التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شبهة: "إسم المهدي وإسم أبيه هو محمد إبن عبد الله، لكن إسم الميرزا هو غلام أحمد إبن غلام مرتضى".

شبهة: "إسم المهدي وإسم أبيه هو محمد إبن عبد الله، لكن إسم الميرزا هو غلام أحمد إبن غلام مرتضى".



 

الرد :

      إن نص هذا الحديث النبوي الذي يتحدث عن هذا الموضوع هو: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث فيه رجلا من أمتي أو من أهل بيتي؛ يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي." وقد أخرجه أبو داود. كما أخرج أيضا : "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي" أما الترمذي، والإمام أحمد؛ فقد ذكرا الرواية المقصورة على: "اسمه اسمي" ولم يذكرا: "اسم أبيه اسم أبي".


      إن عبارة: "يبعث الله رجلا مني أو من أهل بيتي"؛ تشير إلى كون هذا الموعود مطيعا للرسول صلى الله عليه وسلم. وقوله: "اسمه اسمي"؛ لا يشير إلى المماثلة الظاهرة في الإسم فقط، إذ ليس فيه أي دليل على أي مرتبة روحانية، بل هو إشارة إلى التوافق الروحاني، لأن لفظ (اسم)؛ يأتي بمعنى (الصفة) أيضا، كقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسماء الحُسْنَى). كما يقول الله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدُهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (مريم، 66). أي هل هناك من يوازي الله تعالى في صفاته؟ ثم إن الملا علي القاري قد قال في شرح هذا الحديث أنه إشارة إلى المماثلة في الصفات، أي أن صفات الإمام المهدي ستكون مشابهة لصفات الرسول صلى الله عليه وسلم، وسوف يهدي الناس وفقا لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأسوته (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، مجلد5، ص179، المكتبة الميمنية، مصر، 1306 هجري). 

     والحق أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أشار بقوله هذا إلى أن الإمام المهدي عليه السلام سيكون ظلا كاملا للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ما قاله الشاه ولي الله المحدث الدهلوي في كتابه "التفهيمات الإلهية"، ويقول الإمام عبد الرزاق القاشاني: "المهدي الذي يجيء في آخر الزمان، فإنه يكون في أحكام الشريعة تابعا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وفي المعارف والعلوم والحقيقة تكون جميع الأنبياء والأولياء تابعين له كلهم. ولا يناقض ما ذكرناه، لأن باطنه باطن محمد." (شرح فصوص الحكم، للشيخ عبد الرزاق القاشاني، ص57). 

      هذا؛ ولو أخذنا برواية أبي داود أيضا التي فيها أن إسم أب الإمام المهدي  عليه السلام مثل إسم أب النبي صلى الله عليه وسلم فهذا إشارة إلى وجود مشابهة صفاتية بين والد الإمام المهدي عليه السلام ووالد الرسول صلى الله عليه وسلم. وإلى هذا أشار المسيح الموعود عليه السلام بقوله: "وأما توارد إسم الأبوين كما جاء في حديث نبي الثقلين، فاعلم أنه إشارة لطيفة إلى تطابق السرين من خاتم النبيين: فإن أبا نبينا صلى الله عليه وسلم كان مستعدًا للأنوار، فما اتفق حتى مضى من هذه الدار، وكان نورُ نبيّنا موّاجا في فطرته، ولكن ما ظهر في صورته، والله أعلم بسرّ حقيقته، وقد مضى كالمستورين. وكذلك تشابة أب المهدي أبَ الرسول المقبول." (سر الخلافة).

      وفيما يتعلق بظاهر الأسماء، فقد ورد في الروايات أيضا أن اسم المهدي "أحمد"، كما في رواية حذيفة التي ذكرها الحافظ نعيم بن حماد، (كتاب الفتن، باب في سيرة المهدي). وأكده ابن حجر الهيثمي أيضا في كتابه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)، فتحت عنوان: "في علاماتـه وخصوصياته عليه السلام التي جاءت عنه صلى الله عليه وسلم"، ذكر الهيثمي العلامة الثالثة، حيث قال: "إسمه إسم النبي (محمد) وفي رواية تأتي (أحمد)، ولا تنافي؛ لإمكان أنه مسمّى بكليهما." (ابن حجر الهيثمي، القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ، الباب الأول، ص 5). 

      وقد كان إسم المسيح الموعود عليه السلام "أحمد". أما غلام فهو جزء من إسم العائلة؛ فقد كان إسم أبيه "ميرزا غلام مرتضى"، وإسم أخيه "ميرزا غلام قادر". 

      ومع أن "غلام" هي جزء من إسم العائلة، إلا أنها تعني الخادم والعبد، وتشير أيضا إلى حقيقة مواطأة إسم الإمام المهدي عليه السلام لإسم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن المواطأة لا تعني المطابقة، وإلا لقال صلى الله عليه وسلم: إسمه إسمي. ومن المواطأة تعني أيضا التقديم والتهيئة والتمهيد، وأيضا اتباع الخطوات. أي كأنه يضع حيث وضع النبي صلى الله عليه وسلم أقدامه، وتبعه في كل صفة من صفاته. وهذا ما تحقق فعليا في الإمام المهدي عليه السلام، وما يشير إليه إسم "غلام أحمد"؛ أي خادم أحمد. 

      ونؤكد ثانية وثالثة؛ أن العبرة بعد الإيمان بالأخلاق والعمل الصالح والإلتزام وليس بالنسب؛ لقوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: "سلمان منا أهل البيت" (المستدرك، كتاب معرفة الصحابة).

      وما أروع ما قال نشوان الحميري:

- آل النبي هم أتباع ملته. * من الأعاجم والسودان والعرب.

- لو لم يكن آله إلا قرابته. * صلى المصلي على الطاغي أبي لهب.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟ * الوهابيون هم "غراس الإنجليز": ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.       فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م).        وكتب مدير مجلة "طوفان": " بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م). * الحقائق تتكلم !       الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غر

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك