شبهة: "الميرزا ليس من نسل فاطمة، ولم يبايع بين الركن والمقام، ولم يخسف بالجيش الذي يأتي لقتاله".
الرد :
إن البحث عن صدق الإمام المهدي عليه السلام لا يتم من خلال أخبار ظنية طالما اختلف أهل الحديث بين قائلين بصحتها وبضعفها. ولا بين مختلفين في تفسيرها في حالة صحتها.
نقول للمحتجين بهذه الأحاديث قولا مُجملا؛ عليكم أن تحتموا بمسألة الإيمان بالمسيح الموعود أكثر من الاهتمام بمسألة الإيمان بالمهدي المعهود، رغم أنهما صفتان لشخص واحد عندنا. والسبب في ذلك أن الروايات المتعلقة بنزول المسيح الموعود لا خلاف في صحتها، وذلك لتواترها. أما أخبار المهدي؛ فهي كثيرة التعارض فيما بينها. فمن ناحية النسب؛ يقال في بعض الأحاديث بأنه من نسل فاطمة، وفي أحاديث أخرى بأنه من نسل العباس، وحديث البخاري المتعلق بسورة الجمعة؛ يذكر أنه لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجل أو رجال من فارس، أي أنه يشير إلى أن الإمام المهدي سيكون فارسيا.
وأما قضية "الركن والمقام"؛ فيمكن فهمها بأكثر من طريقة، والخسف بالجيش يمكن أن يتحقق مستقبلا، ويمكن أن لا يكون الحديث صحيحا، ويمكن أن يختلف في تفسيره ...
التفاصيل قد لا تُجدي في هذه المسائل، بل الأصل أن يأخذ المسلم بالقطعي، ويجعله حاكما على الظني.. أقصد أنه ما دامت وفاة المسيح الناصري عليه السلام قد ثبتت، وما دام النبي صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن نزوله، وما دامت الظروف والنبوءات المتعلقة بنزوله قد تحققت، وما دام أن هناك شخصا قد أعلن أنه هو المقصود بالمسيح الموعود، وما دام صدقه معروفا للناس في زمانه وبلده، ومع وجود عشرات الأدلة التي تبين صدق دعواه؛ فما الذي نطلبه أكثر من ذلك؟ ولماذا يلجأ الناس إلى روايـات هـم يختلفون في صحتها وفي تفسيرها؟ هذا ليس سبيل المؤمنين.
نقول لمن يُكثر الاهتمام بتطبيق روايات ضعيفة بحرفيتها: ألم يكفكم صدق المسيح الموعود عليه السلام؟ ألم تكفكم تجديداته في الدين؟ ألم تكفكم آيات الله التي تحققت على يديه؟ ألم يكفكم أن الله ينصره وجماعته باستمرار، وأنتم كل يوم في شقاق؟ أيقبل الله أن يتحدث أحد باسمه عشرات السنين، ثم تقوم من بعده جماعة تزدهر دوما؟ ألم تكفكم آيات الخسوف والكسوف؟ ولا آية تعلم اللغة العربية؟ ولا الخطبة الإلهامية باللغة العربية الفصيحة؟ ولا نجاته وجماعته من الطاعون بعد تحقق النبوءة به رغم الامتناع عن التطعيم؟ ألم يكفكم تنزيهه آي القرآن الكريم عن النسخ والنقصان في زمن كان التقليد فيه مقدسا ولا زال؟ ألم يكفكم تفسيره العظيم للجهاد؟ ألم تكفكم كتبه التي تغرس الروحانية والأخلاق العظيمة غرسا؟ فلماذا تكذبونه!؟ ولماذا تظنون ظن السوء!؟ فلتتقوا الله، ولا تقلدوا اليهود في مواجهة مسيحهم قبل ألفي سنة.
تعليقات
إرسال تعليق