التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "سرق الميرزا عباراته من مقامات الهمذاني والحريري وغيرهما".


شبهة: "سرق الميرزا عباراته من مقامات الهمذاني والحريري وغيرهما".  


الرد:

      لقد اتهم بير مهر علي شاه الغولروي والمولوي محمد حسن الفيضي المسيح عليه السلام بسرقة جُمل مقامات الحريري والهمداني وضمها إلى كتبه، فرد عليهما بما تعريبه: "كل ما أدعيه هو أنني قد أوتيتُ معجزة القدرة على الإنشاء بالعربية تأييدًا من عند الله تعالى، لكي نكشف للدنيا معارف القرآن وحقائقه بهذا الأسلوب أيضًا، ولكي نسخر ذلك الاحتراف البلاغي الذي كان قد راج في الإسلام بشكل خاطئ مشين، ونجعله خادمًا لكلام الله العزيز. فما الجدوى من إنكار هذه الدعوى ما لم يكتبوا بمثل ما كتبناه. أما مجرد الطعن؛ فلم يسلم منه حتى القرآن الكريم، فقد اتهم بعض الأشرار الخبثاء بأن مضامينه مسروقة من التوراة والإنجيل. كما يزعم اليهود عن الإنجيل بأن فيه عبارات مسروقة حرفا حرفًا من التلمود؛ فقد ألف يهودي في الآونة الأخيرة كتابًا - وهو في حوزتي الآن – قدم فيه عبارات كثيرة من التلمود، وردت أيضا في الإنجيل دون أي تغيير أو تعديل. وهي ليست بضع جمل أو فقرات، بل إنها تشكل جزءا كبيرًا من الإنجيل، وهي هي كما وردت في التلمود. كما ألف مؤخرًا شخص آخر كتابًا يريد أن يثبت فيه أن "سفر التكوين" - الذي يعتبر أساسا وأصلاً للفلسفة التوراتية – قد سُرق من مصدر آخر كان موجودًا في زمن موسى. فكأن كلاً من موسى وعيسى عليهما السلام كان سارقا في نظر هؤلاء! هذا فيما يتعلق بالشكوك التي أثاروها ضد الأنبياء عليهم السلام. أما الأدباء والشعراء؛ فقد تعرضوا أيضا إلى تهم مخجلة للغاية. فهذا هو المتنبي الشاعر الشهير. لقد زعم شخص أنه قد أثبت أن كل بيت في ديوان المتنبي مسروق من الشعراء الآخرين. وبالاختصار؛ لم يسلم أحد من تهمة السرقة، لا الأسفار الإلهية ولا المؤلفات البشرية. والأمر الذي يتطلب بحثا وتنقيحًا الآن هو: هل لمزاعمهم هذه حظ من الصدق والصحة حقا؟ إنما جوابه أنه فيما يخص عباد الله الذين يتلقون منه الوحي والإلهام؛ فإن زرع هذه الشكوك في القلوب حول وحيهم كفر بواح ودأب الملعونين. إذ ليس بعار على الله عز وجل أن يُلقي في قلوب عباده الملهمين عباراتٍ وجُملا من الكتب السابقة، بل هكذا جرت سنة الله منذ القدم. أما ظاهرة ورود عبارات أو أبيات للأدباء والشعراء القدامى - بعينها أو بشيء من التغير - في كتب المتأخرين، فلا يمكن لنا إلا أن نسميها تواردًا محضا، كما تؤكد لنا التجربة الكاملة. ذلك أن الذين قد خلفوا آلافا من الصفحات من كتاباتهم البليغة؛ من الظلم أن ننكر بعد ذلك كفاءاتهم الثابتة لمجرد ورود بضع جمل أو فقرات في كتبهم توجد عينها أو مثلها في مصدر آخر أيضا. إذن فحري بهؤلاء القوم أن ينظروا في قضيتي بعين الإنصاف، لقد كتب وطبع من مصنفاتي بلسان عربي فصيح بليغ حتى الآن اثنان وعشرون كتابًا مقرونة بالتحدي، بالإضافة إلى الإعلانات المختلفة ... (بعد ذلك يذكر حضرته أسماء الكتب المشار إليها ويستأنف قائلا)... فكيف يمكن لإنسان أن يُعد كل هذه الكتب العربية التي تفيض بدقائق المعاني وشتى المعارف والحكم بدون أن يعطى بسطة كاملة في العلم؟ هل أعد كل هذه الكتب العلمية مما سرقه من مقامات الحريري والهمذاني؟ ومتى تتوفر في مقاماتهما ما ذكره في كتبه من معارف الدين ودقائق القرآن التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى؟ هل من الإنسانية أن يتكلموا بهذه الوقاحة؟ لو كان عندهم ذرة من الحياء لآثروا الموت على الحياة، لأن الذي رموه بالبلادة والجهل التام بالعربية؛ استطاع أن يكتب هذا الكم الهائل من الكتب بلسان عربي مبين. ولكنهم - مع كفاءاتهم الهائلة التي يدعون بها - عجزوا عن أن يأتوا بشيء من مثله، وذلك بالرغم من أنه لا يزال يتحداهم باستمرار، ومنذ ما يقـرب مـن عـشـر سنوات، بأن يؤلّفوا ولو كتابًا واحدًا من مثله. لكن غاية ما فعلوه هو أنهم ما برحوا يرددون: "لو شئنا لقلنا مثل هذا"، كما فعل الكفار من مكة !! ... لو كان بإمكان الإنسان أن يؤلف كتبا مليئة بآلاف المعارف والحقائق بمجرد سرقة عبارات من الروايات الخيالية، فمن ذا الذي منعكم طوال هذه الفترة من اللجوء إلى هذا الأمر؟ ألا تجدون مثل هذه الكتب في الأسواق حتى تسرقوا الجمل منها؟ لماذا لزمتم الصمت على اللعنات التي دعونا بها عليكم في حالة عدم قبولكم التحدي؟ ولماذا فقدتم القدرة على كتابة التفسير بلغة عربية فصيحة بليغة ولو لسورة واحدة، حتى تطلع الدنيا على مبلغ علمكم بالعربية. لو كانت نيتكم حسنة لجلستم حذائي في أحد المجالس لكتابة التفسير ، لكي يَسْوَدَّ في الحال وجه الكاذب العديم الحياء، لا بأس، فليست كل الدنيا بعمياء، بل لا يزال فيها أولو الألباب. لقد أعلنا مرارًا وتكرارًا أن تعالوا نبارز في تأليف كتيب بالعربية، ثم نحتكم إلى علماء العربية، فلو ثبت أن كتيبكم هو الأفصح والأبلغ فإن دعواي ستعتبر باطلة تماما. وها إني أقر وأعترف الآن أيضا أنكم لو نازلتموني في ميدان كتابة التفسير بالعربية، ثم ثبت أن تفسيركم هو الأفضل والأعلى لفظا ومعنى، فسوف أعطيكم خمس روبيات على كل غلطة تعثرون عليها في تفسيري. فالأولى بكم - قبل أن تطيلوا علي ألسنتكم بالمطاعن التافهة هكذا - أن تثبتوا علو كعبكم في العربية بكتابة التفسير العربي. ذلك أن الذي لا يكون ضليعا بفن من الفنون؛ فإن طعنه على رجالات ذلك الفن لا يستحق الاعتبار أبدا...".

      ثم يشرح حضرته مسألة اقتباس العبارات فيقول: "ويعرف الأدباء أن ورود بضع جمل مقتبسة في كتاب يحوي آلاف الجمل والفقرات لا يقدح في قوته البلاغية أبدا، بل إن مثل هذا الاقتباس يزيده قوةً وبلاغة. انظروا إلى التوارد المتواجد في شطر بيت واحد لدى اثنين من أصحاب المعلقات السبع،

حيث يقول أحدهما: يقولون لا تملك أسى وتجمل.

- بينما يقول الآخر: يقولون لا تَهَلك أسى وتَجلَّدِ.

      فبالله، أخبروني الآن أيهما سارق؟ (علما أن صاحب المعلقة الأولى هو امرؤ القيس، والثانية لطرفة بن العبد)".

      ويتابع حضرته فيقول: "إن الجاهل لو سمح له أن يكتب ولو بسرقة من كلام الآخرين؛ فلن يقدر على كتابة شيء، لأنه أصلا محروم من المقدرة الأساسية. أما الموهوب القادر على الكتابة المسترسلة دون أية صعوبة؛ إذا بين المواضيع العلمية الحكيمة والمعارف والحقائق دونمـا عـائق وفي عبارة بليغة مليحة، فلا بد من اعتبار كلامه أمرًا معجزا دونما شك." (نزول المسيح، ص 59، 60).

      لا شك أن ما اقترحه المسيح الموعود عليه السلام على معارضيه من أن يجلسوا حذاءه لكتابة التفسير باللغة العربية، لأمر يبطل كل ما رموه به من تهم وطعن. إذ لو كان لها في الواقع جاهلا بالعربية كما يدعون، أو أن آخرين يكتبونها وينشرونها باسمه؛ لما قدر على الجلوس حذاءهم في حشد من الناس لكتابة تفسير يحتوي على شتى المعارف والحقائق المبتكرة بلسان عربي مبين. وبالتالي؛ لانكشف على الناس بكل سهولة صدقُ ما يقوله المشايخ ضده. ولكن انحرافهم عن سلوك هذا الطريق البسيط السهل، وعدم قبولهم هذا التحدي بشتى الأعذار في كل مرة؛ يدل دلالة واضحة على أن كل ما ساقوه ضده من اعتراضات وتهم كان سخفًا على سخف وكذبًا في كذب. كما يؤكد هذا أن الله تعالى هو الذي وهب المسيح الموعود عليه السلام بسطةً في علم اللغة العربية بشكل خارق، ومن أجل ذلك؛ لم يجرؤ معارضوه على قبول التحدي الصادر منه عليه السلام.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك