"خلفية المعارضة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية ومؤسسها":
وفيما يتعلق بخلفية هذه المعارضة؛ فيجب أن يعلم الإخوة أنها نتيجـــة لمؤامرة مخططة، تكشفها سلسلة المحاولات المضنية من الجهات المعادية للجماعة. الإخوة لا يستطيعون عمومًا الرَبْطَ بين ما حصل من قبل ومــــا يحصل الآن، ولا يعرفون أية حلقة من حلقات المعارضة الحالية متصلة بأحداث سنة ١٩٧٤م.
إن كيفية سير المحاولات المعادية للجماعة سيرًا منظما، وظهورها الآن بهذه الصورة؛ لهو الأمر الذي يكشف لنا خلفية هذه المعارضة. ثم هناك جانب آخر لهذه الخلفية. يتعلق بالقوى الخارجية أو بالقوى الدينية غير الإسلامية. هناك قوى استعمارية كبيرة تدعم هذه الحملة المعادية للجماعة، ولها نوايا خطيرة جدًا؛ أخذت صورة مخطط مدبر منذ سنين. لقد تفاوضوا وتساوموا، وكانوا ولا ينفكون ينفقون الملايين ضد الجماعة حسب هذا المخطط. إنني أعلم على الأقل ما تم من تخطيطهم منذ عشرين سنة. ولا ينتهي الأمر إلى هذا الحد، بل إنهم درّبوا الجماعات المعادية لنــا تدريبات خاصة، وتدخلوا عن طريقها في مجريات السياسة الباكستانية أيضا.
إن هذا الموضوع يحتاج إلى التفصيل، وسوف أتناوله فيما بعد إن شاء الله تعالى إذا دعت إليه الحاجة.
وكما أسلفت؛ فإن المعارضة الحالية ضدنا لها صلة بأحداث سنة ١٩٧٤م، فلقد كانوا وضعوا في دستور ۱۹۷۳م نواة لأحداث ١٩٧٤م، بإدخال جمل وبنود تلفت الأنظار إلينا، وتمكنهم من تمييز أبناء الأحمدية عن الآخرين، واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية. وكنت قد انتبهت لهذا الخطر عندما أرادوا الاتفاق على هذا القانون وتطبيقه سنة ١٩٧٤م، كما لفت إليه - وقتئذ - نظر حضرة الخليفة الثالــث (رحمه الله) لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام. فحاولت الجماعـــة قدر المستطاع وعلى مختلف المستويات إزالة الآثار السيئة لهذا الاتجاه المعاند، ولكن من خلال محاولاتنا تلك؛ أدركنا أن هذا الاتجاه المعاند ليس هو من صنع الحكومة وحدها، وإنما هو حلقة من سلسلة مخططات طويلة، وأننا سوف نواجه أخطارا أشد من هذا. وأحداث ١٩٧٤م صدقت مخاوفنا بصورة واضحة.
تعليقات
إرسال تعليق