شبهة: "زيفت القاديانية في الإحالة على "صحيح مسلم"؛ بقولها أنه مكتوب: "ويضع الحرب"، مع أنه مكتوب: "ويضع الجزية"".
شبهة: "زيفت القاديانية في الإحالة على "صحيح مسلم"؛ بقولها أنه مكتوب: "ويضع الحرب"، مع أنه مكتوب: "ويضع الجزية"".
الرد:
في كتاب "فتح الباري" لابن حجر، شرحٌ لحديث أبي هريرة: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ". حيث أخذ ابن حجر - كعادته - بشرح الحديث جملة جملة.
- ولما وصل إلى عبارة: (ويضع الجزية)؛ وضع بدلا منها: (وَيَضَع الحرب)، وقال مباشرة: في رِوَايَة الْكُشْمِيهني: "الجزْيَة". أي أن النص في بقية روايات كتاب البخاري: (وَيَضَع الْحَرْب)؛ إلا في رواية واحدة. لذا اختار ابن حجر: (ويضع الحرب). ثم ذكر بنص: (ويضع الجزية). لذا؛ فإن النص الأشهر هو: (ويضع الحرب)، وليس (ويضع الجزية).
- ثم إن هنالك روايات تذكر عبارة: (وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) كما في سنن ابن ماجة، ومسند أحمد، ومعجم الطبراني وغيرها.
- ثم إنه لا فرق بين تعبير: (ويضع الجزية) وبين تعبير: (ويضع الحرب)، ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر النصين معا. أو ذكر واحدا منها كل مرة. فوضعُ الجزية يعني عدم العمل بها، لأنه لا مبرر لها في عصر المسيح الموعود، حيث تنتهي الحروب الدينية. فالجزية مرتبطة بالحرب الدينية، وكلاهما ينتهيان. وقد انتهيا فعلا؛ فالحروب الحالية اقتصادية، سياسية، استعمارية تسلطية. وبالتالي؛ سواء كان الحديث: (تضع الحرب) أم (تضع الحرب أوزارها) أم (يضع الجزية) أم (تضع الجزية)، فكله صحيح، وكله يحمل المعنى نفسه.
تعليقات
إرسال تعليق