التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "إعترف الميرزا؛ بأنه قضى معظم عمره في تأييد الإنجليز، وجوب طاعتهم، منع جهادهم، وأنه غراسهم".

شبهة: "إعترف الميرزا؛ بأنه قضى معظم عمره في تأييد الإنجليز، وجوب طاعتهم، منع جهادهم، وأنه غراسهم".


 


الرد:

      يقول المسيح الموعود عليه السلام: "يا أولاد المسلمين، أي ذنب اقترفته في حقكم حتى شمرتم عن سواعدكم لإيذائي بشتى الطرق؟ إن مشايخكم يخطبون في الناس في كل حين وآن أن هذا الشخص كافر وملحد ودجال، وإنه يمتدح حكومة الإنجليز أكثر من اللازم، وهو عدو للسلطنة العثمانية. أما الذين يعملون منهم في الدوائر الرسمية فهم يحاولون أن يصوّروني متمردا باغيا على هذه الحكومة المحسنة؛ ذلك أنني كثيرا ما أسمع أنهم يحاولون إبلاغ الحكومة عني أخبارا لا تمت إلى الحقيقة بصلة، بينما أنتم تعرفون جيدا أنني لست رجلا ذا طبع متمرد، ولقد قضيت معظم عمري في تأييد هذه الحكومة الإنجليزية ونصرتها، ولقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو تم جمعه لملأ خمسين خزانة. لقد أوصلتُ هذه الكتب كلها إلى الدول العربية ومصر والشام وكابول وتركيا، وسعيت جاهدا أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة، وأن تتلاشى من قلوبهم الروايات الباطلة المتعلقة بالمهدي والمسيح الدمويين، والقضايا المتعلقة بالجهاد الباعثة على الغليان، والتي تفسد قلوب الحمقى. فكيف يمكن بعد هذا كله أن أكون خائنا للحكومة أو أن أنشر في جماعتي المكائد والمخططات الباعثة على التمرد ضدها؟ ..... لا يمكن أن تصبح قلوب المسلمين صافية نقية ما لم يعتقدوا أن الأحاديث المتعلقة بالمهدي والمسيح الدمويين كلها قصص وأساطير." (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية؛ ج15، ص155). 

       فهذا هو سياق هذه العبارة. إنها الوشايات المتكررة ضد المسيح الموعود عليه السلام هي التي دفعته إلى ذكر هذا الأمر، وفيما يلي شيء من أقوالهم:

- قال القسيس مارتن كلارك في المحكمة: "إن مؤسس الجماعة الأحمدية خطير للحكومة الإنجليزية.".

- أما القس "عماد الدين" المرتد عن الإسلام، فقد أبلغ الحكومة الإنجليزية وشايات شديدة ضد المسيح الموعود عليه السلام؛ حتى اضطر حضرته إلى تأليف كتاب باللغة العربية بعنوان: "نور الحق". وذلك لتبرئة ساحته من هذه التهمة.

- أما الشيخ محمد حسين البطالوي؛ الذي كان من أكثر الناس احتراما عند أعداء الأحمدية، فقد كتب في مجلته "إشاعة السنة"، في الجزء 16، لعام 1310هـ الموافق 1893ميلادي، إلى الحكومة الإنجليزية عن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية: " ...والدليل على خداعه (أي المسيح الموعود عليه السلام) أنه يستبيح في قلبه سلب أموال الحكومة غير المسلمة، ويستحل قتل أفرادها ... لذلك فلا يليق بالحكومة أن تثق به أو تعتمد عليه، بل عليها أن تحذر منه الحذر كله، إذ من المحتمل أن يُصيبها من هذا المهدي القادياني ضرر أفدح وأكبر مما أصابها من المهدي السوداني ... ". ثم كتب نفس الشيخ مخاطبا المسيح الموعود عليه السلام: "... وكيف يطمئن إليك قلب الحكومة؟ ولهذا السبب نفسه، لم أزل أوعز إليها بأنك رجل خطير لا يؤمن جانبه، وعلى الحكومة ألا تأمن غوائله، وإنه لا يستحق التقريظ الذي سبق أن اختصصته به فيما مضى، لأنه قد تغيّر عما كان عليه، فليس هو بميرزا غلام أحمد الذي كنت قد طمأنت الحكومة عنه". 

       إذا؛ بسبب كل هذه الافتراءات والوشايات والشكايات إلى الحكومة والاتهامات الباطلة؛ كان حضرته عليه السلام يضطر للكتابة من حين لحين في هذا الموضوع، ويشرح موقفه للحكومة، ويبين مبادئه ومعتقداته في هذا الشأن.

      لقد كان بعض الإنجليز يكرهون مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية بسبب دفاعه المجيد عن الإسلام، ولهجومه الشديد على العقائد المسيحية الباطلة، ورده على المبشرين والقساوسة المسيحيين، وتفنيده الاتهاماتهم الباطلة للإسلام، وكانت شرطتهم تراقبه وتتبع أنشطته هو وجماعته. ومثال ذلك: بعد المناظرة التي جرت بينه عليه السلام وبين المتنصر عبد الله آتهم، وحيث كان عليه السلام قد ناشد الزعيم المسيحي المذكور بالأيمان المغلظة أن يذكر ما إذا كان الخوف من العقاب الإلهي هو الذي جعله يتوب ويرتدع ويمتنع عن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن التفوه بأي كلمة ضده صلى الله عليه وسلم، وما إذا كان قد بدل رأيه في الإسلام عما كان عليه من قبل المناظرة ... ولكن عبد الله آتهم هذا لم يحلف رغم الإلحاح والحث والتشجيع بالمنح المالية، فأعلن مؤسس الجماعة أن العقاب الإلهي سوف ينزل به لأنه تعمد إخفاء الحقيقة. وردا على ذلك، وفي تلك الآونة، فإن جريدة Civil And Military Gazette- وهي جريدة يومية وشبه رسمية ومن كبريات الجرائد التي تصدر باللغة الإنكليزية، وكانت تعتبر إذ ذاك لسان حال الإنكليز الوحيد وترجمانهم السياسي في البنجاب؛ كتبت مقالا طويلا تحت عنوان: "مهووس ديني مخيف"، وقالت فيه: "إن في البنجاب مهووسا دينيا مخيفا ومشهورا، لعله يقيم الآن في مقاطعة كورداسبور، وهو يعتبر نفسه مسلما، ويزعم أنه هو المسيح الموعود ... وإن هذا المتطرف المهووس بدينه؛ تحت رقابة الشرطة اليوم ... إن الشيخ القادياني لم يزل تحت أنظارنا منذ أعوام، وإنا لنؤيد الرأي المذكور آنفا استنادا لمعلوماتنا الذاتية عن شخصيته وأعماله. إنه - كما نرى - يزداد قوة وتمكنا يوما بعد يوم، وقد يضطرنا في المستقبل القريب إلى الالتفات إليه بأكثر اهتمام." (العدد الصادر في 24 أكتوبر 1894 ميلادي). ونتيجة لمثل هذه الوشايات؛ فقد داهمت الشرطة مرة بيت المسيح الموعود عليه السلام في قضية ليكرهام الهندوسي. 

