التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"تحقق رؤيا المسيح الموعود بغسله كتابا بالماء؛ عبر كتاب "زهق الباطل"".


"تحقق رؤيا المسيح الموعود بغسله كتابا بالماء؛ عبر كتاب "زهق الباطل"".




كلمة ناشر كتاب: "زهق الباطل".

بسم الله الرحمن الرحیم.

نحمده ونصلي على رسوله الكريم.


      أصدر الدكتاتور الباكستاني الراحل الجنرال ضياء الحق في ١٩٨٤/٤/٢٦م قرارًا عسكريًّا غاشما؛ يحرم المسلمين الأحمديين في باكستان من حقهم في إعلان دينهم الإسلام الذي يدينون به من الأعماق أو النطق بالشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، أو إلقاء تحية الإسلام، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أو رفع الأذان للصلاة، أو قراءة القرآن الكريم، أو كتابة آياته أو حيازتها، أو تسمية أنفسهم بأسماء المسلمين أو تسمية مساجدهم مساجد، إشارةً أو صراحة، شفويا أو كتابـــة، أو "تجــريـح مشاعر المسلمين" بأية طريقة أخرى، الأمر الذي كان ولا يزال يحرض المشايخ المتعصبين وأتباعهم الجهلة على قتل المسلمين الأحمديين المسالمين الأبرياء، وعلى تدمير بيوتهم وهدم مساجدهم، بتغاضي الحكومة عن جرائمهم. وبعدها نشرت حكومته كتيبا باسم: "القاديانية.. خطر رهيب علـــى الإسلام"؛ لتبرير ما قام به هذا الدكتاتور ضد المسلمين الأحمديين من إجراءات غاشمة منافية لتعاليم الإسلام السمحة وسنة نبي الرحمة، و سمت الحكومة هذا الكتيب: "البيان الأبيض"، وكان الأجدر أن يطلق عليه "البيان الأسود"؛ لما فيه من أعذار سخيفة لتبرير هذا القرار الفرعوني الغاشم تسوّد وتشوه وجه الإسلام الأغر.

      لقد قامت حكومة هذا الدكتاتور بترجمة هذا "البيان الأبيض" المزعوم إلى عدة لغات محلية في باكستان، ونشره على نطاق واسع. ثم بترجمته إلى لغات عالمية عديدة، وتوزيعه من خلال السفارات الباكستانية في كافة البلاد الإسلامية وغيرها. وهكذا نفثت الحكومة الســــم داخـــــل باكستان وخارجها، لنشر الفساد والكراهية ضد الأحمديين حيثما كانوا. 

      ولما كانت الحكومة قد حاولت من خلال هذا "البيان الأبيض" المزعوم أن تسيء إلى سمعة الجماعة الإسلامية الأحمدية ومؤسسها؛ فقدمت معتقدات الجماعة بصورة مشوهة للغاية، وألصقت بها تُهما لا تمت إلى الحقيقة بصلة. لذلك فقام سيدنا ميرزا طاهر أحمد رحمه الله تعالى - الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام - بالرد على هذا "البيان الأسود"؛ محللا ومفندا بعون الله تعالى كل أعذارهم السخيفة عذرا عذرا، في سلسلة طويلة من خطب الجمعة بدءا من ٢٥ يناير ١٩٨٥م إلى ٣١ مايو ١٩٨٦م. 

      وتضم هذه المجموعة القيمة: خطابه الجليل أيضا الذي ألقاه حضرته بعنوان: "المفهوم الحقيقي لخاتم النبيين"؛ بتاريخ ٧ نيسان ١٩٨٥م. وذلك بمناسبة الاجتماع السنوي للجماعة المنعقد في بريطانيا. ننشر الآن هذه المجموعة الرائعة مترجمةً من اللغة الأردية لفائدة القراء المنصفين.

      وبنشر هذه الخطب المحتوية على الردود المفحمة والمفصلة على التهم الواردة في "البيان الأبيض" المزعوم؛ قد تحققت أيضًا رؤيا لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام كان قد رآها يوم ١٠ سبتمبر ١٩٠٣م، يقول حضرته عنها: "رأيتُ في الرؤيا أن في يدي كتابًا لأحد المعارضين؛ أغسله بالماء، وهناك شخص آخر يصب الماء. وعندما ألقيت عليه النظرة؛ وجدته قد غُسل تمامًا، وصار ورقة بيضاء، ولم يبق على صفحة العنوان إلا إسما أو ما شابه ذلك." (التذكرة ص ٤٨٥، الطبعة الثالثة عام ١٩٦٩م).

      إن شرف صب الماء - كما ذُكر في الرؤيا - ؛ كان من نصيب الأستاذ هادي علي چودهري - الوكيل الإضافي للتبشير في لندن آنذاك - . فبارك الله له؛ الذي قام بجهود مشكورة لاستخراج النصوص من مظانها حسبما كان يشير عليه ويرشده حضرته رحمه الله تعالى. 

      وبنشر هذه المجموعة الرائعة من الخطب؛ قد غُسل بعون الله تعالى "البيان الأبيض" المزعوم، ولم يبق منه إلا ورقة بيضاء.

      ولقد كان شرف ترجمة هذا الكتاب من نصيب الأستاذ عبد المجيد عامر. كما ساهم في إخراج هذا العمل المبارك كل من السادة الأفاضل: المرحوم محمد حلمي الشافعي، عبد الله أسعد عودة، محمد منير إدلبي، د. محمد حاتم الشافعي، تميم أبو دقة، محمد طاهر نديم، وعبد المؤمن طاهر.

      كما نشكر الأساتذة الأفاضل: دوست محمد شاهد، مبشر أحمد كاهلون، الحافظ مظفر أحمد، ظفر أحمد ظفر، منصور أحمد نور الدين، محمد أحمد نعيم، وداود أحمد عابد؛ لمساعدتهم في استخراج النصوص النادرة من مظانها، فجزاهم الله جميعا أحسن الجزاء.

      نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بهذا الكتاب عباده، ويوفقهم لمعرفة الحق واتباعه. آمين.

الناشر.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك