التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "من أدلة ألوهية المسيح؛ أن القرآن الكريم يشهد بأنه كان يحي الموتى".

شبهة: "من أدلة ألوهية المسيح؛ أن القرآن الكريم يشهد بأنه كان يحي الموتى".



الرد:

      لقد بيّن الله تعالى في القرآن الكريم أن المسيح عبد الله ورسوله وليس له من الألوهية نصيب:

- لقوله تعالى: "لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ". 

- وقوله تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

- وقوله تعالى: "لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ".

      لذا؛ لا يمكن بعد هذا الاعلان الواضح الصريح أن نقول بأن القرآن الكريم يقر بألوهية المسيح الناصري عليه السلام. أما إشاعة إحيائه للموتى ماديًا؛ فهناك ثلاث قضايا لا بد من التدليل عليها لتفنيدها:

- أولاها: أنه لا رجوع لأحد من الموت قبل يوم القيامة، لأن الله تعالى نفسه هـو مـن قـرر ذلك.

- وثانيها: أن الإحياء لله تعالى وحده وليس لأي مخلوق.

- وثالثها: أن القرآن الكريم قد استخدم ألفاظ: الموت والصمم والعمى؛ للدلالة على الموت والصمم والعمى الروحاني.


* الأدلة على أن لا رجوع من الموت لأحد قبل يوم القيامة: 

      هنالك أدلة قرآنية عديدة على أن الموتى لا يعودون إلى الحياة الدنيا قبل يوم القيامة. ولما كان الله عليما حكيما، فلا يجوز أن ننسب له سبحانه وتعالى تناقضا في قوله؛ بحيث يخطئ في قوله الأول، ثم يعود ليصححه. فالله تعالى يؤكد أن الميت لا يعود، وليس لهذا أي استثناء. وفيما يلي بعض هذه الآيات:

1 - قال تعالى: "فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى". ومعنى الآية: أن النفس التي يتوفاها الله تعالى يمسكها عن العودة إلى الحياة الدنيا، ويرسل إلى الحياة الدنيا من لم يقض عليها الموت.

2 - وقال تعالى عن المتقين في الجنّة: "لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الجحيم". ومعنى الآية واضح: وهو أنه لا موت إلا الموتة الأولى. ولو أحيى الله تعالى ميتا قبل القيامة، فإنه سيميته ميتة ثانية. وهذا نقض للآية الكريمة.

3 - وقال تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"وهذا يعني أن أي ميت سيرجع إلى الله تعالى فور وفاته؛ لقوله عز وجل: "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (سورة المؤمنون). فحين يرجع الميت إلى الله تعالى، فلا مجال للعودة، ولا سيما إذا دخل أحد بموته الجنة، كما حصل مع المسيح الناصري عليه السلام، فلا يخرجه الله تعالى منها، ولا يعيده إلى الحياة الدنيا ثانية، وقال تعالى عن المتقين في الجنة: "لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ" (سورة الحجر).

4 - قال تعالى: "قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ" (سورة غافر)؟ والجواب؛ لا مجال لرجوع أحد، علما أن الميتة الأولى هي العدم، والثانية هي الميتة المعروفة، والإحياء الأول؛ هو إحياء للميتة الأولى (النطفة)، ويتم بالتكوين في رحم الأم. والإحياء الثاني؛ هو الإحياء من بعد الموت، أي أنه لم يبق أي مجال للقول أن هناك ميتة أخرى وإحياء آخر.

5 - قال تعالى: "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (سورة البقرة)؟فلو كان الله تعالى سيحيي أحدا، فسيكون قد أحياه ثلاث مرات حتى يوم القيامة. وهذا بخلاف الآية الكريمة. فهذه الآية الشريفة تذكر أن موتا وحياة قد تحققا للناس، وأنهم بانتظار الموت ثم الحياة الآخرة التي يرجعون فيها إلى الله تعالى.

6 - قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ". فلو كان الله تعالى سيحيي ميتا موتا ماديا، فسيكون قد أحياه ثلاث مرات حتى يوم القيامة. وهذا بخلاف الآية.

7 - قال تعالى: "أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ". وهذا نص قاطع على عدم عودة الأمم الهالكة، وبالتالي عدم عودة أحد منها. ولو فسر أحد هذه الآيات تفسيرا مخالفا، فنضع أمامه تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لها، فقد جاء في الحديث الشريف: عن جَابِرِ بْن عَبْدِ الله يَقُولُ: "لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ الله: "يَا جَابِرُ، أَلا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ لأبيكَ؟" قُلْتُ بَلَى. قَالَ: "مَا كَلَّمَ اللهِ أَحَدًا إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا؛ فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ، أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي، فَأَقْتَلُ فِيكَ ثانِيَةَ. قَالَ: إِنه سَبَقَ مِنِّي أَنهمْ إِلَيْهَا لا يُرْجَعُونَ. قَالَ: يَا رَبِّ؛ فَأَبْلِغ مَنْ وَرَائِي. فَأَنزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا.."" (سنن ابن ماجة؛ كتاب الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله). ومن يرفض هذا التفسير؛ نذكره بقوله تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَحًا لِما قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". وقوله تعالى: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا".


* الإحياء من الموت المادي هو لله تعالى وحده: 

      إن الآيات السابقة كلها تنفي أن يحي الله تعالى ميتا قبل يوم القيامة. أما أن يكون المحيي هو المسيح، فإن هناك أدلة أخرى تنفي ذلك، وليس هذه الآيات فقط، وأهمها أن الله وحده هو المحيي، وليست هذه الصفة لأحد من البشر. ولقد نبه الله تعالى إلى ذلك بعدة أدلة؛ مثل: 

- أولا: بقوله تعالى: "وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا" (سورة الفرقان). إلى أن هؤلاء الآلهة؛ لو كانت تملك شيئًا من القدرة الإلهية؛ لأنقذوا أنفسهم من الموت. والمسيح من أكبر من اتخذ إلها من دون الله تعالى، وهو لم يملك أن ينجي نفسه من الموت، فكيف يمكنه أن ينجي غيره؟! 

- ثانيا: قوله تعالى: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" (سورة الملك). فالله تعالى وحده خالق الموت والحياة وليس أحد غيره؛ لقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ". وهذا يؤكد أن الله تعالى وحده هو الخالق، وأن من دونه لن يخلقوا شيئا.

- ثالثا: قوله تعالى: "لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ" (سورة الدخان). 

- رابعا: قوله تعالى: "هوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (سورة يونس).

- خامسا: قوله تعالى: "لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ أَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ" (سورة الدخان).

      وهناك عدة آيات تحمل المعنى نفسه.

      وأما قوله تعالى على لسان المسيح الناصري عليه السلام: "وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله" (سورة آل عمران). فلا يمنح المسيح خاصية الإحياء المادي، لأن كل عمل يقوم به النبي بل الإنسان يتم بإذن الله تعالى.



الموت والصمم والعمى نوعان:


      لما كان هناك وجود للموت المادي والموت الروحي؛ كان لا بد من وجود الإحياء المادي والإحياء الروحاني. وحيث إن مهمة الأنبياء عليهم السلام هي الإحياء الروحاني وليس المادي، فلا معنى لانفراد المسيح الناصري عليه السلام بالإحياء المادي. وإذا وجدنا آيات قرآنية تتحدث عن إحياء نبي آخر الناس، وكان المفسرون جميعا قد اتفقوا على تفسيرها بالإحياء الروحاني، فقد حق لنا أن نستهجن تخصيص المسيح بالإحياء المادي! فقد قال الله تعالى بشأن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ" سورة الأنفال (25). فلماذا يعتبرون إحياء المسيح الناصري عليه السلام يختلف عن إحياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ بل إن إحياء سيدنا محمد أقوى وأفضل من إحياء المسيح الناصري عليه السلام الذي خذله حواريوه حين ألقي القبض عليه، بينما قاتل الصحابة عن يمين الرسول صلى الله عليه وسلم وعن يساره، وقالوا له: "لو خضت بنا البحر لخضناه معك".

      والدليل على أن الإحياء الذي يقوم به الأنبياء عليهم السلام هو الإحياء الروحاني قوله تعالى: "إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ" (سورة الروم). ويحسن أن ننقل هنا تفسير الآية كما جاء في التفسير الكبير للخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام، حيث قال: "لقد قال الله تعالى مـن قبـل لرسوله: "إِنَّكَ عَلَى الحَقِّ الْمُبِينِ". أما الآن؛ فيبين أن من الناس من ينكر الحق مهما كان واضحًا بينا، فكون هذا القرآن "الحَقِّ الْمُبِينِ". لا يعني بالضرورة أن الجميع سيقبلونه: "إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوتى". أي لن تستطيع أن تسمع الذين قد ماتت قلوبهم، وخلت من خشية الله ومحبته. "ولا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ". ولن تستطيع أن تُسمع الذين لا يقدرون على سماع شيء، ولا سبيل لهدايتهم، خاصةً إذا ما ولوا مدبرين عمن يكلمهم، إذ لا يعودون قادرين على فهم إشارته أيضًا. "وَمَا أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ". أي لا تستطيع أن تنقذ من الضلال من هو أعمى ولا يريد أن يتبع البصيرة، إنما تستطيع أن تُسمع الحق وتشرحه لمن يؤمن بآيات الله، فهؤلاء هم الذين يدخلون في الإسلام في نهاية المطاف." (التفسير الكبير؛ ج7، الآية (82)).