      إن القضية لم تكن نهيا عن الجهاد الحقيقي الذي طالما حض عليه الإمام المهدي عليه السلام وجماعته، بل نهى عليه السلام عن الجهاد المزيف المكذوب، ونهى عن الكذب والنفاق. ويحسن في هذا السياق؛ قراءة ما جاء في مقدمة كتاب المسيح الناصري في (الهند) للإمام المهدي عليه السلام، حيث يقول: "هدفي من تأليف هذا الكتاب؛ هو أن أرد على تلك الأفكار الخاطئة والخطيرة التي هي متفشية في معظم فرق المسلمين والمسيحيين حول أوائل حياة المسيح وأواخرها؛ وذلك ببيان الحوادث الصحيحة والشواهد التاريخية الكاملة المحققة بمنتهى الدقة، بالإضافة إلى الوثائق الأجنبية القديمة. أعني أن أرد على تلك الأفكار التي من شأن نتائجها المروعة أن تقدم بناء التوحيد الإلهي؛ وليس ذلك فحسب، بل مازال تأثيرها السيئ والسالم جدا ملحوظا في الحالة الخلقية للمسلمين في هذه البلاد. وبسبب الاعتقاد بهذه الأساطير الخرافية والقصص الواهية؛ فإن كثيرا من الأمراض الروحانية، كسوء الخلق وسوء الظن وقسوة القلب والجفاء، لآخذة في الانتشار في معظم فرق الإسلام. بينما أخذت الصفات الإنسانية النبيلة؛ كالمؤاساة والتراحم والإنصاف والتواضع، تتلاشى فيهم يوما بعد يوم، بحيث أوشكت أن تغادرهم نهائيا. وبسبب هذه القسوة والانحراف الخلقي؛ نجد أن كثيرا من المسلمين وكأنهم لا يختلفون عن السباع إلا قليلاً ... ففي حين؛ نرى أحدًا من أتباع الجينية أو أتباع البوذية يتجنب حتى قتل بعوضة أو برغوث، نجد معظم المسلمين مع الأسف الشديد لا يخشون عند سفك دم بغير حق أو إزهاق نفس بريئة؛ أخذ ذلك العزيز المقتدر الذي اعتبر نفس الإنسان أغلى بكثير من سائر حيوانات الأرض. فما هو سبب هذه القسوة والهمجية والغلظة يا تُرى؟! إنما السبب هو أن مثل هذه القصص الخرافية والنظريات الخاطئة حول الجهاد؛ تُصب في مسامعهم، وترسخ في قلوبهم منذ طفولتهم. الأمر الذي يجرفهم شيئًا فشيئًا إلى الإنهيار الخلقي، حتى إن قلوبهم لم تعد تشعر ببشاعة هذه الأعمال المنكرة. بل إن الذي يقتل شخصا بريئًا على حين غفلة منه، دافعًا أهله وعياله إلى هوة الويل والهلاك؛ يحسب أنه قد أتى عملاً عظيمًا يُثاب عليه، بل يظن أنه قد أحرز مفخرة عظيمة لقومه! وبما أن المواعظ الرادعة عن هذه السيئات لا تلقى في بلادنا، وإن حصل منها شيء، فإنما يكون من باب المصادفة، فلذا نجد أفكار عامة الناس مائلة إلى هذه الأعمال المثيرة للفتن ميلاً شديدًا. وقد سبق أن ألفتُ شفقة على قومي كتبا عديدة باللغات؛ الأردية والعربية والفارسية. صرحت فيها بأن فكرة الجهاد (العدواني) لدى المسلمين اليوم، وانتظارهم لإمام سفاك للدماء، وبُغْضَهم للأمم الأخرى؛ كل ذلك ليس إلا بسبب خطأ وقع فيه بعض العلماء قليلي الفهم. أما الإسلام فلا يأذن برفع السيف إلا في حرب دفاعية، أو في محاربة الظالمين المعتدين عقابًا لهم، أو في الحرب التي تُشَنُ حفاظا على الحريات المشروعة. والحروب الدفاعية إنما هي تلك التي يلجأ إليها لردّ عدوان العدو الذي يهدد حياة الناس. هذه هي الأنواع الثلاثة للجهاد المشروع. وإلا؛ فإن الإسلام لا يُجيز شن الحرب لنشر الدين، بأية صورة كانت. وخلاصة القول إنني قد وزّعتُ كثيرا من الكتب بهذا الموضوع، ببذل أموال كثيرة في هذه البلاد وفي بلاد العرب والشام وخراسان وغيرها. وبفضل الله تعالى؛ قد وجدتُ الآن لاستئصال مثل هذه العقائد الباطلة الزائفة من القلوب أدلة قوية وشواهد بينةً وقرائن يقينية وشهادات تاريخية، تُبشرني أشعة صدقها بأن انتشارها سوف يؤدي عن قريب إلى تغيّر مدهش في قلوب المسلمين ضد هذه العقائد الباطلة. وهناك أمل قوي أنه بعد تفهم هذه الحقائق؛ سوف تنفجر من قلوب أبناء الإسلام السعداء عيون باهرة الجمال عذبة المياه من الحلم والتواضع والرأفة، وإن تغيرهم الروحاني هذا سوف يجلب لهذه البلاد سعادة وبركة كبيرتين. وكذلك؛ فإنني على يقين بأن علماء المسيحية وغيرهم الذين يتطلعون إلى الحق ويتعطشون له، سيستفيدون جميعهم أيضا من كتابي هذا. .... ومن السهل جدا أن يدرك كل عاقل أن مثل هذه العقيدة مدعاة لطعن شديد؛ أعني أن نكره الشعوب الأخرى على قبول الإسلام، وإلا؛ فمصيرهم القتل. إن الضمير الإنساني ليدرك بسهولة أن إجبار إنسان وإكراهه على قبول عقيدة ما بتهديده بالقتل، قبل أن يعي حقيقتها، ويتبين تعاليمها الخيّرة، ويطلع على مزاياها الحسنة؛ لهو أسلوب مستنكر للغاية. وكيف يمكن لدين أن يزدهر بهذا الأسلوب؟ بل على العكس، فهو سيعرضه للانتقاد من قبل كل معارض. وإن مثل هذه المبادئ لتؤدي في نهاية المطاف إلى خلو القلوب من مواساة الإنسان نهائيا، كما أنها تقضي على الأخلاق الإنسانية العظيمة كالرحمة والعدل قضاءً تاما، وتحل محلها الضغينة والبغضاء المتزايدتان، وتنمحي الأخلاق الفاضلة، ولا تبقى إلا الهمجية. وحاشا أن تصدر مثل هذه التعاليم الظالمة عن الله الذي لا يؤاخذ أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه. علينا أن نفكر؛ هل من الحق في شيء أن نقتل دون ترو أو تريث شخصا لا يؤمن بدين حق بسبب عدم اطلاعه على دلائل صدقه وسمو تعاليمه ومزاياه؟ كلا، بل إن مثل هذا الشخص أحقُّ بالترحم، وأجدر أن نوضح له بكل رفق ولين صدق ذلك الدين وفضائله ومنافعه الروحية، لا أن نقابل إنكاره بالسيف أو الرصاص. ولذلك؛ فإن عقيدة الجهاد لدى هذه الفرق الإسلامية في عصرنا، بالإضافة إلى زعمهم بأنه يوشك أن يأتي زمان يُبعث فيه مهدي سفاح باسم الإمام محمد، وأن ينزل المسيح من السماء لنصرته، وأنهما سيقومان معا بقتل الشعوب غير المسلمة جمعاء لكفرها بالإسلام، لأمر يُنافي المقتضى الأخلاقي منافاة شديدة. أفلا تعطل هذه العقيدة في أصحابها جميع المواهب الإنسانية الطيبة، وتثير فيهم النزعات الهمجية السبعية، وتجعلهم يعاشرون كل شعب بالنفاق ... " (المسيح الناصري في الهند).

