التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "مدح الميرزا الحكومة الإنجليزية؛ مما يدل على عمالته وكونه غراسهم".


شبهة: "مدح الميرزا الحكومة الإنجليزية؛ مما يدل على عمالته وكونه غراسهم". 






* تعاسة المسلمين أيام حكم السيخ:

أولا وقبل كل شيء، أود أن أقول: لا شك في أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام قد مدح الإنجليز، وليس مرة واحدة، وإنمـا عـدة مرات. ولكنه في كل مرة وفي كل مكان، صرّح أن ذلك يرجع إلى أنه في أيام حكم السيخ؛ كان المسلمون - وبالخاصة القاطنين منهم في منطقـــة فنجاب - يعيشون في تعاسة شديدة وحالة يرثى لها. كانوا محرومين مـــن جميع حقوقهم الإنسانية والأساسية، واضطهدهم السيخ اضطهادا لم يسبق له نظير في أي مكان آخر. فجاء الحكام الإنجليز، وأنقذوهم من أتــون الاضطهاد، ومنحوهم حقوقهم كلها. هذا هو السبب الذي دفعني لمدح الحكام الإنجليز. ومدحُ المحسن ليس من سنة الأنبياء عليهم السلام فحسب، وإنما هو أيضا من مقتضى المروءة والإنسانية، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!

      ولقد أكد قول الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام المحققون الهندوس أيضا الذين ربطتهم بالسيخ عندئذ علاقات صداقة حميمة. وقد اخترت مقتبسين اثنين لقراءتهما على مسامعكم بهذه المناسبة، أحدهما لغير مسلم، والآخر لأحد المسلمين غير الأحمديين. وكلاهما يوضح الحالة التعيسة للمسلمين في ظل حكم السيخ، وكيف أن الإنجليز جاءوا وأنقذوهم من مصائبهم:

- يقول السيد "تلسي رام" أحد علماء الهندوس: "في بداية حكمهم؛ كان شغل السيخ الشاغل: قطع الطرق والقتل والنهب وتقسيم الغنائم فيما بينهم. وكانوا يبغضون المسلمين بغضــا شديدًا؛ حتى إنهم كانوا لا يسمحون لهم برفع الأذان للصلاة. كانوا يستولون على مساجدهم، ويقرؤون فيها "جرنث" (كتابهم المقدس). ويسمون هذا العمل: حلقة الموت، وكانوا مدمني الخمر...." (شير فنجـــاب، لتلسي رام طبعة ۱۸۷۲م).

      هذا هو حكم السيخ الذي نَجَّى منه الإنجليز المسلمين. وهناك أحداث مروعة للغاية؛ سوف تجدونها مفصلة في عدة كتب التاريخ. 

- ذكر السيد محمد جعفر التهانيسري في كتابه "سوانح أحمدي" حكاية بلسان حضرة سيد أحمد البريلوي رحمه الله تعالى (مجدد القرن الثالث عشر) يقول: "أثناء سفرنا في منطقة فنجاب، وردنا على بئر لشرب الماء، فوجدنا عندها بعض نساء السيخ يستسقين. ولما كنا لا نعرف لغة تلك المنطقة؛ أشرنا إليهن بأيدينا أننا عطاشى ونريد الماء. فنظرن فيما حولهن، وقلن لنا باللغة الأفغانية: إننا مسلمات، ومن أولاد المسلمين الأفغان القاطنين في المنطقة الفلانية والقرية الفلانية، وهؤلاء السيخ قد اختطفونا من هناك." (سوانح أحمدي ص ٢٤).

- هذا، وقد ذكرت دائرة المعارف (Encyclopedia of Sikh Literature) تفاصيل الاضطهادات المروعة التي وقعت من السيخ على المسلمين؛ كتعرض المسلمات بكثرة للاختطاف والاغتصاب، وهــدم المساجد وتحويلها إلى مرابط للحمير، والقتل العام للمسلمين، وخاصة قتلهم بسبب رفع الأذان للصلاة، وغيرها من الأمور.







* السيخ يضحكون:

      تلك هي الفترة التي حَرَمَ فيها السيخ المسلمين من كل حق إنساني. أما الحرمان من رفع الأذان للصلاة، فلم يعد من أحاديث الماضي، وإنما يوجد أيضا أناس يتضايقون من صوت الأذان ويمنعون المسلمين الأحمديين اليوم من رفعه في باكستان. ولقد نشرت إحدى جرائد السيخ بالهند مؤخرا رسالة لأحد قرائها يقول: "لقد فرحنا جدا بسماع هذا الخبر، إذ كـــان المسلمون في الماضي يسخرون منا قائلين: أنتم قوم جاهلون، حيث كنتم تظنون في يوم من الأيام أن صوت آذاننا نحن المسلمين ينجسكم، فمنعتمونا قسرًا من رفع الأذان. فما أسعدنا اليوم إذ نرى المسلمين قــد منعوا إخوانهم المسلمين من رفعه، فاليوم لم تبق علينا أية تهمة، وإنما ثبتت براءتنا.".

      وأحداث كهذه تقع في تاريخ الأمم دائما، فكلما يكثر الجهل تكثر هذه الممارسات. لذا لسنا هنا لنؤكد بأن السيخ كانوا على خطأ، وإنمـــا نتساءل: الشعب الذي أنقذ المسلمين من هذا المأزق، إذا لم نشكره ولم نمدحه على صنيعه هذا. فماذا تعني المروءة والإنسانية إذن؟








* السبب الحقيقي لمدح الإنجليز:

      إذا قرأنا ما كتبه سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام يتضح تماما أنه لم يمدح أحدًا للمداهنة، وإنما مدحهم اعترافا بالحقيقة وإيمانا منه بأن شكر صانع الجميل أدب إسلامي؛ يقول حضرته: "اسمعوا أيها الأغبياء! إنني لا أداهن هذه الحكومة أبدا، وإنمـا الأمــر الواقع بأن أية حكومة لا تعتدي على دين الإسلام، ولا تمنعنا من أداء الشعائر الإسلامية، ولا تشهر السيف في وجوهنا لنشر دينها؛ فإن القرآن الشريف يحرّم علينا أن نحاربها حربًا دينية، لأنها أيضا لا تحاربنا حربًا دينية." (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، ج ۱۹، ص ٧٥ ، الهامش). وأيضا يقول - عليه السلام - : "لم أجد قط في نفسي رغبةً في ذكر هذه الخدمات المتواصلة عنــــد الحكام (أي التي قدمها حضرته عليه السلام، بحثه المسلمين على شكر الإنجليــز وإطاعتهم)؛ لأنني لم أرد أبدًا من أحد جزاءً ولا شكورا. وإنما رأيت إظهار الحق من واجبي." (كتاب البرية الخزائن الروحانية، ج١٣، ص٣٤٠).

      هذا هو موقف سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام. فهلموا نرى موقف هؤلاء الذين يعترضون على حضرته بقولهم: إنه مدح الإنجليز. فهو إذن عميل لهم.





* الشاعر إقبال ومدحه الإنكليز:

      إن أكبر وأهم الشخصيات التي أبدى الحكام الباكستانيون إعجابهم بها في المنشور الحكومي هي شخصية السير العلامة إقبال. تعالوا نرى ماذا كان إقبال يقول ويكتب ويفكر ويشعر نحو الإنجليز عندئذ. 

      عند وفاة الملكة فكتوريا؛ رثاها السير إقبال بمرثية طويلة؛ قال فيهــا مــا تعريبه:

- لقد رفعوا نعش الملكة ...

- قُمْ تعظيما لها يا إقبال، وكُن ترابًا بطريق نعشها.

- أيها الشهر، شكلك مثل شكل شهر محرم.

- ولا بأس لو سميناك أنت الآخر محرَّمًا.


      يعني إقبال: لا عجب لو أطلقنا على هذا الشهر الذي توفيت فيه الملكة إسم "محرم"، إذ أن حادث وفاة الملكة في الواقع لا يختلف كثيرًا عن الحادث المروع لسيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه الذي وقع في شهر محرم.

      ويستمر إقبال؛ قائلا: "يقولون: اليوم يوم العيد . فهنيئًا لكم العيد. أما نحن؛ فالموت خير لنا من هذا العيد".


      هذا هو مجاهد الملة الإسلامية، - حسب قولهم - السير محمد إقبال؛ الذي يُعتبر من أكبر معاندي الأحمدية، وأول الطاعنين في سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام بأنه قد مدح الإنجليز؛ لذلك فلا شك أنه غراسهم!!


      ومما يطعن به الأعداء في سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام أنه سمى الإنجليز "ظل الله"، مع أن العلامة إقبال قد اعتبر الإنجليز "ظــــل الله" في نفس المرثية، حيث قال ما تعريبه:

- يا بلاد الهند، قد زال عنك ظل الله.

- إذ حُرمت من الملكة التي كانت تواسي وتعطف على أهلك. 

- وهذا البكاء الذي يهتز له عرش الرحمن هو بكاء الناس إياها.

- وهذه الجنازة هي جنازة الملكة التي كانت زينة لك، يا بلاد الهند. 

(باقيات إقبال، تأليف السيد عبد الواحد المعيني، ص ٧٣، ٧٦، ٨١، ٩٠).









* فتاوى علماء أهل الحديث بوجوب طاعة حكم الإنكليز:

      تعتبر فرقة أهل الحديث (الديوبنديون) اليوم من أكبر المعاندين الإسلامية الأحمدية، والواقع أنها بمثابة اليد اليمني للحكومة الباكستانية الحالية. يقول أكبر علمائها العظام شمس العلماء المولوي نذير أحمــد الدهلوي، عن الإنجليز: "من مصلحة الهند كلها أن يحكمها حاكم أجنبي، لا هو هندوسي، ولا مسلم. وإنما يجب أن يكون من أحد سلاطين الغرب، (أقول: إنه لا يخص الإنجليز فقط، وإنما يقول أي واحد من أهل الغرب). ومن عناية الله العظمى أن الإنجليز تولُّوا الحكم." (مجموعة محاضرات مولانا نذير أحمد الدهلوي، ص ٤ - ٥). ثم يقول: "هل هذه الحكومة قاسية ومتشددة؟ كلا، ثم كلا، بل هي أكثر عطفا وحنانًا من الوالدين" (المرجع السابق ص ١٩). ويستمر قائلا: "كنت أنظر، بمنظار معلوماتي، إلى ولاة الهند عندئذ. كما كنت أجول بفكري في بورما ونيبال وأفغانستان، بل في فارس ومصر والعرب، فلم أجد في كل هذه البلاد من أقصاها إلى أقصاها أحدًا أسلم إليه حكم الهند (أي في خياله)، وما رأيت فيمن يريدون السيطرة على الحكم أحدًا أحق من هؤلاء. فقررت عندئذ أن الإنجليز هم أحق وأولى بحكم الهند، ويجب يستمر الحكم فيهم." (المرجع السابق ص ٢٦). 

      كما يوضح السيد شورش الكاشميري، وهو أحد الأحراريين الذين هم أشد الناس عداوة للجماعة الإسلامية الأحمدية، وهـو مــدير مجلــة "جتان": "وكان الكاتب الشهير ديبتي نذير أحمد من بين الذين قالوا في تلــك الفترة المشحونة بالأحداث الخطيرة، بنسخ الجهاد، واعتبروا الإنجليز أولي الأمر، مؤوّلين قول الله تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" (كتاب "عطاء الله شاه البخاري"، ص 135).






* البطالوي - رئيس طائفة أهل الحديث - يفتخر بالحكومة الإنجليزية:

      والآن استمعوا ماذا يقول أكبر مشايخ أهل الحديث وأعــــدى أعــــداء سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، وهو المولوي محمــد حســـين البطالوي؛ 

     يقول: "لا شك أن سلطان الروم ملك مسيحي، ولكننا نحن المسلمين لسنا أقل منهم اعتزازاً وافتخارًا بالحكومة البريطانية، نظرًا إلى الأمن العام وحسن النظام بصرف النظر عن الدين. وإن فرقة "أهل الحديث" على الوجه الأخص، تفتخر أمام جميع الدول الإسلامية الحالية، سواء في الروم أو في إيران أو خراسان؛ لما تتمتع به من أمن وحرية من قبل هذه الحكومة." (مجلة إشاعة السنة، المجلد ۱۰، ص ۲۹۲ - ۲۹۳).

هكذا قالوا بالأمس القريب!!

      ويقول أيضا: "نظرًا للأمن والاستقرار والحرية العامة وحسن النظام الذي تتحلى بـه الحكومة البريطانية، فإن فرقة "أهل الحديث" بالهند تعتبرها غنيمة عظيمة، وتفضّل أن تكون من رعاياها بدل أن تكون من رعايا الدول الإسلامية." (المرجع السابق).

       يا سبحان الله! يشيع هؤلاء اليوم بأن الأحمديين لما كانوا يكرهـــــون الدول الإسلامية؛ لذلك ازدهروا تحت الحكم الإنجليزي، وكانوا يتمنـــون دوام هذا الحكم، ولكن انظروا كيف كان آباؤهم يقولون إلى الأمس القريب: نفضل كوننا من رعايا الإنجليز على أن نكون من رعايا الدول الإسلامية !!

      ولاحظوا أنه لا يوجد في هذه الأقوال ما ذكره سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام أن الإنجليز أنقذوا المسلمين من اضطهادات السيخ ومنحوهم الحرية الدينية، لذلك مدحتهم. وإنما كان هؤلاء يفضلون الحكم الإنجليزي على الدول الإسلامية بدون أسباب كهذه، ولا سيما "أهل الحديث" الذين حيثما حلوا وأقاموا سواء في أرض العرب أو الروم، فإنهم لا يريدون أن يكونوا رعايا لأحد سوى الإنجليز.





* الشيعة والروافض راضون بحكم الإنجليز:

      وفيما يتعلق بالشيعة؛ فإنهم أيضا كتبوا وقالوا نفس الأقوال. لقد نُشر نفس القول للعلامة علي الحائري في "الموعظة" : تحريف قرآن، إبريل ۱۹۲۳م ص ٥٧-٥٨.








