الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ جَاءَ الْحَقُّ ـ زَهَقَ الْبَاطِلُ ـ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا .
سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 22 :
(ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام وجماعته المباركة) .
الموضوع :
يقول الميرزا غلام أحمد القادياني: "أنا أرى بأن المسيح ما كان يتنزه عن شرب الخمر".
مضمون الشبهة:
يقول الميرزا غلام أحمد القادياني: "أنا أرى بأن المسيح ما كان يتنزه عن شرب الخمر".
الجواب على الشبهة:
يجب على صاحب الشبهة أن يعلم أن المسيح المحمدي عليه السلام يفرق بين عيسى القرآني المحترم ويسوع الإنجيلي الغير المحترم؛ يقول ـ عليه السلام ـ : "إن المسيحيين لا يؤمنون بسيدنا عيسى عليه السلام الذي قال عن نفسه بأنه مجرد عبد ونبي، وكان يؤمن بصدق جميع الأنبياء السالفين، وكان يؤمن من صميم قلبه بمجيء سيدنا محمد المصطفى ونبّأ عن بعثته صلى الله عليه وسلم. وإنما يؤمنون بشخص آخر يسمى يسوع، ولا يوجد ذكره في القرآن. ويقولون بأن ذلك الشخص ادعى الألوهيهَ، وقال عن الأنبياء السابقين إنهم "سُرّاق" و"لصوص". ويقولون أيضا إن هذا الشخص كان شديد التكذيب لسيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتنبأ بأنه لا يأتي بعده إلا المفترون. وتعرفون جيدا أن القرآن الكريم لا يأمرنا بالإيمان بمثل هذا الشخص، بل يقول صراحةً بأن الذي يدعي بأنه إله من دون الله فسوف ندخله جهنم. ولهذا السبب لم نُبدِ لدى الحديث عن يسوع المسيحيين الاحترام اللازم تجاه رجل صادق، إذ لو لم يكن ذلك الرجل المزعوم فاقدَ البصر، لما قال بأنه لن يأتي بعده إلا المفترون، ولو كان صالحًا ومؤمنًا لما ادّعى الألوهية. فعلى القراء ألا يعتبروا كلماتنا القاسية موجَّهةً إلى سيدنا عيسى عليه السلام. كلا، بل إنها موجهة إلى يسوع الذي لا يوجد له ذكر ولا أثر، لا في القرآن ولا في الأحاديث" كتاب "مجموعة الإعلانات" مجلد 2، ص 295. فالمسيح المحمدي عليه السلام يرى بأن المسيح القرآني محترم لأنه صالح ونبيّ عظيم؛ يقول ـ عليه السلام ـ : "إننا - بعد تخصيص منصب الألوهية لله وحده - نعتبر سيدنا عيسى عليه السلام صادقا وصالحًا في جميع الأمور، وجديرًا بكل نوع من الاحترام الذي يجب القيام به تجاه كل نبي صادق" كتاب "البرية" ص 154. ولذلك فقد كان يُكرمه؛ يقول عليه السلام: "نكشف للقراء بأن عقيدتنا في سيدنا المسيح عليه السلام سليمة جدًّا، وإننا نؤمن من أعماق قلوبنا بأنه كان نبيًا صادقًا من الله سبحانه وتعالى، ومحبوبًا لديه. ونؤمن حسبما أنبأنا القرآن الكريم بأنه كان يؤمن من صميم فؤاده بمجيء سيدنا ومولانا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم. وكان خادمًا مخلصًا من مئات الخدام لشريعة سيدنا موسى عليه السلام. فنحن نكرمه تمامًا بحسب مقامه، ونأخذ مقامه هذا بعين الاعتبار دائمًا" كتاب "نور القرآن" ص 374. كما قال عنه ـ عليه السلام ـ أنه من الكمل القلائل؛ يقول عليه السلام: "إن المسيح من عباد الله المحبوبين والصالحين جدا، ومن الذين هم أصفياء الله، والذين يطهرهم الله تعالى بيده ويُبقيهم تحت ظل نوره. غير أنه ليس إلهًا كما زُعم. نعم إنه من الواصلين بالله تعالى ومن أولئك الكُمَّل الذين هم قلةٌ" كتاب "تحفة قيصرية" ص 272. كما بين ـ عليه السلام ـ أن حياته مماثلة لحياة المسيح القرآني عليه السلام؛ فيقول: "لقد كُشف عليَّ أنا العبدِ المتواضع أن حياتي مماثلة للفترة الأولى من حياة المسيح من حيث الفقر والتواضع والتوكل والإيثار والآيات والأنوار، ويوجد تشابهٌ بين فطرتي وفطرة المسيح، وكأننا جزءان من جوهرة واحدة، أو ثمرتان من شجرة واحدة. وهنالك مشابهة ظاهرية أخرى أيضا؛ فإن المسيح كان تابعًا لنبي كامل عظيمٍ هو موسى، وكان خادمًا لدينه، وإنجيلُه كان فرعًا للتوراة، كذلك أنا العبد المتواضع أيضا من الخدام المتواضعين لذلك النبي الجليل الشأن الذي هو سيد الرسل وتاج المرسلين جميعا" كتاب "البراهين الأحمدية" ج 1، ص 593. فكيف بعد كل هذا التوضيح الزعم بأن الميرزا يقلل من إحترام المسيح الناصري عليه السلام؟
والله تعالى أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
............... يتبع بإذن الله تعالى .............
تعليقات
إرسال تعليق