التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام ... " إمام الزمان " .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ جَاءَ الْحَقُّ ـ زَهَقَ الْبَاطِلُ ـ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 27 :

( ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ) .

الموضوع : 

ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام ... " إمام الزمان " .


       لقد وعد الله تعالى أنه ـ عز و جل ـ لا و لم و لن يترك أمة خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم غارقة في الضلال ( الجَاهِلِيَّةً ) ، بل بين ـ تعالى ـ في القرآن الكريم أنه ـ عز و جل ـ سيرسل من عنده أئمة لكل قوم من أمة النبي صلى الله عليه و سلم على إمتداد قرونها ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِۦٓ ۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ( 07 ) " سورة الرعد . و إن هؤلاء " الهداة " هم " المجددون " الذين يظهرون على رأس كل قرن ، و هذا ثابت عن كلتي الفريقتين :
أولا : " شيعة أهل البيت " : فقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى : " وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ " . فقال : " كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه " . كما سئل أيضاً ـ عليه السلام ـ عن قوله تعالى : " يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ " . قال : " إمامهم الذي بين أظهرهم ، و هو قائم أهل زمانه " . فالإمام الصادق رضي الله تعالى عنه و رضي عنه يرى بأن " إمام الزمان " ؛ هو : " الإمام المجدد " الذي يظهر على رأس كل قرن .
ثانيا : " أهل السنة و الجماعة " : إن في قول النبي صلى الله عليه و سلم : " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَلَاحِمِ | بَابٌ : مَا يُذْكَرُ فِي قَرْنِ الْمِائَةِ . و إن ما ورد : " عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ : قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ ، وَ إِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ " . قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ " صحيح البخاري | كِتَابٌ : أَحَادِيثُ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ | بَابُ مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ . دليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم قد بين بأن " أئمة الزمان " ؛ هم : " الأئمة المجددون " الذين يظهرون على رأس كل قرن . و هم : ال " خُلَفَاءُ " .

      نعم ؛ لقد سمى النبي صلى الله عليه و سلم " أئمة الزمان " هؤلاء ؛ ب : " الأئمة المجددين " و " الخلفاء الإثني عشر " . كما أمر النبي صلى الله عليه و سلم بمبايعتهم ، و هذا لا يكون إلا بعد التعرف عليهم ؛ لما ورد : " وَ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ " . قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ " .

      و بهذا المفهوم ؛ ل : " إمام الزمان " ؛ فإن الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام " إمام زمانه " أيضا ، و عدم معرفته و مبايعته يجعل صاحبه يموت " مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " ؛ لأنه خليفة للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ لقوله : " ألا إنه خليفتي في أمتي " . و لذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين بمعرفته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَيْسَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَ إِنَّهُ نَازِلٌ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ـ أي أنه إمام الزمان ـ " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَلَاحِمِ  | بَابٌ : خُرُوجُ الدَّجَالِ . و بمبايعته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ ـ لأنه خليفة الوقت ـ ، وَ لَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ " . سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : خُرُوجُ الْمَهْدِيِّ . و مبايعته تندرج ضمن أمر النبي صلى الله عليه و سلم للمسلمين ببيعة هؤلاء الخلفاء كأئمة للزمان . و هؤلاء الخلفاء هم الإثني عشر مجددا الذين بشر النبي صلى الله عليه و سلم ببعثتهم بعده على رأس كل قرن لتجديد الإسلام بإعادته إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْإِمَارَةُ | بَابٌ : النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ . فهو ـ عليه السلام ـ آخر و خاتم خلفاء الأمة المحمدية ، و ما خلفاءه ـ عليه السلام ـ إلا أضلاله .

      بالرغم من المسلمين التقليديين لا يؤمنون بصحة حديث النبي صلى الله عليه و سلم : " من لم يعرف إمام زمانه " إلا أنهم ناقضوا أنفسهم بتناقض فاضح ؛ إذ قبلوا فجأة صحته ، و زعموا بأن " إمام الزمان " ؛ هو : " الخليفة الدنيوي " لا " الخليفة الديني " . و هذا زعم باطل ؛ لأنه لم يرد أي حديث صحيح بهذا المعنى ، ثم إن " المجددين " في الإسلام " خلفاء دينيون " ، و هم من يكونون " خَلِيفَة الْمُسْلِمِينَ " و " أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ " في زمانهم . كما أن معاداة " الخلفاء الدنيويون " للإسلام و تشويهه و تعطيله لا يخفى ، و زماننا هذا خير مثال على ذلك . و إلا فإن الناس ظلوا يموتون من دون أن يعرفوا حاكمهم الدنيوي ، و بعضهم لا يعترفون بشرعيته ، و بعضهم يسعى لمنافسته على الحكم ، سواء كان خليفة أم سلطانا أم أميرا . فهذه الروايات لا تتحدث عن معرفة الإمام الدنيوي ؛ الذي هو شأن سياسي لا يخرج أي مسلم بسببه إلى الجاهلية و الضلال ، بل تتحدث عن طاعة الإمام الديني ، و تجرّم التمرد عليه ؛ لما فيه من خطورة الموت " مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " . أي : الموت على الضلال .
      لقد تعرف المسلمون على أئمة زمانهم عبر تاريخهم المجيد من الأئمة المجددين الذين ظهروا على رأس كل قرن ، و بايعوهم كخلفاء للإسلام ؛ مثل : الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه و عبد القادر الجيلاني قدس الله تعالى سره الشريف . و ذلك إمتثالا لأمر النبي صلى الله عليه و سلم . و لذلك فإن إدعاء الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام بأنه إمام الزمان ، و أنه إمام مجدد ظهر على رأس القرن و أنه خليفة للنبي صلى الله عليه و سلم ليس ، بل و دعوته للناس لمعرفته و مبايعته ليس إلا إمتثالا لأمر النبي صلى الله عليه و سلم . فثبت بذلك صحة قوله عليه السلام : " ثبت من الحديث الصحيح أنّ مَن لم يعرف إمام زمانه ؛ فقد مات ميتة جاهلية . و كفى بهذا الحديث دليلا هاديًا لقلب أي تقي حتى يبحث عن إمام الوقت " كتاب " ضرورة الإمام " ص 1 .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.................. يتبع بإذن الله تعالى .............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة: "بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!".

شبهة: " بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!". الرد:       أما أنه لم يسمع بالإمام المهدي عليه السلام إلا القليل، فهذا ليس صحيحا، بل سمعت به الدنيا كلها عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية والصحف والمجلات والكتب التي نصدرها. ثم إن هنالك أناسا في أدغال القارات لم يسمعوا بالإسلام ولا بغيره، فليست العبرة بالذين لا يريدون أن يسمعوا أو لا يمكنهم السماع.        إن جماعتنا لموجودة في البلدان، وهناك من الحكومات والمؤسسات الدينية التي انشغلت بمحاربتها، وبذلت قصارى جهدها من دون جدوى. ثم إن فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يكاد يجهله أحد. فإذا قلت بأن عيسى قد مات، أو قلت بأن الجهاد ليس عدوانا، أو قلت بأن المرتد لا يُقتل، أو قلت بأن تفسير الآية الفلانية كذا وكذا، أو قلت بأن تفسير علامات الساعة كذا وكذا. لقيل لك فورا: أنت أحمدي، أو متأثر بالأحمدية. أفلا يدل هذا على انتشار جماعة المسيح  الموعود عليه السلام؟

شبهة: "لماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟".

  شبهة: "ل ماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟". الرد :       إن سبب الكفر بالأنبياء هو "الكبر" عادة، وليس قلة العلم والمعرفة. وقد قص الله تعالى علينا قصة إبليس  الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين، ولم يقص الله علينا قصة رجل كفر بنبي بسبب  مستواه العلمي أو الثقافي أو المعرفي.  بل يكون العلم أحيانا من مسببات الكبر والغرور، فيصبح حاجزا وعثرة أمام الإيمان.  وهذا ما حصل مع علماء بني إسرائيل الذين كفروا بالمسيح الناصري عليه السلام قبل ألفي سنة، فلم يكن عندهم قلة من العلماء، بل قلة من تقوى الله تعالى وخشيته، كما تكرر معهم حين كفروا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 14  قرنا، ولذلك قال الله تعالى: " أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة الشعراء.   ثم يتكرر الآن.        لقد كان السابقون من المؤمنين من بسطاء الناس وعامتهم وضعفائهم عادةً، وقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة على لسان كفار قوم نوح عليه السلام الذين قالوا له: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَ...

شبهة: "ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من الآيات؟".

  شبهة: " ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من  الآيات؟". الرد :       إن كل لحظة  من حياة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يمكن اعتبارها آية، وذلك نظرا لظروفه الصعبة وصحته ومن ثم النجاحات التي حققها فكيف يمكن لشخص فيه مرضان في قرية نائية أن يضطلع بكل هذه المهام وينجح فيها؟ فالمتدبر لا بد أن يرى بأن هذه المسيرة عبارة عن آيات متسلسلة مستمرة. وهناك العديد من الآيات التي هي سلسلة متصلة من عدد لا ينتهي من الآيات، فمعجزة الطاعون مثلا ليست مجرد آية واحدة، بل هي آية ظلت تتجدد في كل لحظة عبر سنوات متواصلة من نجاة الأحمديين وموت كبار الخصوم، وخصوصا من المباهلين، وكيف أدّى ذلك إلى بيعة أعداد هائلة من طاهر ي الفطرة.