التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"كشف الستار عن أكاذيب الأشرار":



"كشف الستار عن أكاذيب الأشرار":




      أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد؛ فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم: 

      "بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ * ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ * مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ * إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ * صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ *" (آمين) (سورة الفاتحة).

      "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلهَا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ *" (سورى التوبة).

      إن الدعاية الخطيرة التي تتذرع بها الحكومة الحالية بباكستان ضـد الجماعة الإسلامية الأحمدية لها أشكال متعددة. فمن ناحية؛ هي تمارس ضغطا على المواطنين الأبرياء، وتشترط عليهم - نظير منحها لهم حقوقهم الأساسية، ونجاحهم في قضاء مصالحهم - تكذيب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، محاولة إعطاء تكذيب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام طابع حملة شعبية. غير أن هذه الدعاية ضد الجماعة ليست من تلك الحملات الشعبية التي يقوم بها الشعب برغبة منه، وإنما وراءهـــا قانون يُكره المواطن كرها على اختيار أحد الأمرين: إما تكذيب سيدنا المسيح الموعود عليه السلام، أو الحرمان من حقوقه ومنافعه. حتى إنه لا يحق لأي مواطن هناك ممارسة حقه في التصويت، ما لم يكذب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام. وتوجد أمثلة كثيرة للذين يحتجون علــى هـذا القانون في باكستان، وكذلك بين الباكستانيين المقيمين في الخارج، حيث يقولون علنًا: لا ندري حقيقة الميرزا المحترم؛ إن كان كاذبًا فعليه كذبــــه، أما نحن؛ فلا تحملونا إثْم تكذيبه. ولكن هؤلاء لا يمكن أن ينالوا حقوقهم الأساسية ويحققوا منافعهم الدنيوية إلا بتكذيبه عليه السلام. لذلك؛ فإنهم يقومون بالتوقيع على استمارات تكذيبه عليه السلام.

      وهناك أسلوب آخر تتبعه الحكومة في دعاية التكذيب والتلبيس هذه، وهو حرمان المسلمين الأحمديين من حقوقهم الأساسية، وتعريضهم لأنواع الاضطهاد بمساندة وتأييد الظالمين. فالحكومة تقف وراء مــن ينهبون أموال الأحمديين، وتحمي في ظلها كلَّ من يحاول اغتيالهم. كمــــا تُسقط شهادة الشهود في حقهم، بينما تقبل شهادة الذين يشهدون ضدهم ولو ظلما وزوراً. وهي بالإضافة إلى ذلك؛ تفصلهم عن الوظائف، وتحرم الطلاب المسلمين الأحمديين من حق التعليم، وغيرها من الضغوط والممارسات الكثيرة التي تعاملهم بها الحكومة في حياتهم اليومية، ظنا أنهم سوف يضطرون لترك الأحمدية في نهاية المطاف. ولكن، وكما يعلم العالم كله، وكذلك أهل باكستان الذين بدأوا يعرفون ذلك أكثر فأكثر. فإن الحكام رغم كل هذه الوسائل القمعية؛ قد فشلوا في صد المسلمين الأحمديين عن الأحمدية، فقد نهض هؤلاء بعون الله تعالى أشدَّ إيمانًا وأكثر إخلاصا. لقد اشتدت رغبتهم في التضحيات، وارتفعت معنوياتهم، وتقوت عزائمهم بما لا نجد نظيره من قبل. فالله تعالى بفضله ورحمته قد أحبط محاولة الحكومة تماما في هذه الناحية أيضًا. 

      وأما فيما يتعلق بفشلهم الذريع في محاولتهم الأولى؛ فإن جميع التقارير الواردة من أعضاء الجماعة في باكستان تقول بأن كل مواطن غير أحمدي حينما يوقع على ورقة تكذيب سيدنا الإمام المهدي عليه السلام؛ فإنه يشعر بخوف، ويتساءل: هل تبينتُ أمر هذا الرجل الذي أقدمت على تكذيبه أم لا؟ هل اتخذت هذا القرار بعد التأكد من كذبه، أم وقعت على ورقـــة تكذيبه مكرَها لنيل منفعة دنيوية فحسب؟ 

      هذا الإحساس قد بدأ يتزايد عند عامة الناس هناك في هذه الأيام. وقد أوجد الله تعالى بقدرته وسائل لإيقاظ ضمائرهم لم نستطع إيجادها. فإن عامة الناس لم يكونوا راغبين في التحقق من الأحمدية من قبل، وكان يغلب على معظمهم عدمُ المعرفة، بل الواقع أنه بالرغم من انتماء المسلمين إلى فرق إسلامية مختلفة، فإن عددًا قليلا جدا منهم يعلمون ما هــي عقائدهم؟ وما هو الأساس لنظريتهم الإسلامية؟ وما هي الأعمــــال الــتي يطالبهم الإسلام بالقيام بها؟ فقد كانت هناك حالة غفلة تسود المسلمين المنقسمين إلى مختلف الفرق فيما يظهر. ولما كانوا يجهلون أيضــا أمــر الأحمدية؛ فلم يكن لديهم أية رغبة في التحقق من أمر الجماعة الإسلامية الأحمدية. وقليل هم الذين يعارضون الأحمدية لاعتقادهم أنها (والعياذ بالله) كاذبة، بينما كان عدد كبير جدًا منهم قد التزموا السكوت متفرجين فقط، نتيجة لخوفهم من الملات (المشايخ المتعصبين) وضغط العامة. أمــا الآن؛ ففي كل مكان من باكستان، يتكلم الناس عن الأحمدية، وقد بلغـــت رسالة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام إلى الأماكن التي لم يصل إليها أحمدي قط، ولم يعد أهلهم يطلعون علــى أمــر الأحمدية فحسب، بل إنهم قد بدأوا يشعرون بوخز الضمير أيضا. وذلك لأن الحكومة قد أكرهت حتى الجاهلين منهم بأمر الأحمدية تماما، على اتخــــاذ قرار لم يكونوا أهلا لاتخاذه. وهذا أدى إلى رغبة الشعب في التعرف على أمر الأحمدية. وقد بدأت آثاره أيضا تظهر، وقد تم هذا بفضل الله تعالى وعونه دونما شك.

      وهناك أسلوب ثالث تتبعه الحكومة الباكستانية للدعاية المضادة للأحمدية، وهو نشر وتوزيع الكتب والمنشورات ضدها على نطاق واسع. فقد وزّعوا المنشورات بمختلف اللغات في كل أنحاء العالم، عـــــن طريق السفارات الباكستانية، أو بطريق مباشر. قاموا فيها بمحاولة تشويه سُمعة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام كذبا وافتراء، مما يسبب ألما شديدا للجماعة الإسلامية الأحمدية المنتشرة في كل أنحاء العالم، وخاصة للأحمديين المقيمين بباكستان. حيث تطلع الجرائد بمثــل هـذه الدعاية الكاذبة ليل نهار، وتنفق الحكومة الملايين على توظيف المشايخ لسب وتكذيب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، كما تسبّه الحكومة بنفسها وتكذبه بلا أدنى مراعاة لأي منطق أو قانون دنيوي، أو قاعدة إنسانية أو أخلاقية. فقد قاموا بنسج حكايات مزورة ضد سيدنا المسيح الموعود عليه السلام بمختلف اللغات، ونشروها بصورة تصيب المرء بالدهشة؛ بأنه في مثل هذا الزمن المتحضر أيضا، تُرى مشاهد الانحطاط الأخلاقي إلى هذه الدرجة.

