التخطي إلى المحتوى الرئيسي

معنى نبوءة " فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ " ، و عواملها و سرعتها .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ جَاءَ الْحَقُّ ـ زَهَقَ الْبَاطِلُ ـ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 30 :

( ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ) .

الموضوع : 

معنى نبوءة " فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ " ، و عواملها و سرعتها .

 

      يقول السيد تميم أبو دقة عفا الله تعالى عنه : " و العجيب أن الله تعالى قد مهّد و هيَّأ لهذه المهمة قبل قرون بأن بدأ إيمانُ المسيحيين بالعقائد المسيحية يتزعزع " أهـ

أقول :
      إن ذلك ثابت من الكتب التاريخية ؛ إذ تذكر أن الشعوب المسيحية كانت في صراع شرس مع الكنائس في القرون المظلمة ؛ متهمة إياها بمعاداة " العلم " ،  و هو ما أثر في الديانة المسيحية حتما ، إلا أنه لم يكن ليقضي عليها . و أما في زمن المسيح الوعود عليه السلام ، فيتبين من كتبه ؛ مثل قوله ـ عليه السلام ـ : " ما كان واجبا علينا أن نكتب شيئا عن معتقدات القساوسة ؛ لأن العمل الذي كان علينا أن ننجزه قد أخذه كبار باحثيهم في أوروبا و أميركا على عاتقهم في هذه الأيام ، و يؤدون حق هذه الخدمة على أحسن وجه ، و يوضحون ماهية الديانة المسيحية و حقيقتها " كتاب " ينبوع المسيحية " ص 10 . أن : " كبار باحثيهم في أوروبا و أميركا " قد تزعزع إيمانهم بالعقائد المسيحية بالفعل تزامنا مع بعثة المسيح الموعود عليه السلام . إلا أن عملهم لم يكن له أثر يذكر على الديانة المسيحية مقارنة مع كتابات المسيح المحمدي ؛ لقوله ـ عليه السلام ـ عند تأكيده على وجود قبر المسيح الموسوي عليه السلام في كشمير : " إن نبيّ الله المقدّس صلى الله عليه و سلم كان قد أنبأ بأن الدين الصليبي لن يتقلّص و لن يفْتُرَ رُقيُّه إلا بعد ظهور المسيح الموعود في الدنيا ؛ و على يده سيَتِمُّ كسْرُ الصليب " كتاب " المسيح الناصري في الهند " ص 69 . فواضح تماما أن نبوءة " يكْسرَ الصَّلِيبَ " لا تتحقق قبل بعثته ـ عليه السلام ـ ، و واضح أيضا أنه لن يضعف تماما قبل عام 1882م ، بل يكون على أشده . و هذا ما تحقق بالفعل بواسطته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله : " الغاية المتوخّاة من بعثة المسيح الموعود في الأحاديث النبوية ؛ أنه سيقضي على دجل الأمة المسيحية ، و يمزق أفكارهم الصليبية . فقد حقَّق الله سبحانه هذه المهمة على يديَّ ؛ بحيث استأصلتُ الدين المسيحي مِن جذوره ... . و لقد عرفتُ من رسائل بعض القساوسة أنهم فزعوا جدًا من هذا البحث الحاسم ـ أي : عدم موت المسيح الموسوي عليه السلام ميتة اللعنة ـ على الصليب ـ ـ ، و أدركوا أن الدين الصليبي سينهدم به حتمًا على أصوله ، و إن انهدامه سيكون مهولا جدًّا " كتاب " البراءة " .

      إن عوامل تحقق نبوءة النبي صلى الله عليه و سلم : " يَكْسِرَ الصَّلِيبَ " لن تكون إلا في عصر المسيح الموعود عليه السلام ؛ لقوله عليه السلام : " الله سيهيئ بمشيئته في عصر المسيح الموعود أسبابًا و عواملَ تكشف حقيقةَ حادث الصليب " كتاب " البراءة " . أي أنه لن يكون هنالك أي عامل لإضعاف المسيحية قبل زمن المسيح الموعود عليه السلام ، بل في عصرِه ـ عليه السلام ـ سيهيئ الله عز و جل هذه العوامل . و يقصد بها المسيح الموعود عليه السلام نظرية الإغماء الثابتة من الأناجيل ، مع أنها كانت معروفة قبل دعواه ؛ إلا أنها كانت مجرد دعوى . ثم هجرته ـ عليه السلام ـ إلى كشمير الثابتة من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم . فهذه العوامل هي التي تحقق نبوءة النبي صلى الله عليه و سلم : " يَكْسِرَ الصَّلِيبَ " . و أما دونها من العوامل ؛ فلم يكن لها ذلك الأثر البالغ الذي يحقق النبوءة .

      يقول المسيح المحمدي عليه السلام : " المراد من كسر الصليب هو أن إله السماوات و الأرض سيكشف في ذلك الزمن حقيقةً محجوبة ؛ ينهدم بظهورها الصرحُ الصليبي كله دفعة واحدة " . كتاب " المسيح الناصري في الهند " ص 95 .

أقول :
      إن قوله ـ عليه السلام ـ السابق جاء في سياق حديثه عن هجرة المسيح الموسوي عليه السلام إلى كشمير بعد إغمائه على الصليب و نجاته من " ميتة اللعنة " . أي أنّ اكتشاف هذا " الإغماء " و هذه " الهجرة " هي الحقيقةً المحجوبة التي كشفها الله تعالى على المسيح الموعود عليه السلام ليحقق بها نبوءة النبي صلى الله عليه و سلم : " يَكْسِرَ الصَّلِيبَ " . ليس كسرا بطيئا ، بل بمجرد ظهورها " ينهدم الصرحُ الصليبي كله دفعة واحدة " . فهذا كلام المسيح المحمدي عليه السلام حرفيا ، و هذا ما أثبته ـ عليه السلام ـ بالأدلة النقلية و العقلية بعد أن كانت مجرد دعاوى تعوزها الحجج القوية و البراهين الساطعة ، و هذا ما عمل ـ عليه السلام ـ و جماعته المباركة من بعده على نشره و ترسيخه في العالم بالرغم من الإعتراضات و الإنكار و الجحود .

      إذن : لقد تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه و سلم : " فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ " . و كان المسيح المحمدي عليه السلام مصداقا لها ؛ لأنها تحققت من خلاله و في زمنه .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ...............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على شبهة : " كتاب البراءة يعلن أن الميرزا ولد في عام 1841م " ـ الجزء الثالث عشر ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ جَاءَ الْحَقُّ ـ زَهَقَ الْبَاطِلُ ـ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا . الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 14 : ( ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ) . الموضوع : الرد على شبهة : " كتاب البراءة يعلن أن الميرزا ولد في عام 1841م " ـ الجزء الثالث عشر ـ .         لقد رددنا في المنشور السابق على شبهتين حيث توصلنا إلى نتيجتين مهمتين ؛ هما : الأولى : كتاب البراءة نشر قبل إعلان 24 - 02 - 1898م بشهر واحد بالضبط ؛ أي في 24 - 01 - 1898م . و منه ؛ فإن الإعلان قد نشر كأحد لواحق كتاب " البراءة " بعد الط...

يقول الميرزا غلام أحمد: "أنا المقصود بقول الله سبحانه: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله"".

الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ جَاءَ الْحَقُّ ـ زَهَقَ الْبَاطِلُ ـ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا . سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 20 : (ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام وجماعته المباركة) . الموضوع: يقول الميرزا غلام أحمد: "أنا المقصود بقول الله سبحانه: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله"" . مضمون الشبهة:       يقول الميرزا غلام أحمد: "أنا المقصود بقول الله سبحانه: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله"". الرد على الشبهة:       لقد تلقى المسيح المحمدي عليه السلام هذه الآية القرآنية كوحي إلهي. ولقد فسر وحيه هذا؛ بقوله: أولا: " ... أي ليُظهر دين الإسلام بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة على كل دين سواه، أي ينصر الله المؤمنين المظلومين بإشراق دينهم وإتمام حجّتهم" كتاب "البراهين الأحمدية" ص239. ثانيا: " ... لا يكون في العالم إلا دين واحد وإمام واحد. لقد جئتُ لأبذر البذر، وقد زُرِعَ ذلك ا...

شبهة: "الأحمديين ينكرون الأحاديث، وانتقائيون لها؛ فيأخذون ما يحلوا لهم، ويتركون ما لا يحلو لهم".

شبهة: " الأحمديين ينكرون الأحاديث، وانتقائيون لها؛ فيأخذون ما يحلوا لهم، ويتركون ما لا يحلو لهم". الرد:       نحن لا ننكر الأحاديث النبوية، بل نقدّرها بمجرد أن نعرف أنها منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إن رأينا أنها تعارض القرآن الكريم، حاولنا أن نجد لها تفسيرا آخر يتفق معه - أي القرآن - وتحتمله اللغة العربية. فإن لم  نقدر؛ نترك الحديث، ولا نأخذ به، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقول قولا يعارض القرآن الكريم.       وقد بين المسيح الموعود عليه السلام ذلك في "مناظرة لدهيانة"، وفي كتاب "سفينة نوح".