التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "شبهة: "إدعى الميرزا أنه جميع الأنبياء قد حلوا فيه، وليس النبيين عيسى ومحمد فقط". الميرزا أنه جمع جميع الأنبياء قد حلوا فيه، وليس النبيين عيسى ومحمد فقط".

 

شبهة: "إدعى الميرزا أنه جميع الأنبياء قد حلوا فيه، وليس النبيين عيسى ومحمد فقط". 



الرد:

      إذا اطلعنا على كتب الأديان المختلفة، لوجدنا أن الكثير من الأنبياء والرسل والأولياء الذين بعثوا في العصور الماضية إلى شعوب مختلفة وأمم متنوعة وأقوام متباينة قد أخبروا أنهم سوف يرجعون إلى أممهم وأقوامهم مرة ثانية في آخر الزمان قبيل يوم القيامة، وذلك حتى ينشروا في الأرض الدين الصحيح، ويحققوا ملكوت الله في هذه الدنيا، ويهدوا أقوامهم إلى الطريق لا اله الا الله. وتوجد الكثير من النبوءات في مختلف الأديان عن عودة أولئك الأنبياء في ظروف تتشابه فيها أحوال الدنيا، وتشير كلها إلى آخر الزمان عند فساد الناس وانحرافهم عن صراط الله المستقيم، وخروجهم عن تعاليم أنبيائهم ورسلهم، فيعود أولئك الأنبياء والرسل لكي يهدوا أقوامهم مرة أخرى إلى طريق الله تعالى، ويدينوا الأشرار ويقضوا عليهم حتى ينتصر الحق ويعلو في جميع أنحاء الأرض. وعلى سبيل المثال. نجد في الديانة الهندوسية نبوءات عن عودة "كرشنا" في آخر الزمان، كذلك في الديانة البوذية نجد أيضا نبوءات عن عودة "بوذا" قبل يوم القيامة، وفي الديانة الزرادشتية هناك كذلك نبوءات عن عودة "مسيو" قبل انتهاء العالم. وفي الديانات السامية. أي اليهودية والمسيحية والإسلام. نجد أيضا نفس الظاهرة، فهناك نبوءات في التوراة عن عودة إيليا النبي، وهناك نبوءات في الإنجيل عن عودة المسيح عليه السلام. وفي الإسلام نجد أن هناك أيضا نبوءات عن نزول المسيح، ويؤمن الكثير من أهل الشيعة بعودة الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري الذي اختفى منذ مئات السنين.

      وهناك ما يشير في القرآن الكريم إلى عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر الله تعالى أنه سبحانه قد قدر أن تكون له بعثتين. بعثة في الأولين؛ وبعثة في الآخرين؛ فقال تعالى: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّين رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (الجمعة: 3-4). وتشير هذه الآية أن الله تعالى قد قضى أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأميين، وأن يبعثه أيضا في "آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بهِمْ". ويشير استخدام الحرف "لَمَّا" بدل "لم" إلى انقضاء فترة زمنية بين البعثتين. ولما نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهم المسلمون بأنه سيكون للنبي صلى الله عليه وسلم بعثة ثانية، وكانوا يعلمون بالطبع أن المقصود من البعثة الثانية لرسول الله هو بعث نبي من عند الله تعالى يشابه رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك جاء في صحيح البخاري؛ ما يلي: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كنا جلوسا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزلت عليه سورة الجمعة "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ"، قال: قلتُ: من هم يا رسول الله؟ فلم يُراجعه حتى سأل ثلاثا، وفينا سلمان الفارسي، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال: "لو كان الإيمان عند الثريا، لناله رجال (أو رجل) من هؤلاء""". (البخاري - كتاب التفسير: سورة الجمعة). ويشير هذا الحديث الشريف إلى أنه حينما يفقد الناس الإيمان، فيبتعد من الأرض حتى كأنه صعد إلى مجموعة نجوم الثريا، فإن رجال (أو رجل) من قوم سلمان الفارسي سوف يعيده مرة أخرى إلى قلوب الناس. فإذا وضعنا في الاعتبار النبوءات المذكورة في الأديان الأخرى جميعها، وحملنا تلك النبوءات على حرفيتها لاصطدمنا بمشكلة عويصة، فكل النبوءات تشير إلى عودة هذا الجمع الكبير من الأنبياء في نفس الوقت وعند نفس العلامات وفي نفس الظروف. وكلها كما أسلفنا القول؛ تشير إلى آخر الزمان قبيل يوم القيامة ومن غير المعقول طبعا أن يعود كرشنا ليدعو الناس إلى دينه، ويعود في نفس الوقت بوذا ليدعو الناس إلى دينه، بينما يعود زرادشت ليدعو الناس إلى دينه، وينزل إيليا من السماء ويدعو الناس إلى دينه، وينزل أيضا المسيح الناصري ويدعو الناس إلى دينه، ويأتي ذلك الرجل من قوم سلمان الفارسي ليعود بالإيمان إلى قلوب الناس. فحيث أن الله تعالى قد قضى بقوله: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسلام" (آل عمران: 20). وقوله: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ" (آل عمران: 86). فهذا يعني أن على أتباع الأديان كلها أن يدخلوا في دين الإسلام، حيث إنه هو الدين الكامل الذي ارتضاه الله تعالى لعباده إلى يوم القيامة. وبالتالي فليس هناك ما يدعو إلى عودة كل هؤلاء الأنبياء السابقين لكي يدعوا أقوامهم إلى أديانهم التي نسخها الإسلام. وعلى ذلك يكون معنى كل تلك النبوءات التي جاءت في مختلف الأديان عن عودة هؤلاء الأنبياء الكرام هو ظهور مبعوث واحد من عند الله تعالى يكون على دين الإسلام ومن أتباع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، يدعو الناس جميعا إلى صراط الله المستقيم وسنة رسوله الكريم. وهذا المبعوث يجمع في نفسه كل شأن أولئك النبيين المزمع عودتهم إلى الدنيا مرة أخرى في آخر الزمان، أي أنه يشابه أولئك النبيين ويرتبط بهم بصلة ما. وهذا هو المقصود من العبارة التي ذكرها مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حين قال بأنه جمع في نفسه كل شأن النبيين؛ فقد بعثه الله تعالى في "الهند" التي بعث فيها بوذا، والقوم الذين كان يعيش بينهم في الهند هم الهندوس - "أتباع کرشنا" - . كذلك فإنه يرتبط بالزرادشتيين الذين هم من أصل فارسي، لأنه هو أيضا من أصل فارسي كما أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه البخاري. وحيث إنه من نسل سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ ارتباط كذلك باليهود. ولأنه كان يعيش تحت حكومة مسيحية فله كذلك ارتباط مع أتباع المسيح. وحيث إنه من خدام وأتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أيضا يمثل البعثة الثانية للنبي الأكرم، كما أنه يُشابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلق كما جاء ذلك في بعض الأحاديث والآثار؛ فقد أخرج أبو داود عن أبي اسحاق قال: "قال علي رضي الله عنه، ونظر إلى ابنه الحسن فقال: "إن ابني هذا سيد كما سماه النبي، سيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبه في الخلق". وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، وخلقه خُلقي، يكنى أبا عبد الله". أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي.


      لقد جاء ذلك المسيح الموعود، وهو مؤسس الجماعة الإسلامية الإحمدية، وقد دعا الناس كافة إلى دين الله الإسلام، وآمن به الكثير من الهندوس والبوذيين والزرادشتيين واليهود والنصارى والمسلمين، وجميعهم رأوا فيه الموعود المنتظر لهم، ومن أجل ذلك وصفه الله تعالى بأنه: (جرِيُّ اللهِ في حلل الأنبياء) "(التذكرة، ص 79). 

      لقد كتب المسيح الموعود عليه السلام عن هذا الموضوع محدثا بنعم الله تعالى عليه؛ فقال: "إنه جمع في نفسي كل شأن النبيين على سبيل الموهبة والعطاء، فهذا هو الحق الذي فيه يختلفون. لا يعود إلى الدنيا آدم ولا نبينا الأكرم، ولا عيسى المتوفى المتهم، سبحان الله وتعالى عما يفترون. أليس هذا الزمان آخر الأزمنة؟ ما لكم لا تفكرون؟" (الخزائن الروحانية: ج16 - كتاب: الخطبة الإلهامية، ص324).


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك