التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "الشرط الرابع من شروط البيعة؛ كان الولاء للحكومة البريطانية في الطبعة الأولى المحذوفة؟".


شبهة: "الشرط الرابع من شروط البيعة؛ كان الولاء للحكومة البريطانية في الطبعة الأولى المحذوفة؟".



الرد:

      هذه الكذبة تعني أن نص بيعة المسيح الموعود عليه السلام كان يتضمن شرطا نصه: وجوب طاعة الحكومة البريطانية. وقد أتوا على كذبتهم بترجمة غير دقيقة لصفحة من صفحات إعلان كان قد نشره المسيح الموعود عليه السلام، والذي - أي المسيح الموعود عليه السلام - كان كثيرا ما ينشر الإعلانات، ويوزعها في أنحاء الهند، وفي جرائد الجماعة. وقد جمعت هذه الإعلانات وطبعت في ثلاثة مجلدات، وهي غير كتبه المجموعة في 23 مجلدا، وهي غير ملفوظاته (أقواله) التي جمعها صحابته في عشرة مجلدات، وهي غير رسائله التي جمعت في خمسة مجلدات.

       ومهما يكن، فهذا هو نص الشرط الرابع في البيعة: "ألا يؤذي (المبايع)، بغير حق، أحدا من خلق الله عموما، والمسلمين خصوصا؛ من جراء ثوائره النفسية. لا بيده ولا بلسانه ولا بأي طريق آخر". 

      وقبل تفنيد أكذوبة حذف شرط الولاء لتلك الحكومة، ليكن معلوما للجميع أن الطبعة الأولى لكتب المسيح الموعود عليه السلام لا زالت موجودة، وستظل بإذن الله تعالى. لذا لا يمكن لأحمدي ولا لغير أحمدي أن يحذف شيئًا مما قاله أو أن يضيف إليه، وإلا سوف ينكشف كذبه وتزييفه بكل سرعة، بل إن الخطأ البسيط سرعان ما يُكتشف. ففي الطبعة الثانية حصلت بعض الأخطاء المطبعية، لذا نحرص على الرجوع إلى الطبعة الأولى عند طباعة الكتب على الحاسوب لا إلى الطبعة الثانية، ويعلم هذا الأمر عدد من الإخوة العرب من بلدان عربية عديدة من الذين يشتركون في شرف إخراج هذه الكتب بطبعات حديثة على الحاسوب. لذا؛ فإننا ندعوا محترفي التشويه أن يتقوا الله تعالى في أكاذيبهم، فلسنا بحاجة إلى تزييف شيء، وقد تعهد الله تعالى نفسه بأن ينصر جماعة المسيح الموعود عليه السلام. إنه سبحانه وتعالى هو من بعث المسيح الموعود عليه السلام، وهو القائل: "كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي". وهو القائل: "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا". لذا؛ تبا لأي دفاع مبني على أكاذيب. وحاشا لله تعالى أن نقوم بمثله، إذ نعلم قوله تعالى: "إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ".

      أما الاشتهار (الإعلان الذي يتحدث عنه المشايخ المضللون من الهنود والباكستانيين وممن خدع بهم من المترجمين العرب)؛ فهو إعلان نشره حضرة المسيح الموعود عليه السلام في 20-9- 1897، وجاء هذا النشر على إثر موت المرتد القسيس عبد الله آتهم الذي باهله المسيح الموعود عليه السلام. وجاء موته في موعد النبوءة بهلاكه. وقد كان الجو مهيبا لإتهام المسيح الموعود عليه السلام بالقتل والإيعاز بـه. لذا؛ فقد أوعز قسيسون لشخص اسمه "عبد الحميد" أن يشهد في المحكمة بأن ميرزا غلام أحمد قد بعثه لقتل القسيس مارتن كلارك، وشهد معه خمسة على فريته، بمن فيهم الشيخ محمد حسين البطالوي، وتعتبر هذه إدانة واضحة لحضرة المسيح الموعود عليه السلام، ولا مجال لنجاته من أقصى عقوبة إلا بفضل من الله تعالى مستجيب الدعاء. ولكن حين لاحظ القاضي تناقضا في شهادة عبد الحميد، أمر رئيس الشرطة أن يقوم بالمزيد من التحقيق معه. عند ذلك؛ اعترف عبد الحميد في المحكمة أنه فعل فعلته بإيعاز من القساوسة، وتحققت براءة المسيح الموعود عليه السلام في نهاية الأمر بفضل من الله تعالى. وكان مارتن كلارك وغيره من القسس قد صرّحوا في بيانهم في هذه المحكمة أن ميرزا غلام أحمد خطر على الحكومة البريطانية. فجاء هذا الإعلان من حضرته ليفند هذا الزعم؛ فقال فيه بأنه رجل مسالم مطيع للحكومة غير متمرد عليها، وأنه يحب السلم مع كل إنسان، ويدعو أتباعه إلى الرفق واللين وعدم إيذاء خلق الله عموما، وأن هذا من شروط البيعة. وبالتالي؛ فلا يمكن أن يصح قول مارتن كلارك. وكذلك فند قول الشيخ البطالوي الذي كان يكرر مثل مقولة كلارك. كما برر المسيح الموعود عليه السلام ورود كلام قاسي في كتاباته ضد كلارك وغيره من القساوسة الذين تمادوا في اعتدائهم على عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعا الحكومة إلى ضبط المناظرات بين الأديان، وأكد على السلم الاجتماعي. وأكد المسيح الموعود عليه السلام على تعميم هذا الإعلان على المقاطعات الهندية حتى يلتزم به أتباعه، وحتى تتأكد الحكومة البريطانية من صدق نواياه. وتابع يقول: "إنني إنسان مسالم، وإن طاعة الحكومة ومواساة خلق الله تعالى هو مبدأي الذي أتمسك به، والذي جعلته ضمن شروط البيعة التي آخذها من أتباعي، وقد تم التصريح عن هذه الأمور في البند الرابع في ورقة البيعة التي توزع دائما على أتباعي.". وقال أيضا: "ومن خلال هذا الإعلان؛ أوصي جميع أتباعي الذين يقيمون في البنجاب وغيرها من المناطق الهندية وصية مؤكدة؛ بأن يلتزموا هذا الأسلوب في مناظراتهم، ويتجنبوا استعمال الكلمات القاسية المثيرة للفتنة. وبحسب ما نصحتهم من قبل في البند الرابع من شروط البيعة؛ يجب أن يخلصوا للحكومة الإنجليزية بصدق، وأن يواسوا خلق الله مواساة صادقة، ويبتعدوا عن كل طريق للفتنة، ويقدموا نموذجا طيبا للحياة الطاهرة، وأن يظلوا ورعين صالحين مسالمين. ومن لم يلتزم منهم بهذه الوصايا، ويلجأ إلى أي اندفاع غير لائق وإلى أي وحشية أو بذاءة، فليعلم أنه يُعتبر مطرودا من جماعتنا، ولن يكون مني في شيء." (مجموعة الاشتهارات؛ المجلد الثاني، ص465-469-468، رقم الاشتهار (179)). ففي هذه الفقرة؛ يشرح المسيح الموعود عليه السلام المعنى المتضمن في البند الرابع من شروط البيعة القائل: "ألا يؤذي بغير حق أحدًا من خلق الله عمومًا والمسلمين خصوصا من جراء ثوائره النفسية. لا بيده ولا بلسانه ولا بأي طريق آخر". فكأنه يقول: ما دام واجبا على الأحمدي أن لا يؤذي أحدًا من خلق الله تعالى عموما من جراء ثوائره النفسية، فواجب عليه أن لا يؤذي هذه الحكومة ما دامت على ما هي عليه. وبالتالي يثبت كذب وشايات القساوسة. فهو يشرح البند الرابع ولا يكتبه حرفيا. أي أنه يطبق ما جاء في هذا البند على واقع أي مسلم أحمدي في الهند، فهذا الشرط يعني أن لا يتمرد الأحمدي ولا يثور على تلك الحكومة المتصفة بتلك الصفات. وهذا كله جاء في ثنايا تفنيد تهمة مارتن كلارك ومحمد حسين البطالوي وغيرهما من الذين ظلوا يكررون وشاياتهم إلى الحكومة، ويستخدمون أساليب قذرة، وذلك بإرسال أناس مفترين يلصقون تهمة القتل بالمسيح الموعود عليه السلام حتى تتم محاكمته وإعدامه. إن الكذب وظن السوء سلاح هؤلاء المشايخ الذين يلصقون التهم بالمسيح الموعود عليه السلام. إنهم يجعلون رزقهم أنهم يكذبون.

      ثم نقول لمحترفي الكذب؛ الزاعمين أنّ جماعتنا قد أخفت هذا الشرط: أرونا في أي كتاب وجدتموه؟ أكان مشايخكم السابقون سيخفونه لو عثروا عليه؟ أولئك الذين كانوا يحرضون عليه الحكومة نهارا بأنه خطير لادعائه المهدوية التي تعني حربا على الحكومة، ويحرضون عامة المسلمين ضده ليلا بأنه لا يقاتل الحكومة؟ وحيث إنكم لم تجدوه مكتوبا ولن تجدوه، فتوبوا إلى الله على جرأتكم على الكذب باستمرار.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك