التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟


أي الفريقين كان غراسا للإنجليز، وعميلا للقوى الغربية: الأحمدية أم معارضوها من الوهابيين؟







*الوهابيون هم "غراس الإنجليز":

ومن عجائب قدرة الله أنه تعالى انتقم للأحمدية وأظهر الحق بلسان أعدائهم، حيث تبادلت هذه الفرق الإسلامية نفس التهمة فيما بينها، وسمت بعضها بعضا بأنها "غراس الإنجليز"، في حين أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الله لم يستخدم هذه التسمية لفرقته أبدًا.

      فقد ورد في مجلة "جتان" عن البريلويين ما يلي: "إنهم أفتوا بأن الإنجليز هم أولو الأمر، وأن الهند دار الإسلام. ثم تحول هذا الغراس الذي غرسه الإنجليز بعد أيام إلى حركة دينية." (مجلــة "جتــــان" الصادرة في لاهور، عدد ١٥ أكتوبر ١٩٦٢م). 

      وكتب مدير مجلة "طوفان": "بكل مكر ودهاء، غَرَسَ الإنجليز غراس الحركة النجدية (أي الوهابية) أيضا في الهند، وتولوا رعايتها بأنفسهم إلى أن اكتمل نماؤها وازدهارها" (مجلة "طوفان" الباكستانية، عدد ٧ نوفمبر ١٩٦٢م).







* الحقائق تتكلم!

      الواقع؛ إن إلصاق التهم ليس بدليل، كما إننا لا نعتبر اتهامهم لنا بأننا غراس الإنجليز دليلا على صدقهم. كذلك وبالطبع؛ لا نقيم أي وزن لهذه التهم التي تبادلوها فينا بينهم ولا نصدقها. ولكن الأحداث التاريخية لها لسان ينطق بالحق؛ الذي لا بد من الانصياع له.

      تؤكد الحقائق التاريخية بما لا مجال للشك فيه؛ بأن مؤسسة الديوبنديين المسماة بـ : "ندوة العلماء" بالهند؛ قد تأسست بمساعدة الإنجليز، وهم الذين قدموا لها منحًا مالية، عاش بها هؤلاء المشايخ الذين يُعدون اليوم من أعداء الإنجليز وأول المجاهدين ضدهم. والذي وضع حجر الأساس لندوة العلماء هذه كان إنجليزيا. فقد جاء في مجلة "الندوة"، وهي لسان حال هذه المؤسسة ما يلي: "لقد وافق فخامة الحاكم للدولة المتحدة (السير جان سكوت هيـــوس كيه. سي. أيس. آئي. إي - المترجم) على أنه بنفسه سيقوم بوضع حجر الأساس لدار العلوم ندوة العلماء، وقد تم ذلك بتاريخ ۲۸ نوفمبر ۱۹۰۸م." (مجلة "الندوة"، ديسمبر ۱۹۰۸م ، العدد ١١ المجلده، ص٢). 

      والفقرة التالية من العبارة ملفتة للنظر. يبدو أن هؤلاء فطنوا بأن المسلمين عندما يقرؤون الخبر فلا بد وأن يذهب بهم الخيال مذاهب شتى، ويفكروا في نتائج وأهداف تأسيس ندوة قام بإرساء حجر أساسها أحد الحكام الإنجليز. لذلك قالوا بعدها وبدون أدنى خجل؛ قولا خطيرًا يُدمي قلب كل مسلم. فقد برّروا إرساء حجر الأساس بيد حــاكم إنجليزي قائلين: "إن هذه المناسبة كانت الأولى من نوعها حيث تم وضع حجر الأساس لمعهد ديني بيد شخص ينتمي إلى دين آخر، (إن منبر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان من صنع نجار نصراني)." (المرجع السابق ص ١-٢). فلما كان منبر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من صنع نصراني، حسب زعمهم واللعياذ بالله، فلا بأس عندهم أن يؤسس نصراني ندوتهم!

      ثم اعترفوا أيضًا قائلين ما نصه: "ونحن على يقين أن المسلمين كما يسلم إذعانهم لحكومتهم؛ يزيدون من هؤلاء العلماء الناشئين طاعة وانقيادا للحكومة. والآن نقدم إلى جنابكم أزكى التشكرات حيث تفضلتم علينا بقطيعة من الأرض لنرفع عليها قواعد مدرستنا." (المرجع السابق ص۷). 

       على أية حال، فإن هذا المعهد الديني الشهير رهين بكرم أحد الإنجليز. ها قد رأيتم أن غراس الإنجليز بنفسه يتكلم عن أصله وحقيقته. "ندوة العلماء" معهد إسلامي عالي المستوى ... يتخرج فيه علماءهم، ويُبعثون من مركزهم هذا إلى الخارج لمحاربة الأحمدية. والعقائد الإسلامية التي يريدون نشرها في باكستان اليوم تحمل طابعًا "نجديًا" . والواقع أنهم يسعون إلى تسليط هذه الفرقة النجدية على الفرق الأخرى هنالك. وهــذه الفرقـــة تنتمي إلى الديوبنديين وإلى أهل الحديث في آن واحد. لا شك أنهما فرقتان منفصلتان ولكن هدفهما واحد. وقد بين الندويون هدفهم قبل زمن طويل قائلين: "حقا أن الندوة في معزل عن السياسة، ولكن لما كان هدفها الأساسي تخريج علماء مستنيرين، فمن واجب هؤلاء العلماء إطلاع القوم على بركات هذه الحكومة "الإنجليزية"، ونشر أفكار تساعد أهل البلاد علــى الوفاء لها." (مجلة الندوة، عدد يوليو ١٩٠٨م، مجلد ٥، ص١).


      هذا كما يقال بالإنجليزية:

(Cat is out of the bag)

 أي: لقد خرج القط من الحقيبة. 

     أنظروا إلى شقاوتهم، كيف يتهجمون بكل كذب ومكر على سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، وفي نفس الوقت يخفــون حقيقتهم عن أعين الناس. ما هي أهدافهم؟ ومن أنشأ مؤسستهم؟ كل هذه الأمور مسجلة بأيديهم في الوثائق التاريخية التي لا دخل لأي مسلم أحمدي فيها، والتي تُغني الإنسان عن بذل أي مجهود لمعرفة هويتهم. "فالحركة النجدية" كحقيقة تاريخية؛ كانت مدعومة من قبل الإنجليز. تمت بينها وبينهم اتفاقيات ومعاهدات لا تزال مسجلة في كتب التاريخ، ويمكن للقارئ الاطلاع على نسخها الأصلية الموجودة في المكتبات بلندن، ليعرف كيف أن الإنجليز بكل مكر ودهاء ربطوا بالاتفاقيات بين أهـــل الحديث - أعني الحركة الوهابية النجدية - وبين مؤسس الدولة السعودية الحالية، وأنشأوا "حركة جهاد"، وذلك ليس لمحاربة الإنجليز؛ لأنهم أسسوها، وقدموا لها دعما ماليا سنويا قدره خمسة آلاف جنيه أسترليني، وإنما لمحاربة الحكومة المسلمة التركية آنذاك.

      لقد قامت الحركة النجدية بدعم الإنجليز أولا في السعودية، ثم غرسوها في الهند أيضا. ونفس هذه الحركة؛ تحلم اليوم بالسيطرة على زمام الأمور في باكستان. ونفس الحركة تتهم أحيانًا فرقة البريلويين بأنهــا غـــراس الإنجليز، وأحيانًا ترمي المسلمين الأحمديين بكونهم عملاء الإنجليز، وفي بعض الأحيان تتهم الشيعة بنفس التهمة، وتحاول القوى الغربية اليوم حسب مؤامرة محكمة أن تستولي هذه الحركة عن طريق الجيش الباكستاني على زمام الحكم في باكستان للأبد. إن عامة المسلمين السذج لا يدرون كيف تحاك ضدهم هذه الأحابيل. ولكن صاحب البصيرة؛ لن تخطئ عينه في رؤية حلقات الأحداث التي تتصل بعضها ببعض بكل وضوح. فالذين كانوا بالأمس غراس الإنجليز، هم اليوم أيضا غراسهم، ومن لم يكن لهم بالأمس أية علاقة بالإنجليز، اليوم أيضا براء منهم.









* الديوبنديون وأهل الحديث ... غراس الإنجليز!

      هناك حاجة ماسة لجلاء الحقيقة على أهل باكستان، وتوضيح الموقف الحقيقي للأحمدية نحو الإنجليز. يجب أن نبين لهم بأن لا يحكموا علينا علـى ضوء التهم الموجهة إلينا، لأنهم قد وجَّهوا نفس التهمة إلى جميع الفرق تقريبا، إنما يجدر بهم أن يحكموا فقط على ضوء الحقائق التاريخية التي تؤكد بكلمات صارخة بأنه إذا كان أحد غــراس للإنجليــز؛ فـــإنهم الديوبنديون وأهل الحديث (الوهابيون) الذين ساعدوا آل سعود في تأسيس الدولة النجدية بدعم الإنجليز.

      وعلى الرغم من هذه الحقائق التاريخية، أرى أنه من الظلم والسخافة أن يقال عن الوهابيين أنهم "غراس الإنجليز" من الناحية الدينية. ذلك لأن هذه الحركة دينية مستقلة، ولكنهم استغلوها لتأسيس حكومة تابعة للإنجليز. فقد اشترط الإنجليز في الاتفاقية على مؤسسي هذه الحكومة السعودية أنه لا حرية لهم في سياستهم الخارجية، وإنما يتقيدون في هذا الشأن بما يمليه عليهم الإنجليز. أما فيما يتعلق بالسياسة الداخلية؛ فقيدها الإنجليز أيضا إلى حد كبير نظير بعض الأسلحة والأموال. ولكني مع ذلك؛ أرى أن لا نستعجل في الحكم على أحد، ولا نعتدي على أحد كما يفعل هؤلاء، وإنما علينا الاستمساك بالعدل حتى في الرد عليهم. لذلك لا أرضى - على الرغم من هذه الوثائق التاريخية التي اعترفوا فيهـا بالتعاون مع الإنجليز - أن يقول أحد إن الإنجليز هم أسسوا هذه الفرقة الدينية. ذلك لأن الفرق الدينية لا يؤسسها إلا أهلها، ويكون لها تاريخ مستقل. الواقع أن حضرة محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - كان قد أعلن الحرب على الشرك، ورغم أنه تشدد وتجاوز الاعتدال في هذا الجهاد بعض الشيء، إلا أنه لا يحق لأحد أن يسمي الحركة الوهابية غراس الإنجليز، على أساس أنهم قاموا بدعمها في يوم من الأيام. وإنما كانت الحركة الوهابية من الناحية الدينية حركة دينية مستقلة، ولكن الإنجليز استغلوها هنالك وفي القارة الهندية أيضا. فقبل انقسام الهند؛ استغلهم المؤتمر الهندوسي ضد إخوانهم المسلمين. لقد كانوا أداة طيعة في تلك الأيام، وهم اليوم أيضا يتحركون كدمية في أيدي الآخرين. فالمؤامرة هي هي، والقوم هو هو. ولكن مع ذلك، لا يصح القول بأنهم غراس الإنجليز.








* الأحمدية غراس سماوي:

      هنا يمكن أن يقال: إنكم تؤولون قول مؤسس الأحمدية عن الغراس بأنه يقصد به أسرته وليس نفسه وجماعته، في حين نرى أنه يتحدث عن أسرته ونفسه وجماعته، فيجب أن تقدموا دليلا أقوى وأقطع للشك والارتياب. 

      ولكي يطمئن مثل هؤلاء الناس؛ أقرأ على أسماعكم ما قاله سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام عن نفسه وجماعته: "الدنيا لا تعرفني، ولكن يعرفني من بعثني. إنهم بسبب خطئهم و شقاوتهم الشديدة؛ يريدون إبادتي. إنني ذلك الغراس الذي غرسه المالك الحقيقي بيده ... أيها الناس، تأكدوا أن يدًا لن تزال وفيَّةً مع معي إلى آخر الأمر. ولئن اجتمع رجالكم ونساءكم وشبابكم وشيوخكم، وصغاركم وكباركم كلهم، وابتَهَلُوا إلى الله تعالى، ودَعوا لهلاكي في اضطرار وابتهال؛ حتى تسقط أنوفهم، وتشل أيديهم، فلن يستجيب الله لهم، ولن يبرح حتى يتم ما أراد ... فلا تظلموا أنفسكم. إن للكاذبين وجوهــا غير وجوه الصادقين. والله تعالى لا يترك أمرًا دون أن يحسمه... فكما أن الله حكم بين أنبيائه ومكذبيهم في الماضي، فإنه تعالى سوف يحكم الآن أيضًا. إن لمجيء أنبياء الله موسمًا ولرحيلهم موسما كذلك. فتأكدوا أنني لم آت بدون موسم، ولن أذهب بدون موسم. فلا تختصموا مع اللع، فلن تستطيعوا إبادتي" (ضميمة التحفة الجولروية، الخزائن الروحانية، ج ١٧، ص ٤٩ -٥٠). 

      وفيما يتعلق بتهمة "مدح الإنجليز" و "غراس" الإنجليز"؛ فيجب أن يتضح للجميع أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام لم يسم جماعتــــه "غراس الإنجليز" لا صراحة ولا تلميحًا، وإنما استخدم هذه الكلمة عن أسرته التي كان بعض أفرادها من أهل السنة، وبعضهم من أهل الحديث. ولكن لم تكن هذه التسمية من الوجهة الدينية. كما أن أسرته لم تتلق أية مساعدة مالية من الإنجليز، بل بالعكس؛ قامت الحكومة الإنجليزية بمصادرة ممتلكاتها. لقد خلت قلوب هؤلاء الطاعنين والمعترضين من خشية الله، وتصف ألسنتهم الكذب دون اكتراث، واعلموا أنهم لم يتهموا الأحمدية وحدها بكونها "غراس الإنجليز"، بل ما برحوا يتبادلون نفس التهمة فيما بينهم .

      لقد أعجبهم هذا التعبير؛ لدرجة أنهم لا يريدون أن يكفوا عن استخدامه؟ بل إنهم يعلنون معترفين بأن الإنجليز أقاموهم، وقد دونت أيديهم ماضيهم وأهدافهم في الوثائق كحقائق تاريخية لا يســـع أحـــد إنكارها.







* نوايا الطائفة المغرضة:

      إن هذه الفرقة - التي تؤكد الوثائق التاريخية أن الإنجليز قد استخدموها لتحقيق مآربهم، واستغلوها لمصالحهم السياسية لقاء منافع مالية - تتسلط اليوم على أهل باكستان وفق مخطط مدبّر. أما الفرق الأخرى التي تشكل الأكثرية العظمى؛ فقد وقعوا في دُوّامة الأحداث بحيث لا يدرون ما يُفعل بهم. فالحكومة تقوم ضد مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية بدعايـــة مسعورة مشوهة؛ لدرجة أصبح الناس ينظرون نحو هذا المنظر وحده، ولا يلوون على شيء سواه، ظنَّا منهم أنه ليس عليهم أي خطر، ولا يمارس ضدهم أي ظلم؛ إلا من قبل الأحمدية. ولم يبق عليهم أي خطـر ســوى خطر الأحمدية، ووسط هذه الغوغاء والدعاية المشبوهة؛ نسوا أنفسهم، وتغافلوا عن المؤامرة التي تحاك ضدهم. وإني أؤكد لكم؛ أنه إذا استمر الموقف هكذا. فسوف ترون بعد قليل أنه بمساعدة الجيش الباكستاني ستسلط فرقة دينية معينة على باكستان. وبالتالي سوف تُعتبر هذه الفرقة الوحيدة ممثلة للإسلام الحقيقي، وسيُطعن بطريق أو بآخر في عقائد الفرق الإسلامية الأخرى.

      أما الشيعة؛ فقد علمتم ما فعل بهم في باكستان. لقد نشرت الجرائــــد تفاصيله إلى حد ما، ولكن ما يُنسج تحت الأرض لا يدريه إلا صاحب المؤامرة. غير أني أنبهكم أنهم أيضا ليسوا في مأمن، وإنهم على خطأ إذا كانوا يظنون غير ذلك.









* إنذار للبريلويين:

      ولقد علمتم أيضا ما حدث للبريلويين، وقد نُشرت تفاصيله في الجرائد، وأعلن الرئيس الباكستاني مؤخرًا أنه لا مكان للمشركين في باكستان. وتعلمون أن الخلاف الأساسي بين الديوبنديين (أو النجديين) والبريلويين يدور حول مسألة الشرك. البريلويون يقولون لهم: ترموننــا بالشرك، ولسنا بمشركين، في حين يحاول الديوبنديون أن يثبتوا أنهم مشركون. إذن فهذا البيان من الرئيس الباكستاني له دلالات ومعان، ولا يمكن أن يدلي به الرئيس ساهيًا . إنه إعلان عن استراتيجية مدروسة يتبعونها في المستقبل. فقد تبع هذا البيان الرئاسي ما أعلنوه عن الأحمديين بأنه لا مكان لهم في باكستان.

      وإذا تأملنا الخلفية التاريخية لقيام الحكومة النجدية؛ وجدنا أن الإنجليز أثاروا مسألة الشرك نفسها، وأحدثوا صدامًا بين المسلمين النجديين والحكومة الإسلامية التركية، قائلين بأن الأتراك مشركون، وهــا هــم يحكمونكم! وهكذا استغل الإنجليز لمصالحهم السياسية محاربة النجديين ضد الشرك، وبالتالي وجّهوا إلى مملكة إسلامية عظيمة ضربة شديدة؛ مهدت لهم وللفرنسيين الطريق إلى الشرق الأوسط. ولو لا سقوط الدولة التركية العثمانية؛ لما استطاع الإنجليز وغيرهم من القوى الغربية الدخول إلى الشرق الأوسط. فالمؤامرات متشابهة، وتحيكها القوى الاستعمارية الغربية التي تتبادل المصالح فيما بينها، فحينًا يستلم الإنجليز دفة حكم الشرق الأوسط، وحينا آخر تستلمه أمريكا، وتارة تستولي عليه دولـــة أخرى. فمصالحها مشتركة في الأساس.







* العالم الإسلامي ضحية المؤامرة الاستعمارية: 

      فهاتان الفرقتان: أهل الحديث والبريلويون يُستَغلُّون اليوم كما استغلُّوا بالأمس. أما نحن لنا إله ... هو الله. هو مولانا الذي لم يخذلنا أبدا، والذي يقول عنه سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، إنه أيده دائما بوفاء، ولن يخذله أبدًا. ولكن ماذا عن أولئك الذين اغتروا لسذاجتهم وقلة معلوماتهم بهذه الدعاية المشوهة المسعورة ضد الأحمدية، وفقدوا التمييز بين الظالم والمظلوم. فمن يضمن حمايتهم؟ فأرجو أن تدعوا لهم حتى يهبهم الله البصيرة والفراسة، ويسدد خطاهم. واعلموا أنه لو نجح هؤلاء المتآمرون، لا قدر الله، في مؤامرتهم هذه التي يحاولون تنفيذها ضد العالم الإسلامي باسم الإسلام، فسوف تُلحق بالدول الإسلامية ضرراً فادحا، فلن تتخلص من أحبولتها أبدًا. لقد بدأت أحداث مماثلة تقع في تركيا، وإندونيسيا وماليزيا وقد سبق أن شهد السودان نفس الأحداث. فلو أمعنتم النظر فيما حولكم؛ لوجدتم أنه في كل دولة إسلامية يساعد الاستعمار الأمريكي أفرادًا معينين للاستيلاء على الحكم باسم الإسلام، وذلك لمصالحه السياسية، ونفس الحال بالنسبة لروسيا. والواقع أن القوى الشرقية أيضا تنتهز كل فرصة لتسلط على الدول الإسلامية وباسم الإسلام حكومات سياسية يتعذر على الشعب التخلص من نيرها. 