      إن صدور مثل هذه الأمور عن رجل عادي يدل على انحطاط أخلاقي شديد فما بال الحكومة تصدر عنها هذه الأعمال المنحطة؟ إن الحكومات - الدهرية منها أيضا - تقوم بواجبها الأخلاقي، فتراع كلامها بعض الحياء، وتتمسك في حُكمها بالوقار والرزانة عموما. آخذة في الاعتبار دائما التقاليد الدنيوية حتى ضد أعدى أعدائها، ولكن الحكومة الباكستانية هي المثل الوحيد للحكومة التي ضربت بكل المقتضيات الأخلاقية عرض الحائط، وتجاوزت كل الحدود التي تضعها المثلُ العليا. فبدأت تستخدم لهجة "الأحراريين"، تلك اللهجة السوقية التي كان الناس يسمعونها في سوق (موجي دروازه) بلاهور، أو في أسواق أمرتسار، أو كنا نسمعها حينما كان الفاتحون الأحراريون المزعومون يهاجمون قاديان. هذه اللهجة السوقية قد اختارتها الحكومة الباكستانية الآن. إن مزاجها وسلوكها وأسلوب حكمها قد اصطبغت الآن بهذه الصبغة الأحرارية تماما.

      مجلس الأحرار أو الأحراريون؛ طائفة من المشايخ وأتباعهم المتعصبين المتطرفين، الذين اشتهروا بولائهم للهنادك في الهند، ومعارضتهم الشديدة لفكرة تأسيس باكستان، ومخالفتهم الأعظم محمد علي جناح - مؤسس باكستان - حيث كانوا يسمونه "الكافر الأعظم". لقد إنظم هؤلاء إلى حزب الكونغرس الهندوسي المعارض لتأسيس باكستان كدولة مستقلة للمسلمين. ولكن عندما تأسست باكستان؛ فروا إليها، وحاولوا بكل وقاحة الوصول إلى الحكم بطرق شرعية وغير شرعية. كما إنهم أعداء ألداء للجماعة الإسلامية الأحمدية، وهاجموا في ١٩٣٤م مركز الأحمدية في قاديان بغية تدميرها بمساندة الحكام الإنجليز." (المترجم).

      هذه هي الصورة التي تظهر بها هذه الحكومة للعالم كله. وإن التهجم على الأحمدية وعلى مؤسسها سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام من خلال كيل تهم باطلة؛ قد صار الآن عادتها اليومية. فقد نشرت مؤخرا كتيبا سمته: (البيان الأبيض)؛ بعنوان "القاديانية .. خطر رهيـب علـــى الإسلام". ووزّعته بكثرة في كل العالم. ولقد كنت ذكـــرت في إحدى خطب الجمعة أنني أنوي بعون الله تعالى إلقاء كلمة حول هذا الكتيب، وسوف أتناول فيه كل اعتراض والرد عليه بصورة منفصلة. غير أن بعض العلماء وكتاب الجماعة أيضا قد حاولوا الردّ عليه في هذه الفترة، كنت أمرتهم بذلك، فكتبوا بحوثا جيدة قد أعد بعضها للطبع، ولكن وصول هذه المقالات إلى كل أحمدي صعب، لأن جزءاً من الجماعة غير مثقفين، وهناك من ليس عندهم عادة المطالعة، لذا أرى أننـــا لا نستطيع الاتصال بأبناء الجماعة على نطاق واسع في هذا الصدد إلا من خلال الخطب. لقد لاحظت فوائد كثيرة في الاتصال الذي يتم عن طريق أشرطة خطب الجمعة باللغة الأردية، ثم أشرطة الخطب المترجمة إلى لغات أخرى بأيدي دعاة الجماعة. إن هذا النظام للاتصال مؤثر جدا. لا شك أن المحاولات العلمية التي قام بها علماء وكتاب الجماعة في الرد على هذا الكتيب مفيدة جدًا في حد ذاتها، وسوف نستفيد منها أيضا، ولكن كما سبق أن ذكرت، سوف أتحدث أنا أيضا عن هذا الموضوع إن شاء الله تعالى. أما اليوم فأريد كشف الستار عن خلفية هذه المعارضة. وبعدها سوف أتناول باختصار الاعتراضات التي وردت في هذا البيان الأبيض المزعوم، وسوف أردّ عليها بعون الله تعالى في سلسلة من خطب الجمعة أو في أحد الاجتماعات السنوية حيث أجد وقتا أكثر.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك