التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الرد على شبهة : " كتاب البراءة يعلن أن الميرزا ولد في عام 1841م " ـ الجزء الثالث ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ جَاءَ الْحَقُّ ـ زَهَقَ الْبَاطِلُ ـ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " جَاءَ الْحَقُّ " 04 :
( ألفت للرد على الإعتراضات السخيفة و الشبهات الوهمية التي تثار حول الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ) .

الموضوع : الرد على شبهة : " كتاب البراءة يعلن أن الميرزا ولد في عام 1841م " ـ الجزء الثالث ـ .

ملاحظة : يرجى قراءة المنشورات السابقة من أجل فهم أفضل لمحتوى هذا المنشور .

ثانيا : إن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام لم يحدد عمره سنة وفاة والده المحترم ؛ لأنه لم يقل : " لعل عمري كان 34 عاما أو 35 عاما ( عندما ) توفي والدي المحترم " ؛ بل كان يرجح عمره في " الحين " الذي توفي فيه والده المحترم فقط ؛ أي : و كأنه يقول : " لعل عمري كان 34 عاما أو 35 عاما " في الحين الذي " توفي والدي المحترم " ؛ أي أن ما ذكره في المقتبس ليس من باب التحديد و التدقيق ؛ بل كان من باب التعريف العام ؛ لقوله عليه السلام : " حين " ؛ و التي تفيد زمانا محدودا غير مقيد بإمتداد ؛ يقول أصحاب كتاب : " المعجم الكبير " ؛ ما يلي : " قال ابنُ فارسٍ : "الحاءُ و الياءُ و النّونُ أصْلٌ واحدٌ ، ثم يُحْمَلُ عليه ، و الأَصْلُ الزَّمانُ . فالحِينُ الزَّمانُ قَلِيلُهُ و كثِيرُه " . و يقول حسن المصطفوي صاحب كتاب : " التحقيق في كلمات القرآن " ؛ ما يلي : " و الفرق بين الحين و الزمان و المدّة : أنّ : الزمان : بمعنى مطلق ما يمتدّ من الزمان من حيث هو هو .  و المدّة : زمان محدود مقيّدا بإمتداد ما . و الحين : زمان محدود غير مقيّد بإمتداد .
فهذا المفهوم ـ أي : قطعة محدودة من الزمان المطلق - مأخوذ في موارد إستعمال كلمة " الحين " في القرآن الكريم ، و به يظهر لطف التعبير به " .
؛ و عليه : لو قال الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام : " لعل عمري كان 34 عاما أو 35 عاما ( عندما ) توفي والدي المحترم " أو ما شابه ؛ لكان في المقتبس إشارة إلى ما ذهب إليه المعترض ـ أي : أن عمر الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام كان 34 عاما أو 35 عاما ( عندما ) توفي والده المحترم - ؛ إلا أنه لم يقل ذلك .
       لقد إستعمل الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام لفظ " حين " ، و لم يستعمل لفظ " عندما " ؛ لأن هناك فرق بينهما ؛ يتجلى ذلك من خلال معرفة مفهومهما :
أولا : " عندما " : و هي ظرف مركّب من ( عند ) و ( ما ) المصدريّة ؛ بمعنى : " في الوقت الذي " ؛ مثل : ( عندما ) تُشرق الشَّمس يكون القطار تحرّك . أي : " في الوقت الذي " تشرق الشمس يكون القطار تحرّك . و بتطبيقها على المقتبس الذي هو قيد البحث ؛ يكون : " لعل عمري كان 34 عاما أو 35 عاما ( في الوقت الذي ) توفي والدي المحترم " . و هذا الذي لم يقل به ـ عليه السلام ـ ؛ ثم حتى لو إفترضنا أن سن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام في الوقت الذي توفي فيه والده المحترم هو 34 عاما أو 35 عاما ؛ فإن سنه هذا الذي قد قدره لا يخرج عن نطاق الشك و الظن إلى نطاق اليقين و الحق ؛ لقوله عليه السلام : " لعل " .
ثانيا : " حين " : و هي من الظروف المبهمة ؛ بمعنى أنها ليس لها وقت محدد . و لكن قد يُعلم وقتها بما تُضاف إليه . أي أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد إستعمل لفظ " حين " بدلا من " عندما " ؛ حتى لا يظن المتلقي أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام أن سنه كان 34 عاما أو 35 عاما في الوقت الذي توفي فيه توفي فيه والده المحترم ؛ إذ لو أراد ذلك لإستعمل لفظ " عندما " ؛ فأراد الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام أن يقول : " لعل عمري كان 34 عاما أو 35 عاما ( في الظرف الزمني المبهم  ـ الذي ليس له وقت محدد ـ من ) توفي والدي المحترم " .
      يقول صاحب كتاب : " لسان العرب " مبينا الدلالة اللغوية للفظ " حين " ؛ ما يلي : " حين : الحين : الدهر ، و قيل : وقت من الدهر مبهم يصلح لجميع الأزمان كلها ، طالت أو قصرت ، يكون سنة ، و أكثر من ذلك ، و خص بعضهم به أربعين سنة ، أو سبع سنين ، أو سنتين ، أو ستة أشهر ، أو شهرين . و الحين : الوقت ، يقال : حينئذ ؛ يقول خويلد :
ـ كابي الرماد عظيم القدر جفنته * حين الشتاء كحوص المنهل اللقف . "
       و أما قيمة هذا الظرف الزمني المبهم الذي ليس له وقت محدد ـ أي : قيمة الظرف الزمني الذي قد يحتمله لفظ " حين " ؛ فإنها " مبهمة " لا تعرف إلا من خلال سياقها ؛ لأنها قد ترد بالمعاني التالية :
أولا : بمعنى :  ستة أشهر ؛  بدليل قوله تعالى : " تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( 25 ) " سورة إبراهيم .
ثانيا : بمعنى : منتهى الآجال ؛ بدليل قوله تعالى : " قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ( 24 ) " سورة الأعراف .
ثالثا : بمعنى  : الساعات ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ ( 18 ) " سورة الروم .
رابعا : بمعنى : وقت منكر ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ( 88 ) " سورة ص .
خامسا : بمعنى : أربعون سنة ؛ بدليل قوله تعالى : " هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ( 1 ) " سورة الانسان .
سادسا : بمعنى : ثلاثة أيام ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ فِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّىٰ حِينٍ ( 43 ) " سورة الذاريات .
سابعا : بمعنى  : نصف النهار ؛  بدليل قوله تعالى : " وَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا ( 15 ) " سورة القصص .
ثامنا : بمعنى : خمس سنين ؛ بدليل قوله تعالى : " ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ ( 35 ) " سورة يوسف .
      أقول : إن لفظ " حين " لم يرد بالمعاني السبع الأولى ؛ لأن لفظ " حين "  الوارد في المقتبس بمعنى السنوات عموما و خمس سنوات خصوصا ؛ لقوله عليه السلام : " 34 عاما أو 35 عاما " .
      لقد أورد الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام لفظ " حين " بمعنى خمس سنوات ، و هذه ليست بدعة لغوية كما يزعم البعض ؛ بل من صميم اللغة العربية . بدليل نص الآية . و إيرادها بمعنى 05 سنوات و بهذه الدقة دليل قاطع على أنه ملهم من عند الله تعالى .
      إن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام لم يستعمل لفظ " حين " ؛ بمعنى عام أو سنة ، كما أورد صاحب كتاب " لسان العرب " ؛ لأنه لو كان يعلم سنة ميلاده بالضبط لحدد عمره  بدقة مستندا إلى سنة وفاة ولاده المحترم ؛ و إلا فلم يخير بين " 34 عاما أو 35 عاما " ؟ . و لما يقول " لعل " ؟ هذا فضلا عن : " حين ؛ بمعنى ستة أشهر " .
          و علما أن والد الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد توفي 03 يونيو 1876 ؛ فإن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام أراد أن يقول : " لعل عمري كان 34 عاما أو 35 عاما ( حين : أي في الفترة الزمنية من 1871 م إلى 1881 م من ) توفي والدي المحترم " . أي : أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام  كان يظن أن عمره 34 عاما أو 35 عاما حينما توفي والده ؛ أي : ما بين سنة 1871م إلى سنة 1881م " ؛ و هذا يعني أن عمره كان 34 عاما أو 35 عاما قبل أو بعد وفاة والده المحترم ؛ و إنه لمن المستبعد أن يكون عمر الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ما بين سنة 1876م و 1881م 34 عاما أو 35 عاما ؛ بل الأصح أن عمره هذا كان بين عام 1871م و 1876م ؛ وذلك لدليل قاطع سنورده في منشور خاص . و عليه : فإن عمره عند وفاة والده المحترم كان 39 عاما أو 40 عاما " ، و ذلك بإضافة 05 سنوات إلى 34 عاما أو 35 عاما ؛ لأن " حين " قد وردت بمعنى 05 سنوات .
      إذن : لقد إستعمل الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام لفظ " حين " ؛ بمعنى : خمس سنوات ؛ و عليه فإن عمره كان 34 عاما أو 35 عاما قبل وفاة والده المحترم بخمس سنوات .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.............. يتبع بإذن الله تعالى .............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة: "بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!".

شبهة: " بحسب الأحاديث؛ عندما يظهر المهدي؛ تسمع به الدنيا كلها. لكن الميرزا لا يسمع به إلا القليل!!". الرد:       أما أنه لم يسمع بالإمام المهدي عليه السلام إلا القليل، فهذا ليس صحيحا، بل سمعت به الدنيا كلها عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية والصحف والمجلات والكتب التي نصدرها. ثم إن هنالك أناسا في أدغال القارات لم يسمعوا بالإسلام ولا بغيره، فليست العبرة بالذين لا يريدون أن يسمعوا أو لا يمكنهم السماع.        إن جماعتنا لموجودة في البلدان، وهناك من الحكومات والمؤسسات الدينية التي انشغلت بمحاربتها، وبذلت قصارى جهدها من دون جدوى. ثم إن فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يكاد يجهله أحد. فإذا قلت بأن عيسى قد مات، أو قلت بأن الجهاد ليس عدوانا، أو قلت بأن المرتد لا يُقتل، أو قلت بأن تفسير الآية الفلانية كذا وكذا، أو قلت بأن تفسير علامات الساعة كذا وكذا. لقيل لك فورا: أنت أحمدي، أو متأثر بالأحمدية. أفلا يدل هذا على انتشار جماعة المسيح  الموعود عليه السلام؟

شبهة: "لماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟".

  شبهة: "ل ماذا لا يؤمن كبار العلماء بمؤسس جماعتكم؟ أليسوا هم أعلم منا وعلينا الإقتداء بهم؟". الرد :       إن سبب الكفر بالأنبياء هو "الكبر" عادة، وليس قلة العلم والمعرفة. وقد قص الله تعالى علينا قصة إبليس  الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين، ولم يقص الله علينا قصة رجل كفر بنبي بسبب  مستواه العلمي أو الثقافي أو المعرفي.  بل يكون العلم أحيانا من مسببات الكبر والغرور، فيصبح حاجزا وعثرة أمام الإيمان.  وهذا ما حصل مع علماء بني إسرائيل الذين كفروا بالمسيح الناصري عليه السلام قبل ألفي سنة، فلم يكن عندهم قلة من العلماء، بل قلة من تقوى الله تعالى وخشيته، كما تكرر معهم حين كفروا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 14  قرنا، ولذلك قال الله تعالى: " أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة الشعراء.   ثم يتكرر الآن.        لقد كان السابقون من المؤمنين من بسطاء الناس وعامتهم وضعفائهم عادةً، وقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة على لسان كفار قوم نوح عليه السلام الذين قالوا له: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَ...

شبهة: "ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من الآيات؟".

  شبهة: " ذكر الميرزا أن له مليون آية. فما هي هذه الآيات؟ وهل يعقل ذلك العدد من  الآيات؟". الرد :       إن كل لحظة  من حياة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يمكن اعتبارها آية، وذلك نظرا لظروفه الصعبة وصحته ومن ثم النجاحات التي حققها فكيف يمكن لشخص فيه مرضان في قرية نائية أن يضطلع بكل هذه المهام وينجح فيها؟ فالمتدبر لا بد أن يرى بأن هذه المسيرة عبارة عن آيات متسلسلة مستمرة. وهناك العديد من الآيات التي هي سلسلة متصلة من عدد لا ينتهي من الآيات، فمعجزة الطاعون مثلا ليست مجرد آية واحدة، بل هي آية ظلت تتجدد في كل لحظة عبر سنوات متواصلة من نجاة الأحمديين وموت كبار الخصوم، وخصوصا من المباهلين، وكيف أدّى ذلك إلى بيعة أعداد هائلة من طاهر ي الفطرة.