      فادعوا الله تعالى أن ينجي بفضله الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية من ربقة هؤلاء الأشرار، ويُحبط مؤامراتهم الدنيئة. والواقع أن الباكستانيين يتطلعون اليوم لخلاصهم إلى الأحمدية، لأن حيلهم كلها قــــد نفدت. فكثير من الإخوة المستنيرين يقولون لنا: نعلم أنه كلما ناصَبكم أحدٌ العداء، مُني بالفشل الذريع. فندعوا الله أن يكرر هذه السنة نفسها في هذه المرة أيضا، إذ لا حيلة لنا الآن للخلاص من ربقة هؤلاء الغاشمين، وإنما أملنا الوحيد أن ننجو منهم بسببكم أنتم.

      أما نحن المسلمين الأحمديين، فإننا جماعة ضعيفة جدا، لا حول لنا ولا قوة، ولا دخل لنا في السياسة، وليس لنا أن نشترك في النزاعات السياسية، وأن نقود حركات خارجة على الحكومة، إذ ليس ذلك من طبعنا وجبلتنا ولا من تعليمنا. ولكننا مع ذلك نؤمن ونعلم يقينًا أن إلهنــــا لن يخذلنا، بل يخزي أعداءنا ويذلهم. فكل يد اشتبكت مع الأحمدية شلت وقطعت. لذا إياه ادْعُوا، وإليه أنيبوا، حتى ينجي بلدنا وشعبنا من هؤلاء الغاشمين، ويقضي على المؤامرة المحاكة ضد العالم الإسلامي نهائيا، ويُفشل االقوى الغاشمة التي باسم الإسلام؛ استولت على الحكم ولا تزال توسع وتعمق دائرة نفوذها كي يطول أمد حكمها. نجانا الله منهم. آمين. 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة: "ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا".

شبهة:   " ادعى المرزا أنه "المهدي"؛ لإصابته بالهستيريا". الرد:       لقد رد المسيح الموعود عليه السلام على هذا الانتقاد، حيث كتب في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه : "... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إلي بأنني ما ادعيت بكوني مسيحا موعودا إلا بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا؛ بأني لا أغضب على من يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سمي بهذا الإسم أيضا في  زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم، وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله سبحانه وتعالى ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون ع ني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج 3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403).   ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية: ". .. كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراه

شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".

  شبهة: "تناقض الميرزا؛ فتارة يقول أن النصارى لم يفسدوا في حياة المسيح، وتارة يقول عكس ذلك".        أكد الميرزا أن المسيح الناصري عليه السلام قد مات قبل فساد دين النصارى، وذلك بقوله: "انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى واتخاذهم عيسى إلها"(حمامة البشرى). ولكنه وصف بولس بأنه "أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم ومكر مكرًا كبارا" (حمامة البشرى). أليس هذا تناقضا، فبولس مات سنة 64 ميلادية، أي أن النصارى فسدوا قبل هذه السنة، ولكن المسيح مات سنة 120 ميلادية كما تقولون، فكيف لم يفسد دين النصارى قبل سنة 120  ميلادية ، وفسد بعد سنة 64  ميلادية ؟ الرد:       المقصود من الفساد في العبارة الأولى: (انظر كيف ثبت وقوع موته قبل فساد مذهب النصارى، واتخاذهم عيسى إلها) ، هو تأليه المسيح. فهذا لم ينتشر ولم يصبح عقيدة أكثر النصارى إلا بعد سنة 325  ميلادية ، وذلك عند دخول "قسطنطين" المسيحية وتلاعبه بها. والمقصود بالفساد في العبارة الثانية التي اعتُبر فيها بولس؛ بأنه أول رجل أفسد دين النصارى، وأضلهم، وأجاح أصولهم؛ هو أن بولس قد بذر هذه البذرة، ولك