      إذا: يتضح من هذه الآية الكريمة وغيرها من آيات عديدة أن القرآن الكريم يستخدم ألفاظا مثل: "موتى"، "عُمي"، و"صم"؛ للدلالة على "الموت الروحاني" و"العمى الروحاني" و"الصمم الروحاني". والسياق هو الذي يحدد المقصود. ولما كانت مهمة الأنبياء هي إحياء القوم روحانيا، وليس إعادة الموتى من قبورهم، فقد وجب أن نفهم إحياء المسيح الناصري عليه السلام من هذا الباب. 

      إذن؛ ثبت مما تقدم أن الله تعالى نفسه لا يحيي أحدا من الموت قبل يوم القيامة، وثبت أنه هو وحده المحيي، وثبت أن القرآن الكريم قد استخدم لفظ "الموت" بمعنى: "الموت الروحاني"، ومن الثابت أن مهمة الأنبياء - بمن فيهم المسيح الناصري عليهم السلام - إحياء الموتى روحيا.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة: "بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!".

شبهة: " بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!". الرد:       أما أنه لم يسمع بالإمام المهدي عليه السلام إلا القليل، فهذا ليس صحيحا، بل سمعت به الدنيا كلها عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية والصحف والمجلات والكتب التي نصدرها. ثم إن هنالك أناسا في أدغال القارات لم يسمعوا بالإسلام ولا بغيره، فليست العبرة بالذين لا يريدون أن يسمعوا أو لا يمكنهم السماع.        إن جماعتنا لموجودة في البلدان، وهناك من الحكومات والمؤسسات الدينية التي انشغلت بمحاربتها، وبذلت قصارى جهدها من دون جدوى. ثم إن فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يكاد يجهله أحد. فإذا قلت بأن عيسى قد مات، أو قلت بأن الجهاد ليس عدوانا، أو قلت بأن المرتد لا يُقتل، أو قلت بأن تفسير الآية الفلانية كذا وكذا، أو قلت بأن تفسير علامات الساعة كذا وكذا. لقيل لك فورا: أنت أحمدي، أو متأثر بالأحمدية. أفلا يدل هذا على انتشار جماعة المسيح  الموعود عليه السلام؟

شبهة: "لماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟".

  شبهة: "ل ماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟". الرد :       إن سبب الكفر بالأنبياء هو "الكبر" عادة، وليس قلة العلم والمعرفة. وقد قص الله تعالى علينا قصة إبليس  الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين، ولم يقص الله علينا قصة رجل كفر بنبي بسبب  مستواه العلمي أو الثقافي أو المعرفي.  بل يكون العلم أحيانا من مسببات الكبر والغرور، فيصبح حاجزا وعثرة أمام الإيمان.  وهذا ما حصل مع علماء بني إسرائيل الذين كفروا بالمسيح الناصري عليه السلام قبل ألفي سنة، فلم يكن عندهم قلة من العلماء، بل قلة من تقوى الله تعالى وخشيته، كما تكرر معهم حين كفروا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 14  قرنا، ولذلك قال الله تعالى: " أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة الشعراء.   ثم يتكرر الآن.        لقد كان السابقون من المؤمنين من بسطاء الناس وعامتهم وضعفائهم عادةً، وقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة على لسان كفار قوم نوح عليه السلام الذين قالوا له: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَ...

شبهة: "ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من الآيات؟".

  شبهة: " ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من  الآيات؟". الرد :       إن كل لحظة  من حياة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يمكن اعتبارها آية، وذلك نظرا لظروفه الصعبة وصحته ومن ثم النجاحات التي حققها فكيف يمكن لشخص فيه مرضان في قرية نائية أن يضطلع بكل هذه المهام وينجح فيها؟ فالمتدبر لا بد أن يرى بأن هذه المسيرة عبارة عن آيات متسلسلة مستمرة. وهناك العديد من الآيات التي هي سلسلة متصلة من عدد لا ينتهي من الآيات، فمعجزة الطاعون مثلا ليست مجرد آية واحدة، بل هي آية ظلت تتجدد في كل لحظة عبر سنوات متواصلة من نجاة الأحمديين وموت كبار الخصوم، وخصوصا من المباهلين، وكيف أدّى ذلك إلى بيعة أعداد هائلة من طاهر ي الفطرة.