      وغني عن البيان ما ألحقت هذه المفاهيم الخاطئة عن الجهاد من أضرار بالمسلمين، حتى بدءوا اليوم يتراجعون عنها مضطرين بضغط من الغرب بدل أن يتراجعوا عنها من خلال الآيات القرآنية وأسوة النبي صلى الله عليه وسلم، التي تثبت حرمة ما يذهبون إليه من عدوانية وقتل للأبرياء ونفاق وتحايل. وهناك اعتراض مشابه لهذا؛ حيث يتهم البعض المسيح الموعود عليه السلام أنه أعلن بأنه غرسة غرسها الاستعمار بيده، وقد قطعوا عبارة من هذه الفقرة التي يقول فيها عليه السلام: "لقد وصلتني أخبار متتابعة بأن بعض من يعادونني لاختلاف في العقيدة، أو لعداوتهم لأصدقائي، أو لأي سبب آخر؛ يسعون إلى الحكام الكرام ضدي أو ضد أصدقائي بما لا أساس له أصلاً. أخشى أن تنطلي افتراءاتهم ووشاياتهم اليومية على المسؤولين الحكوميين، فيسيئوا بنا الظن. لذا أرجو من الحكومة أن تعامل هذه الأسرة التي اختبرت ولاءها وخدماتها لها لحوالي خمسين عاما متتالية، والتي اعترف الموظفون الحكوميون الكرام في مراسلاتهم لها اعترافًا أكيدًا؛ بأنها أسرة وفية ومخلصة في ولائها. أقول: أرجو من الحكومة أن تعامل هذا الغراس الذي غرسته بيدها، بكل حزم واحتياط وعناية وبعد تحقيق، حتى لا تضيع هذه التضحيات." (كتاب البرية، الخزائن الروحانية؛ ج 13، ص 349-350).

      إذًا، المسيح الموعود عليه السلام ينبه الحكومة حتى لا تنخدع بوشايات الخصوم الذين يتهمونه بالعمل للانقلاب على الحكومة، فهو يؤكد للحكومة أن ذلك مجرد إشاعات كاذبة، وأنه ليس للحكومة أن تنسى ولاء عائلته لها. علما أن هذه العائلة ليست أحمدية، بل كانت من ألد خصوم الجماعة، فأعمام المسيح الموعود عليه السلام الذين كانوا من كبار معارضيه.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك