الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ جَاءَ الْحَقُّ ـ زَهَقَ الْبَاطِلُ ـ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا .
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 27 :
( ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ) .
الموضوع :
لقد وعد الله تعالى أنه ـ عز و جل ـ لا و لم و لن يترك أمة خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم غارقة في الضلال ( الجَاهِلِيَّةً ) ، بل بين ـ تعالى ـ في القرآن الكريم أنه ـ عز و جل ـ سيرسل من عنده أئمة لكل قوم من أمة النبي صلى الله عليه و سلم على إمتداد قرونها ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِۦٓ ۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ( 07 ) " سورة الرعد . و إن هؤلاء " الهداة " هم " المجددون " الذين يظهرون على رأس كل قرن ، و هذا ثابت عن كلتي الفريقتين :
أولا : " شيعة أهل البيت " : فقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى : " وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ " . فقال : " كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه " . كما سئل أيضاً ـ عليه السلام ـ عن قوله تعالى : " يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ " . قال : " إمامهم الذي بين أظهرهم ، و هو قائم أهل زمانه " . فالإمام الصادق رضي الله تعالى عنه و رضي عنه يرى بأن " إمام الزمان " ؛ هو : " الإمام المجدد " الذي يظهر على رأس كل قرن .
ثانيا : " أهل السنة و الجماعة " : إن في قول النبي صلى الله عليه و سلم : " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَلَاحِمِ | بَابٌ : مَا يُذْكَرُ فِي قَرْنِ الْمِائَةِ . و إن ما ورد : " عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ : قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ ، وَ إِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ " . قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ " صحيح البخاري | كِتَابٌ : أَحَادِيثُ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ | بَابُ مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ . دليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم قد بين بأن " أئمة الزمان " ؛ هم : " الأئمة المجددون " الذين يظهرون على رأس كل قرن . و هم : ال " خُلَفَاءُ " .
نعم ؛ لقد سمى النبي صلى الله عليه و سلم " أئمة الزمان " هؤلاء ؛ ب : " الأئمة المجددين " و " الخلفاء الإثني عشر " . كما أمر النبي صلى الله عليه و سلم بمبايعتهم ، و هذا لا يكون إلا بعد التعرف عليهم ؛ لما ورد : " وَ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ " . قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ " .
و بهذا المفهوم ؛ ل : " إمام الزمان " ؛ فإن الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام " إمام زمانه " أيضا ، و عدم معرفته و مبايعته يجعل صاحبه يموت " مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " ؛ لأنه خليفة للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ لقوله : " ألا إنه خليفتي في أمتي " . و لذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين بمعرفته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَيْسَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَ إِنَّهُ نَازِلٌ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ـ أي أنه إمام الزمان ـ " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَلَاحِمِ | بَابٌ : خُرُوجُ الدَّجَالِ . و بمبايعته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ ـ لأنه خليفة الوقت ـ ، وَ لَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ " . سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : خُرُوجُ الْمَهْدِيِّ . و مبايعته تندرج ضمن أمر النبي صلى الله عليه و سلم للمسلمين ببيعة هؤلاء الخلفاء كأئمة للزمان . و هؤلاء الخلفاء هم الإثني عشر مجددا الذين بشر النبي صلى الله عليه و سلم ببعثتهم بعده على رأس كل قرن لتجديد الإسلام بإعادته إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْإِمَارَةُ | بَابٌ : النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ . فهو ـ عليه السلام ـ آخر و خاتم خلفاء الأمة المحمدية ، و ما خلفاءه ـ عليه السلام ـ إلا أضلاله .
بالرغم من المسلمين التقليديين لا يؤمنون بصحة حديث النبي صلى الله عليه و سلم : " من لم يعرف إمام زمانه " إلا أنهم ناقضوا أنفسهم بتناقض فاضح ؛ إذ قبلوا فجأة صحته ، و زعموا بأن " إمام الزمان " ؛ هو : " الخليفة الدنيوي " لا " الخليفة الديني " . و هذا زعم باطل ؛ لأنه لم يرد أي حديث صحيح بهذا المعنى ، ثم إن " المجددين " في الإسلام " خلفاء دينيون " ، و هم من يكونون " خَلِيفَة الْمُسْلِمِينَ " و " أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ " في زمانهم . كما أن معاداة " الخلفاء الدنيويون " للإسلام و تشويهه و تعطيله لا يخفى ، و زماننا هذا خير مثال على ذلك . و إلا فإن الناس ظلوا يموتون من دون أن يعرفوا حاكمهم الدنيوي ، و بعضهم لا يعترفون بشرعيته ، و بعضهم يسعى لمنافسته على الحكم ، سواء كان خليفة أم سلطانا أم أميرا . فهذه الروايات لا تتحدث عن معرفة الإمام الدنيوي ؛ الذي هو شأن سياسي لا يخرج أي مسلم بسببه إلى الجاهلية و الضلال ، بل تتحدث عن طاعة الإمام الديني ، و تجرّم التمرد عليه ؛ لما فيه من خطورة الموت " مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " . أي : الموت على الضلال .
لقد تعرف المسلمون على أئمة زمانهم عبر تاريخهم المجيد من الأئمة المجددين الذين ظهروا على رأس كل قرن ، و بايعوهم كخلفاء للإسلام ؛ مثل : الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه و عبد القادر الجيلاني قدس الله تعالى سره الشريف . و ذلك إمتثالا لأمر النبي صلى الله عليه و سلم . و لذلك فإن إدعاء الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام بأنه إمام الزمان ، و أنه إمام مجدد ظهر على رأس القرن و أنه خليفة للنبي صلى الله عليه و سلم ليس ، بل و دعوته للناس لمعرفته و مبايعته ليس إلا إمتثالا لأمر النبي صلى الله عليه و سلم . فثبت بذلك صحة قوله عليه السلام : " ثبت من الحديث الصحيح أنّ مَن لم يعرف إمام زمانه ؛ فقد مات ميتة جاهلية . و كفى بهذا الحديث دليلا هاديًا لقلب أي تقي حتى يبحث عن إمام الوقت " كتاب " ضرورة الإمام " ص 1 .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.................. يتبع بإذن الله تعالى .............
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 27 :
( ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ) .
الموضوع :
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام ... " إمام الزمان " .
لقد وعد الله تعالى أنه ـ عز و جل ـ لا و لم و لن يترك أمة خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم غارقة في الضلال ( الجَاهِلِيَّةً ) ، بل بين ـ تعالى ـ في القرآن الكريم أنه ـ عز و جل ـ سيرسل من عنده أئمة لكل قوم من أمة النبي صلى الله عليه و سلم على إمتداد قرونها ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِۦٓ ۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ( 07 ) " سورة الرعد . و إن هؤلاء " الهداة " هم " المجددون " الذين يظهرون على رأس كل قرن ، و هذا ثابت عن كلتي الفريقتين :
أولا : " شيعة أهل البيت " : فقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى : " وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ " . فقال : " كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه " . كما سئل أيضاً ـ عليه السلام ـ عن قوله تعالى : " يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ " . قال : " إمامهم الذي بين أظهرهم ، و هو قائم أهل زمانه " . فالإمام الصادق رضي الله تعالى عنه و رضي عنه يرى بأن " إمام الزمان " ؛ هو : " الإمام المجدد " الذي يظهر على رأس كل قرن .
ثانيا : " أهل السنة و الجماعة " : إن في قول النبي صلى الله عليه و سلم : " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَلَاحِمِ | بَابٌ : مَا يُذْكَرُ فِي قَرْنِ الْمِائَةِ . و إن ما ورد : " عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ : قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ ، وَ إِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ " . قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ " صحيح البخاري | كِتَابٌ : أَحَادِيثُ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ | بَابُ مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ . دليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم قد بين بأن " أئمة الزمان " ؛ هم : " الأئمة المجددون " الذين يظهرون على رأس كل قرن . و هم : ال " خُلَفَاءُ " .
نعم ؛ لقد سمى النبي صلى الله عليه و سلم " أئمة الزمان " هؤلاء ؛ ب : " الأئمة المجددين " و " الخلفاء الإثني عشر " . كما أمر النبي صلى الله عليه و سلم بمبايعتهم ، و هذا لا يكون إلا بعد التعرف عليهم ؛ لما ورد : " وَ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ " . قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ " .
و بهذا المفهوم ؛ ل : " إمام الزمان " ؛ فإن الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام " إمام زمانه " أيضا ، و عدم معرفته و مبايعته يجعل صاحبه يموت " مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " ؛ لأنه خليفة للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ لقوله : " ألا إنه خليفتي في أمتي " . و لذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين بمعرفته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَيْسَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَ إِنَّهُ نَازِلٌ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ـ أي أنه إمام الزمان ـ " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَلَاحِمِ | بَابٌ : خُرُوجُ الدَّجَالِ . و بمبايعته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ ـ لأنه خليفة الوقت ـ ، وَ لَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ " . سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : خُرُوجُ الْمَهْدِيِّ . و مبايعته تندرج ضمن أمر النبي صلى الله عليه و سلم للمسلمين ببيعة هؤلاء الخلفاء كأئمة للزمان . و هؤلاء الخلفاء هم الإثني عشر مجددا الذين بشر النبي صلى الله عليه و سلم ببعثتهم بعده على رأس كل قرن لتجديد الإسلام بإعادته إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْإِمَارَةُ | بَابٌ : النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ . فهو ـ عليه السلام ـ آخر و خاتم خلفاء الأمة المحمدية ، و ما خلفاءه ـ عليه السلام ـ إلا أضلاله .
بالرغم من المسلمين التقليديين لا يؤمنون بصحة حديث النبي صلى الله عليه و سلم : " من لم يعرف إمام زمانه " إلا أنهم ناقضوا أنفسهم بتناقض فاضح ؛ إذ قبلوا فجأة صحته ، و زعموا بأن " إمام الزمان " ؛ هو : " الخليفة الدنيوي " لا " الخليفة الديني " . و هذا زعم باطل ؛ لأنه لم يرد أي حديث صحيح بهذا المعنى ، ثم إن " المجددين " في الإسلام " خلفاء دينيون " ، و هم من يكونون " خَلِيفَة الْمُسْلِمِينَ " و " أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ " في زمانهم . كما أن معاداة " الخلفاء الدنيويون " للإسلام و تشويهه و تعطيله لا يخفى ، و زماننا هذا خير مثال على ذلك . و إلا فإن الناس ظلوا يموتون من دون أن يعرفوا حاكمهم الدنيوي ، و بعضهم لا يعترفون بشرعيته ، و بعضهم يسعى لمنافسته على الحكم ، سواء كان خليفة أم سلطانا أم أميرا . فهذه الروايات لا تتحدث عن معرفة الإمام الدنيوي ؛ الذي هو شأن سياسي لا يخرج أي مسلم بسببه إلى الجاهلية و الضلال ، بل تتحدث عن طاعة الإمام الديني ، و تجرّم التمرد عليه ؛ لما فيه من خطورة الموت " مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " . أي : الموت على الضلال .
لقد تعرف المسلمون على أئمة زمانهم عبر تاريخهم المجيد من الأئمة المجددين الذين ظهروا على رأس كل قرن ، و بايعوهم كخلفاء للإسلام ؛ مثل : الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه و عبد القادر الجيلاني قدس الله تعالى سره الشريف . و ذلك إمتثالا لأمر النبي صلى الله عليه و سلم . و لذلك فإن إدعاء الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام بأنه إمام الزمان ، و أنه إمام مجدد ظهر على رأس القرن و أنه خليفة للنبي صلى الله عليه و سلم ليس ، بل و دعوته للناس لمعرفته و مبايعته ليس إلا إمتثالا لأمر النبي صلى الله عليه و سلم . فثبت بذلك صحة قوله عليه السلام : " ثبت من الحديث الصحيح أنّ مَن لم يعرف إمام زمانه ؛ فقد مات ميتة جاهلية . و كفى بهذا الحديث دليلا هاديًا لقلب أي تقي حتى يبحث عن إمام الوقت " كتاب " ضرورة الإمام " ص 1 .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.................. يتبع بإذن الله تعالى .............
تعليقات
إرسال تعليق