التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الرد على شبهة : " كتاب البراءة يعلن أن الميرزا ولد في عام 1841م " ـ الجزء السادس ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ جَاءَ الْحَقُّ ـ زَهَقَ الْبَاطِلُ ـ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 07 :

( ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ) .

الموضوع : الرد على شبهة : " كتاب البراءة يعلن أن الميرزا ولد في عام 1841م " ـ الجزء السادس ـ .

ملاحظة : يرجى الإطلاع على المنشورات السابقة لفهم أفضل لمحتوى هذا المنشور .

      إن القسم الأول من هذا المقتبس ؛ هو كالآتي : " أما سوانحي الشخصية فهي أني ولدت في أواخر أيام السيخ في عام 1839 أو 1840 " .
؛ فكل ما قام به هذا المعترض ؛ أنه حذف حرف " التاء " الذي يعود على الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام في كلمة " ولدت " ، و عوضها ؛ ب : " الميرزا غلام أحمد القادياني " .
؛ و عليه تكون الجملة ؛ كالآتي : " ولد الميرزا غلام أحمد القادياني في أواخر أيام السيخ في عام 1839 أو 1840 " . و هكذا ؛ يكتشف هذا المعترض المغوار حقيقة ولادة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام في أواخر أيام السيخ في عام 1839م أو 1840م ـ بحسب زعمه ـ ، و إن هذا الإكتشاف الخطير لطالما أخفته مؤسسة الخلافة عن أتباعها من الأحمديين و من غير الأحمديين .

أقول :
      إن هذا المقتبس ثابت عن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام سندا و متنا ؛ لأنه مكتوب في كتابه " البراءة " ؛ إلا أن هذا النص لا يحتمل المعنى الذي أشار إليه المعترض ؛ بأن ولادة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام كانت في عام 1839م أو في عام 1840م ؛ لأن في ذلك مغالطات كثيرة جدا ؛ نذكر منها إثنين فحسب :
الأول : أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد ولد في " آخر " أيام السيخ في عام 1839م أو 1840م ، و أن المقصود ؛ ب " الأيام " في هذا المقتبس هي الأيام العادية المتعارف عليها .
الثانية : أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد ولد في عام 1839م أو في عام 1840م .
و للرد على المغالطة الأولى ؛
أقول :
       إن الزعم بأن " الآخر " هي نفسها " الأواخر " ، و أن المقصود من كلام الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام بلفظ " أيام " ؛ هي الأيام العادية ؛ زعم باطل ؛ للأدلة التالية :
أولا : أن لفظ " آخر " زيادة من غير دليل ؛ فلا نص عليها ، و الصواب هي : " أواخر " كما هي ثابتة من النص ؛ لقوله عليه السلام : " ولدت في أواخر أيام السيخ في عام 1839 أو 1840 " . فلقد حاول المعترض أن يوهم متلقي شبهاته ؛ أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد ولد في الأيام الأخيرة جدا " في أواخر أيام السيخ في عام 1839 أو 1840 " . و الحق أنها أيام كثيرة ؛ لقوله عليه السلام " أواخر " .
ثانيا : أن معنى لفظ " آخر " ليس هو نفس معنى لفظ " أواخر " ؛ لأن لفظ " أواخر " جمع للفظ " آخر " بكسر الخاء ؛ و مؤنثها " آخرة " ، و جمع مؤنثها " آخرات " .
؛  و عليه : فإن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد ولد في أواخر أيام السيخ في عام 1839م أو في عام 1840م . و من المعلوم أن لفظ " أواخر " جمع مذكر ، و التي تفيد " الكثرة " ؛ أي أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد ولد في الأيام الأخيرة الكثيرة من حكم السيخ .
ثالثا : أنه لا دليل من هذا النص على أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد أطلق لفظ " أيام " بالمعنى المتعارف عليه ؛ فكيف إستدلوا به على أنه ـ عليه السلام ـ كان يعني به الأيام المتعارف عليها ؟ ؛ لأنه لو أطلق لفظ " أيام " بالمعنى المتعارف عليه ؛ لقال : " ولدت في أواخر أيام السيخ في يوم " إسم اليوم من أيام الأسبوع  " ، أو قال : " ولدت في أواخر أيام السيخ قبل كذا يوم من نهاية حكمهم " ، و لكنه لم يقل ذلك ؛ بل قال : " ولدت في أواخر أيام السيخ في عام 1839 أو 1840 " ؛ فلقد حدد الأعوام لا الأيام ، و هذا يدل على أنه لم يكن يقصد بلفظ " أيام " ؛ أي الأيام المتعارف عليها ؛ بل كان يقصد بلفظ " أيام " معنا آخر .
رابعا : بما أنه ـ عليه السلام ـ لم يطلق لفظ " أيام " بالمعنى المتعارف عليه ، و إنما أطلقها بمعنى آخر . و بالتالي : إن قوله ـ عليه السلام ـ : " ولدت في أواخر أيام السيخ في عام 1839 أو 1840 " لها معنى آخر . و ليس كما ذهب إليه المعترض .
خامسا : لو أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد قصد بلفظ " أيام " أي الأيام المتعارف عليها ؛ لكان المعنى أن أواخر حكم السيخ ما هي إلا أيام من عام 1839م أو من عام 1840م ؛ و هذا باطل ؛ لأن عمر الإمبراطوريات كإمبراطورية السيخ لا يقاس بالأيام على عكس البشر ؛ بل تقاس بالسنين و الأعوام ؛ بل بعشرات السنين . فإذا سمع أحد من المهتمين بدراسة التاريخ و تدريسه ؛ قول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام : " ولدت في أواخر أيام السيخ " مع علمهم بأن مقصود المتكلم ـ أي : الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ـ ؛  ب : " السيخ " ؛ أي حكم الإمبراطورية السيخية ؛ فإنهم لا يفهمون مطلقا من لفظ " أيام " هنا ؛ أنها الأيام العادية ؛ بل يفهمونها على أنها سنوات أو عشرات السنوات ، و كتب التاريخ طافحة بتلك الأمثلة ، و هي ما تؤكد هذا المعنى .
سادسا : إن الزعم بأن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد قصد بلفظ " أيام " ؛ أي تلك الأيام العادية ؛ فإن هذا إقرار منهم أن أوائل أيام السيخ ما هو إلا أيام في عام 1837م أو في عام 1838م ، و أن أواسط أيام السيخ ما هو إلا أيام في عام 1838م أو في عام 1839م ؛ لأن أواخر أيام السيخ ما هو إلا أيام في عام 1839م أو في عام 1840م .
؛ و عليه فإن أيام حكم الإمبراطورية السيخية ما هي إلا ثلاث سنوات ؛ و هذا باطل ؛ لأن حكمها إمتد عشرات السنين ، و كتب التاريخ تؤكد ذلك لمن أراد التحقق .
سابعا : إن سياق الكلام لا يخدم ما ذهب إليه المعترض ـ أي أن معنى الأيام هي الأيام المتعارف عليها - ؛ لأن المقتبس مأخوذ من نص بعنوان " سوانحنا بإيجاز و أهدافنا " ؛ حيث بين ـ عليه السلام ـ الأمور التالية بإيجاز ، و على الترتيب :
1 ) تلقيه رسالة تدعوه فيها إلى ذكر سوانحه .
2 ) بيانه للطريقة الصحيحة لكتابة سوانح الأشخاص و سيرهم .
؛ ثم قال : "  الآن ؛ بيان سوانحي هو التالي " ؛
3 ) فذكر  إسمه ، و إسم أجداده ، و عرقه ، و أصل عرقه ، و قريته .
؛  ثم قال : " في أوائل عهد السيخ " ص 261 من كتاب " البراءة " ؛ ثم تحدث عن والد جده . و الشاهد هنا هو قوله - عليه السلام - : " في أوائل عهد السيخ  " ؛ فالإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد ذكر سوانحه العائلية و الشخصية إعتمادا على تواريخ حكم السيخ . فقد تحدث عن والد جده الذي وافق " أوائل عهد السيخ " ثم تحدث عن سوانح من حياة جده ؛ ثم سوانح من حياة والده الذي وافق " أواخر عهد سلطة رنجيت سنغ " ص 265 من كتاب " البراءة " ؛ الذي يعتبر الحاكم الأخير للامبراطورية السيخية . ثم تحدث عن نفسه " في أواخر أيام السيخ " ؛ بقوله عليه السلام : " ولدت في أواخر أيام السيخ في عام 1839 أو 1840 " . و عليه فإن المقصود بقوله - عليه السلام ـ " أيام " ؛ أي " عهد " ؛ فتكون الجملة ؛ كالآتي : ولدت في أواخر عهد السيخ " ؛ لأنه ـ عليه السلام ـ عند تحدثه عن جده ؛ قال : " في أوائل عهد السيخ " . فمن غير المعقول أن يذكر " أوائل عهد السيخ " ، و لا يذكر " أواخر " عهدهم " ؛ لأنه يذكر سوانح من حياة آبائه مقترنا بأيام الحكم السيخي .
ثامنا : إن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد أراد بلفظ " أيام " ؛ أي " عهد " ؛ و هذا ثابت من قوله الآخر من نفس الكتاب ؛ لقوله عليه السلام : " كانت عائلتنا أيام الحكم السيخي تعاني عذابا أليما " ص 261 ؛ ثم بين معنى " أيام " ، و وضح ما هو هذا العذاب ؟ ؛ بقوله ـ عليه السلام ـ مباشرة : " ، فهم لم يقضوا على سلطتنا ظلما و لم يحتلوا مئات القرى لنا فحسب " ، و من المعلوم أن الحكم السيخي لم يكن أياما فقط ؛ بل كان " عهدا " كما سماه هو بنفسه ـ عليه السلام ـ ، و أن السيخ لم يقضوا على سلطة آبائه ـ عليه السلام ـ ظلما و لم يحتلوا مئات القرى خلال أيام فقط ؛ بل إمتد ذلك تدريجيا إبان العهد السيخي كله كما ذكر في كتابه هذا ؛ فقد إمتد عشرات السنين .
تاسعا : بما أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد قصد بلفظ " أيام " ؛ أي " عهد " كما بين ذلك بنفسه ـ عليه السلام ـ ؛ فإن لفظ " أواخر " لا يطلق على عام محدد ؛ أي في عام 1839م أو في عام 1840م ؛ كما ذهب إليه المعترض ؛ لأنه ـ عليه السلام ـ لم يقل " آخر " حتى نفهم هذا المعنى ؛ و إن كان بعيدا  ؛ بل قال " أواخر " ؛ و الذي يفيد أعواما عديدة ؛ أي أنه ـ عليه السلام ـ قد قصد ؛ بقوله : " أواخر أيام " ؛ أي : " أواخر عهد السيخ " .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.......... يتبع بإذن الله تعالى .....................

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة: "بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!".

شبهة: " بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!". الرد:       أما أنه لم يسمع بالإمام المهدي عليه السلام إلا القليل، فهذا ليس صحيحا، بل سمعت به الدنيا كلها عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية والصحف والمجلات والكتب التي نصدرها. ثم إن هنالك أناسا في أدغال القارات لم يسمعوا بالإسلام ولا بغيره، فليست العبرة بالذين لا يريدون أن يسمعوا أو لا يمكنهم السماع.        إن جماعتنا لموجودة في البلدان، وهناك من الحكومات والمؤسسات الدينية التي انشغلت بمحاربتها، وبذلت قصارى جهدها من دون جدوى. ثم إن فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يكاد يجهله أحد. فإذا قلت بأن عيسى قد مات، أو قلت بأن الجهاد ليس عدوانا، أو قلت بأن المرتد لا يُقتل، أو قلت بأن تفسير الآية الفلانية كذا وكذا، أو قلت بأن تفسير علامات الساعة كذا وكذا. لقيل لك فورا: أنت أحمدي، أو متأثر بالأحمدية. أفلا يدل هذا على انتشار جماعة المسيح  الموعود عليه السلام؟

شبهة: "لماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟".

  شبهة: "ل ماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟". الرد :       إن سبب الكفر بالأنبياء هو "الكبر" عادة، وليس قلة العلم والمعرفة. وقد قص الله تعالى علينا قصة إبليس  الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين، ولم يقص الله علينا قصة رجل كفر بنبي بسبب  مستواه العلمي أو الثقافي أو المعرفي.  بل يكون العلم أحيانا من مسببات الكبر والغرور، فيصبح حاجزا وعثرة أمام الإيمان.  وهذا ما حصل مع علماء بني إسرائيل الذين كفروا بالمسيح الناصري عليه السلام قبل ألفي سنة، فلم يكن عندهم قلة من العلماء، بل قلة من تقوى الله تعالى وخشيته، كما تكرر معهم حين كفروا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 14  قرنا، ولذلك قال الله تعالى: " أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة الشعراء.   ثم يتكرر الآن.        لقد كان السابقون من المؤمنين من بسطاء الناس وعامتهم وضعفائهم عادةً، وقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة على لسان كفار قوم نوح عليه السلام الذين قالوا له: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَ...

شبهة: "ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من الآيات؟".

  شبهة: " ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من  الآيات؟". الرد :       إن كل لحظة  من حياة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يمكن اعتبارها آية، وذلك نظرا لظروفه الصعبة وصحته ومن ثم النجاحات التي حققها فكيف يمكن لشخص فيه مرضان في قرية نائية أن يضطلع بكل هذه المهام وينجح فيها؟ فالمتدبر لا بد أن يرى بأن هذه المسيرة عبارة عن آيات متسلسلة مستمرة. وهناك العديد من الآيات التي هي سلسلة متصلة من عدد لا ينتهي من الآيات، فمعجزة الطاعون مثلا ليست مجرد آية واحدة، بل هي آية ظلت تتجدد في كل لحظة عبر سنوات متواصلة من نجاة الأحمديين وموت كبار الخصوم، وخصوصا من المباهلين، وكيف أدّى ذلك إلى بيعة أعداد هائلة من طاهر ي الفطرة.