* المولوي ظفر علي خان يمدح الإنجليز:

      كان المولوي ظفر علي خان لمدة من الزمن يعمل في حزب الأحراريين، ولكنه تركهم فيما بعد، وعَدَّهم من خونة البلد والوطن والإسلام؛ يقول المولوي في جريدته بعد خبرة طويلة: "لا يمكن للمسلمين ولا للحظة واحدة أن يسيئوا الظن بهـذه الحكومة. ولو أن شقيا من المسلمين تجاسر على الخروج على الحكومـــة، فإننا نقول علنًا بأنه ليس مسلمًا." (جريدة "زمیندار" لاهور، عدد ۱۱ نوفمبر ۱۹۱۱م).

      انظروا إلى فتواه، يقول: إن المسلم الذي يخرج على الحكومة الإنجليزية لا يبقى مسلما. 

      ويستمر قائلا: "نحن مستعدون لإراقة دمائنا نظير كل حبة عرق تسقط من جبين ملكنا المعظم ملجأ العالم. وهذا هو حال جميع مسلمي الهند." (المرجع السابق، عدد ۲۳ نوفمبر ۱۹۱۱م).

      أتساءل: هل لتغيير هذه الحالة السائدة؛ غرس الإنجليز غراسه؟

      ثم يقول في إحدى قصائده ما معناه:

" - انحنى رأسي بفرط الاحترام والإجلال كلما سمعتُ ذكر الملك المعظم.

- الجلالة نفسها تعتز به اعتزازاً، لأنه ملك البر والبحر.

- ليتني أحظى بنظرة واحدة من جلالته.". (المرجع السابق عــدد ١٩ أكتوبر ۱۹۱۱م).

      هذه هي سيرتهم، وهذا هو الماضي لهؤلاء الذين يرمون الأحمدية اليوم بعمالة الإنجليز!






نفاق المشايخ:

      هذا، وإن مدح سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام للحكومـــة الإنجليزية؛ راجع إلى حسن خلقه، حيث مدحهم على جميلهم الذي أسدوه إلى المسلمين، بإنقاذهم من مظالم السيخ.

      ليس هذا فحسب، وإنما كانت وراءه أيضا مشاكل خلقهـا أعداؤه. فمن ناحية؛ أثار المشايخ عواطف المسلمين ضد سيدنا المسيح الموعود؛ قائلين بأنه يمدح الإنجليز ويقول بنسخ الجهاد، في حين أنـــه لا بد من محاربة هذه الحكومة للقضاء عليها ومن ناحية أخرى؛ كانوا لا يبرحون يمدحون الإنجليز بالكلمات التي قرأت بعضها على أسماعكم. ومن ناحية ثالثة؛ وَشَوا بحضرته إلى الحكومة الإنجليزي سرا وعلانية بأن هـذا الرجل يشكل خطرًا كبيرًا على حكمكم، فلا تنخدعوا بأقواله، إذ يدعي بكونه مهديَّا. إنه مهدي دموي قام لإبادة مملكتكم كلها!

      أنظروا إلى مدى نفاقهم وظلمهم وكذبهم. فمن جهة يشيعون بــين المسلمين بأن مؤسس الأحمدية عميل الإنجليز، وفي نفس الوقت يبلغــــون الحكومة الإنجليزية بأنه عدو لكم، يريد القضاء عليكم، فاقتلوه.

فقد كتب المولوي محمد حسين البطالوي في مجلته: "ومما يدل على خداعه (يعني سيدنا ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام) أنــــه يؤمن في قلبه بإبادة كل حكومة غير إسلامية، واستباحة أموالها. لذا ينبغي أن لا تنخدع الحكومة منه، بل عليها بالحذر منه، وإلا نخشى أن يُلحق هذا المهدي القادياني بالحكومة من الأضرار ما لم يستطع المهدي السوداني إلحاقه بها." (مجلة إشاعة السنة النبوية، ج٦، ص٤ الهامش).

- ويحذر المنشي محمد عبد الله الإنجليز من حضرته عليه السلام قائلا: "إنه يحض أتباعه على محاربة الحكومة مستشهدًا بالآيات القرآنية." (شهادت قرآني، ص۲۰).

      وبالفعل؛ تأثر الناس جدًا من هذه الدعاية المسعورة الباطلة، وكان من بين المتأثرين محرر جريدة (Civil & Military Gazette)، الصادرة في لاهور في تلك الأيام، وكانت جريدة قيمة استمرت في الصدور لمدة طويلة. فكتب في إحدى افتتاحياتها مقالا أثار فيه الحكام الإنجليز ضد سيدنا الإمام المهدي والمسيح والموعود عليه السلام، محذراً إياهم بأنه رجل خطير جدا، ويجب ألا يغتروا ببياناته وأقواله الداعية إلى الصلح والوئام، وإلا فسوف يقضي على حكومتهم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك