، ورغم أنه كان يؤمن بأن الهند دار حرب، إلا أنه طالما حرّض الحكومة ضده عليه السلام. كان يقول أمام المسلمين: من أدلة كذب الميرزا أنه لا يقاتل الإنجليز. وكان أمام الإنجليز يقول: هذا الرجل يعمل على القضاء على حكمكم؛ فهو يدعي أنه المهدي. ففي هذا الإعلان يسعى المسيح الموعود إلى كشف نفاق هذا الرجل ومن معه، وليقضي على أكاذيبهم بحجة دامغة، فهو ومن معه يؤمنون بأن الهند دار حرب، أي أنهم هم من يضمر العداوة لبريطانيا وليس المسيح الموعود عليه السلام. علما أن الحكومة رفضت هذا الطلب وظلت العطلة الأسبوعية مقصورة على يوم الأحد للجميع. ونحن هنا لا نناقش شرعية قتال بريطانيا، بل نناقش وجوب الصدق والوضوح، وحرمة التحايل والكذب والنفاق.

      إن تسجيل الأسماء هذا لو تمّ؛ فلن يؤثر على الثورة الإسلامية العظيمة!! بل سيفضح النفاق والكذب.

      إن الله تعالى لا ينصر المقاتلين الزائفين المنافقين؛ الذين يتقنون الصراخ والتهييج، ثم وقت الشدائد يهربون ويكذبون. لأن الصدق والوفاء والأمانة من أهم موجبات النصر.

      إن المسلم لا يكذب، وليس غامضًا، فالذي يرى أن الهند دار حرب، فليعلن ذلك. بل عليه أن يفتخر بقوله هذا، وأن يدعو الناس إليه، وأن يفرح إن كثر القائلون بقوله، وماذا يضيره أن يُذكر إسمه؟ ثم هل هنالك عقوبة على مجرد الرأي؟ لكن الفكر الفاسد الذي يبيح الظهور بمظهرين، والذي يبيح التقية هو جوهر المصيبة.

باختصار:

العميل لا يصف القساوسة القادمين مع الاستعمار بالدجال.

- العميل لا يؤكد على أن هذا الاستعمار هو يأجوج ومأجوج.

- العميل لا يدعو الملكة البريطانية إلى الإسلام بقوله : 

      "أيتها المليكة الكريمة الجليلة ... أعجبني أنك مع كمال فضلك وعلمك وفراستك؛ تنكرين لدين الإسلام، ولا تُمعنين فيه بعيون التي تمعنين بها في الأمور العظام. قد رأيت في ليل دجى، والآن لاحت الشمس. فما لك لا ترين في الضحى؟

      أيتها الجليلة، اعلمي - أيدك الله - أن دين الإسلام مجمع الأنوار، ومنبع الأنهار، وحديقة الأثمار، وما من دين إلا هو شعبته، فانظري إلى حبره وسبره وجنته، وكوني من الذين يُرزقون منه رزقا رغدًا ويرتعون. وإن هذا الدين حي مجمع البركات ومظهر الآيات، يأمر بالطيبات، وينهـى عـن الخبيثات، ومن قال خلاف ذلك أو أبان؛ فقد مان. ونعوذ بالله من الذين يفترون. فبما إخفائهم الحق وإيوائهم الباطل، لعنهم الله، ونزع من صدورهم أنوار الفطرة، فنسوا حظهم منها، وفرحـوا بالتعصبات وما يصنعون.

      أيتها المليكة.. إن هذا القرآن يطهر الصدور، ويلقي فيها النور، ويُري الحبور الروحاني والسرور، ومن تبعـه فـسـيـجـد نـورا وجـده النبيون. ولا يلقى أنواره إلا الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، ويأتونه راغبا في أنواره، فأولئك الذين تفتح أعينهم، وتزكى أنفسهم، فإذا هم مبصرون." (التبليغ).

-  العميل لا يستفز المسلمين بإنكاره صعود المسيح إلى السماء وحياته فيها ونزوله في آخر الزمان، ولا يعلن أنه المسيح وأنه المهدي وأنه نبي تابع لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

- والعميل لا ينكر الجهاد العدواني الذي يؤمنون به باعتباره سيؤدي إلى سيطرتهم على العالم كله، بل إن العميل من يشدّ على أيديهم في أخطائهم هذه؛ لكسب ودهم وعطفهم، والإنجليز ليسوا أغبياء في اختيار العملاء.

- العميل لا يظهر كل ما يبطن.

- العميل لا يمكن أن يعتمد الصدق والوضوح، بل الكذب والغموض. أما مدى شرعية قتال بريطانيا، فإن الشيخ المودودي، وهو نن ألد أعداء الأحمدية، وأستاذ التكفير في القرن العشرين؛ فيقول فيما يتعلق بالظروف السياسية في الهند في زمن سيدنا المسيح الموعود عليه السلام: "عندئذ؛ كان من واجب المسلمين أن يضحوا بأرواحهم حماية للدولة الإسلامية بالهند أو يهاجروا منها بعد الهزيمة. ولكنهم عندما صاروا مغلوبين، واستتب حكم الإنجليز فيها، ورضي المسلمون بالعيش هناك مع حرية العمل حسب قوانينهم الخاصة بهم، فلم تعد هذه البلاد دار حرب." (الربا، ج 1، ص77 - 78، الحاشية).  وهذا هو موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية أيضا؛ فإذا بدأكم أحد بالقتال فقاتلوه، واحموا الأعراض والأموال والدين، ولا تستسلموا ولو سقط الجميع شهداء، حتى الأولاد الصغار واحد تلو الآخر. لأن البلاد عندها تكون دار حرب، وعندها يجوز أن يسمى كل قتال دفاعي بالجهاد الإسلامي.

      وقبل ذلك وبعده؛ المسلم لا يكذب، ولا يغدر، ولا يخون، ولا يتحايل، ولا ينافق، وليس له إلا لسان واحد، ووجه واحد، ولا يقتل بريئا. فالتزموا هذه القيم العظيمة، ثم اجتهدوا وجاهدوا وقاتلوا وفاوضوا وصالحوا وهادنوا كيفما شئتم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك